عبدالعزيز صباح الفضلي / رسالتي / المليفي والبونص... وأحداث سبتمبر

1 يناير 1970 06:56 م
أعتقد ويشاركني الكثيرون بأن وزير التربية المليفي أصبح اليوم في وضع لا يحسد عليه، فبعد الزيادات النفطية الأخيرة، ذهبت تنظيراته بالنسبة للبونص ودوره في زيادة الإنتاج ومكافأة المتميز أدراج الرياح.

فالحكومة في البداية رفضت زيادات النفط على اعتبار أنها ستثقل ميزانية الدولة، ثم بعد التهديد بالإضراب رضخت ووافقت بجرة قلم، هذا التعامل مع المواقف له تفسيرات عدة، منها أن الحكومة لا ينفع معها الإقناع، والدلائل والمؤشرات، وإنما تقول للناس نحن نمشي أحياناً بالعين الحمراء، وإما أنها تمشي بالمزاجية، فما الفرق بين رفض كادر المعلمين وقبول الكادر النفطي؟.

أعتقد إلى ساعة كتابة المقال إن لم تقر الحكومة كادر المعلمين فليس أمام وزير التربية سوى الاستقالة وإلا فإنه سيفقد مصداقيته.

النواب والملايين

في إحدى زياراته للكويت سئل الشيخ محمد قطب عن حكم دخول المجالس النيابية، فكان يرى عدم الجواز لأنها تحتكم إلى غير الشريعة الإسلامية، واستثنى منها الكويت من باب الضرورة، لما لمجلس الأمة الكويتي من دور في دفع الفساد واقعيا وعمليا، وكان هذا الكلام قبل 15 عاما تقريبا، وأعتقد أن الشيخ لو تكرر عليه السؤال اليوم سيغير فتواه، وخاصة بعد الفضائح المليونية لنواب كان يفترض فيهم النزاهة والعزة والضمير الحي، فقديما قيل اطعم الفم تستحي العين، وبعض النواب أصبح بلا حياء ولا مستحى، والحمد لله أن الأمر أصبح على المكشوف، رائحة نتن شراء الضمائر لم تعد خافية، ونقول للنواب الذين تكسبوا وملينوا «ومن يغلل يأت بما غل يوم القيامة»، ونذكرهم بقوله عليه الصلاة والسلام «ينصب لكل غادر لواء يوم القيامة فيقال هذه غدرة فلان» فكم ستتكشف من فضائح مليونية يوم القيامة.

الجامعة العربية وإمهال الجزار

يوم بعد آخر يتعزز الشعور عند أبناء الأمة العربية أن الجامعة العربية لا تمثلهم وإنما تمثل الأنظمة الحاكمة فقط، وأن الجامعة حريصة على بقاء الأنظمة أكثر من حرصها على مصلحة الشعوب وخير دليل على ذلك الزيارة التي قام بها أمين الجامعة لجزار سورية، واقتناعه بالوعود التي أعطاها للإصلاح، ولا أدري أين ستذهب دماء الآلاف التي سقطت تحت بطش هذا النظام وزبانيته، بل إننا لا نرى أي بوادر للإصلاح المزعوم، فأعداد شهداء الثورة بازدياد، والآليات والأسلحة المستخدمة في قمع الانتفاضة تزداد فتكاً بالمتظاهرين العزل، فأين إذا الإصلاح المزعوم؟

أحداث 11 سبتمبر

أن تتكلم الولايات المتحدة الأميركية عن ضحايا هجمات سبتمبر وتحيي ذكرى مرور عشرة أعوام، فأمر غير مستغرب، ولكن العجيب والغريب أن يترحم بعض من ينتسبون إلى الإسلام على أولئك الضحايا والذين لا يتجاوز عددهم الثلاثة آلاف، بينما يصمتون عن عشرات الآلاف من المسلمين والذين سقطوا قتلى وجرحى جراء الاحتلال الأميركي لأفغانستان والعراق.

لقد استغلت أميركا أحداث 11 سبتمبر، لتبرر حربها على الإسلام، ولذلك وصفت كل من يقف ضدها أو يحارب مشروعها التوسعي بالإرهاب، فلم تسلم من ذلك حركات المقاومة الشعبية للاحتلال كحركة «حماس»، ولم تسلم اللجان الخيرية، والتي تم تجميد كثير من حساباتها، حتى ولو لم تكن هناك أي دلائل على دعمها للتطرف، وتم اعتقال الكثيرين في سجن «غوانتنامو»، برغم عدم ثبوت أي إدانة ضدهم، ولا يزال اثنان من الكويتيين في ذلك السجن، بل إن الكثير خرجوا من «غوانتنامو» بعد أعوام عدة لعدم وجود ما يدينهم، فمن يعوض هؤلاء عن أعوام الاعتقال التي مضت من حياتهم؟

الغريب أن يتم الحديث عن الإرهاب والتطرف عند المسلمين، ويسكت عنه إذا كان مصدره أميركا أو الغرب أو اسرائيل، إنها بالفعل نفوس مهزومة وأقلام مأجورة.





عبدالعزيز صباح الفضلي

كاتب كويتي

Twitter :@abdulaziz2002

[email protected]