تركي العازمي / بيان مجموعة 16 سبتمبر!

1 يناير 1970 08:11 ص
بيان مجموعة 16 سبتمبر طالب بمحاسبة المفسدين من خلال تحقيق الامارة الدستورية، تعديل قانون الانتخاب وأن تشرف على الانتخابات هيئة مستقلة لتحقيق أعلى درجات النزاهة، وحل مجلسي الوزراء والأمة وإجراء انتخابات مبكرة!

إذاً يفهم من البيان إنه جيد وتوجه يوصلنا إلى خارطة الإصلاح المنشودة ولكن جزئية أعلى درجات النزاهة أرى انه أمر صعب تحقيقه كون البيئة التي تحولت من بيئة فساد إلى إفساد لن تأتي في ليلة وضحاها بحل سحري يغير مفاهيم «عشعشت» في عقول أصحاب القرار والنفوذ من جهة، ولأننا كمجاميع مازلنا نفتقر للقدرة على نبذ نهج «كل يدني النار صوب قرصه» من جهة أخرى!

إننا نتحدث عن وزراء تتغير مراكزهم ولا تخرج عملية التوزير عن المفهوم المتبع والمتابع لما يطرح على المواقع الإلكترونية، وتحديدا «تويتر»، يعرف مكامن الخلل الذي تعاني منه البلاد ويحصد إفرازاته الخاطئة كل مواطن ومقيم!

إننا قبل أن نبحث في إمكانية تطبيق ما ورد في بيان مجموعة 16 سبتمبر علينا توجيه سؤالاً محدداً للمجموعة: من هم أعضاء عصابات الفساد والإفساد وهل بالإمكان محاسبتهم، وهل تتحقق العدالة بتعديل النظام الانتخابي بعيدا عن الدائرة الواحدة؟

إن العقلية بثقافتها هي لم تتغير، هي من غيرت نظام الدوائر من 25 إلى 10 إلى 5 مع العلم بأن التوزيعة الجغرافية لم تكن عادلة وحرمت فئات كبيرة من المشاركة في الانتخابات، وهي العقلية ذاتها التي اختارت لنا وزراء بدرجة موظفين كبار، وهي العقلية ذاتها التي جددت لوكلاء ومسؤولين كبار لا يتصفون بالمواصفات القيادية!

إنها أزمة قيادية وضعف في ثقافة اختيار القياديين وقاعدة الناخبين ثقافتهم لا تقل ضعفاً فهم من أخرجوا لنا نواب «مع الخيل يا شقرا»!

لقد تابعنا عن كثب من وقع على طلب الجلسة الطارئة الخاصة بقضية الـ 25 مليونا، وعرف من هو في دائرة الشبهات «يحوس»، بعضهم يعجبك قوله ويصدمك فعله ونحن ما زلنا ننادي بالإصلاح!

البيان جيد ولكن هل الأرضية مناسبة؟ وهل أصحاب القرار جاهزين لتغيير منهجهم؟ أشك في ذلك والشواهد لا تعد ولا تحصى!

والبيان بحاجة إلى دعم شعبي يساند كل صاحب فكرة من شأنها جلب المنفعة للمجتمع وتحقق العدالة والمساواة وتكافؤ الفرص من الوقوف على قدميه وألا يعرقلوه من أول خطوة تجاه الهدف الإصلاحي المبتغى، وهذا يتطلب نقلة نوعية في ثقافة أفراد وكتل وفئات المجتمع بحيث يتم التأكد من أن كل اقتراح يطرح يخدم البلاد والعباد، وألا يكون من وراءه أجندة خاصة. والله المستعان!





تركي العازمي

كاتب ومهندس كويتي

[email protected]

twitter @Terki_ALazmi