في مؤتمر إنساني يبحث في شؤون المنكوبين والفقراء

المعتوق: مسؤولية دولية إنقاذ ملايين الصوماليين المرضى والمشرّدين

1 يناير 1970 05:48 ص
| كتب عبدالله راشد |

قال رئيس الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية الدكتور عبدالله المعتوق، إن «من أول واجباتنا الآنية، هي اتخاذ خطوات شراكة فعالة لدعم شعب الصومال، ورفع حصار الفقر والمجاعة عنه، ومساعدته على إعادة بناء وطنه وإنقاذ ملايين الصوماليين المرضى والمشردين، الذين يعانون من الجفاف ويتساقطون موتى تحت وطأة الجوع والعطش، ولسنا في حاجة إلى التأكيد على أن إغاثة شعب الصومال مسؤولية دولية وليست عربية أو إسلامية فقط».

وأضاف المعتوق، خلال مؤتمر إنساني يبحث في شؤون المنكوبين والفقراء، «قدمنا قوافل إغاثة عاجلة متتالية للمنكوبين في الصومال بتوجيهات من صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد، وسنوالي تقديم هذه الإغاثات بالتعاون مع المؤسسات المعنية في الداخل والخارج».

وتابع، «يأتي هذا الاجتماع المهم لبحث سبل التنسيق والتعاون وتبادل المعلومات الإنسانية لموجهة مخاطر المجاعة في القرن الأفريقي، في سياق الأعمال الجادة في مجال دعم جهود المنظمات الطوعية وتعزيز علاقاتها بالمؤسسات الدولية العاملة في الحقل الخيري والإنساني وفي مقدمتها الأمم المتحدة من أجل مواجهة تحديات الفقر والمجاعة والمرض في منطقة القرن الأفريقي».

وزاد «ان هذا الامر يلقي على كاهل المجتمعين اليوم مزيدا من المسؤولية لبحث هذه القضايا ودراستها، والتوصل إلى رؤية وخطة واقعية من شأنها تقديم إسهامات إنسانية فاعلة في مساعدة المؤسسات الإنسانية على أداء دورها وتخفيف أثار تلك الكارثة الإنسانية المروعة في الصومال».

وقال رئيس الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية الدكتور عبدالله المعتوق، «نسعى في الهيئة الخيرية إلى إقامة جسور التعاون والتنسيق بين هذه المنظمات، وبرامج الأمم المتحدة، ووضع الأطر العملية لتحقيق التعاون الجاد والمثمر والأهداف المشتركة، وتعزيز الشراكة الإنسانية والدولية مع الأمم المتحدة، في وقت لم يعد العمل الخيري مقصورا على الجهود الإغاثية التقليدية فقط، وإنما يقوم بدور رئيسي في تنمية المجتمعات والارتقاء بها، والعمل على توفير حياة كريمة لها».

من جانبه قال ممثل راعي الحفل، وكيل وزارة الخارجية خالد الجارالله، ان «الشأن الأفريقي لم يغب عن سياسة الكويت، بل كانت القارة الأفريقية في محور السياسة الكويتية لمعالجة معوقات التنمية فيها، وقدمت القروض والمنح للقضاء على الأمراض المزمنة والفقر»، مشيرا إلى قيام الصندوق الكويتي بدور فعال في تلك القارة، حيث كانت أول واجباتنا دعم القرن الأفريقي عموما، والصومال بشكل خاص، لإنقاذ الملايين ممن يعانون من الجفاف والجوع.

وأوضح، ان «ذلك مسؤولية دولية وليست إسلامية وعربية فقط، وكانت الكويت سباقة إلى مد يد العون بتوجيهات صاحب السمو أمير البلاد، حيث خصص مجلس الوزراء 10 ملايين دولار، وكلف جمعية الهلال الأحمر بتسيير أسطول من الطائرات بهذا الشأن»، لافتا إلى أن وزارة الخارجية تسعى لنيل عضوية الاتحاد الأفريقي بصفة مراقب، وهي بصدد فتح مزيد من السفارات في تلك الدول لتوطيد العلاقات الثنائية.

وأشار، إلى أن الكويت استجابت للمؤتمر الذي عقد في أديس أبابا، والذي أعلن المنظمون من خلاله جمع 300 مليون دولار لمواجهة الكارثة، مبينا أن «للكويت دورا في دعم التنمية حيث تقدم سمو الأمير بمبادرة إنشاء صندوق للحياة الكريمة بقيمة 100 مليون دولار، كما تبرعت الكويت بمبالغ كبيرة لعدة صناديق تنموية أخرى».

من جانبها، قالت وكيل الأمين العام لتنسيق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة، فاليري آموس، «اننا نشاهد فلسطين وهي لا تزال محتلة، كما نشاهد الصومال وهي تعاني من المجاعة، ونحاول السعي دائما لحماية الأوراح».

وأكدت، أن «دول الخليج تقوم بدور كبير في تطوير المنظمات الخيرية، كما انها تعمل للتنسيق بين المنظمات والمؤسسات لإيجاد نوع من التعاون الذي يمكننا من الحفاظ على أكبر قدر ممكن من الأرواح».

وأشارت، إلى أن العمل الإنساني يتطلب العديد من المسؤولية والعمل الجاد، مشيرة إلى أن التعاون لابد أن نجني ثماره مستقبلا، ونعمل للتنسيق مع تلك المؤسسات التي تمثل الدول الأعضاء الذين أبدوا كرما وقدموا مساعدات للصومال.

وأضافت، «أننا بحاجة لمضاعفة عملنا، وتبني نظام إغاثي إنساني أكثر قوة»، مشيرة إلى أن أوروبا أنشأت الكثير من المؤسسات المتخصصة في العمل الإنساني، كما ان الكويت قدمت الكثير من المساعدات للدول المنكوبة، لذلك فلابد من تعاون دولي لمساعدة القرن الأفريقي.

وبدوره، قال الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية الدكتور عبداللطيف الزياني، إن «هذه المأساة الإنسانية رغم قساوتها كشفت عن المعدن الطيب للإنسان الأصيل، وبرهنت أن التكاتف ونصرة الضعيف هو حال جميع الشعوب الخيرة».

وأشار إلى أن «دول المجلس أخذت على عاتقها ومنذ عقود، تقديم المساعدات بسخاء ودون تحفظ، وهي من سارعت إلى مد جسور المساعدات إلى دول القرن الأفريقي، للمساعدة في تخفيف الأزمة الإنسانية التي تتوحد لها تلك الدول».

وأضاف، أن «دول مجلس التعاون تتطلع إلى بذل جهود دولية أكبر لمواجهة الأزمات التي تتعرض لها دول العالم، ليس لمواجهتها فحسب، بل للحد من آثارها قبل وقوعها، وإيجاد آليات وصول تلك المساعدات إلى مستحقيها، وتبادل الخبرات والمعرفة بين المؤسسات الخيرية الحكومية والأهلية لتقديم العون الفعال».

وأكد، أن الجهود الإنسانية للدول والمنظمات والأفراد مطلوبة ولكنها ليست كافية، بل يجب مساعدة الأقليم على امتلاك الحيوية اللازمة، ليتمكن من مواجهة أزماته للعودة إلى الحياة مجددا.

من جانبها قالت مدير إدارة الصحة والمساعدات الإنسانية ومسؤولة الأمانة الفنية لمجلس وزراء الصحة العرب في جامعة الدول العربية، ليلى نجم، ان «هذا المؤتمر يؤكد اقتناع المنظمة الدولية بأهمية الشراكة بالعمل الإنساني»، مشيرة إلى مسارعة الأمم المتحدة بتوجيه نداء إنساني للمنظمات الإنسانية في الدول العربية لإغاثة الصومال، وسرعة تنسيق الجهود مع الأمم المتحدة.

ولفتت إلى أن «الأمم المتحدة رصدت 500 ألف دولار تتولى الجامعة العربية إيصالها، وهي تستعد الآن لعقد اجتماع لجنة الصومال لمناقشة الأزمة سياسيا، ووضع خطة لمواجهة آثار كارثة الجفاف، وإعداد برامج صحية للنازحين»، مبينة أن «ما نحتاجه اليوم هو الاحتفاظ بالتعاون الإيجابي، وبذل المزيد من جهود السلام».

بدوره، قال الأمين العام المساعد للشؤون الإنسانية لمنظمة المؤتمر الإسلامي، عطاء المنان بخيت، ان «هذا المؤتمر يحمل دلالة مهمة فهو يقام في الكويت، البلد صاحب أكبر دعم إنساني في بداية كارثة الصومال، التي شكلت وبحق اختبارا للضمير العالمي»، داعيا إلى أن تكون الصومال النموذج العملي لشراكة تنقذ الأرواح.

وقال نائب رئيس مجلس إدارة جمعية العون المباشر الدكتور عبدالرحمن المحيلان، «أنشأت جمعية العون المباشر قبل 30 عاما، وكرست جهودها لتطوير المجتمعات الأفريقية، وتمكنت من افتتاح 28 مكتبا في افريقيا و3 جامعات».

وأضاف، «أعطت الجمعية معوناتها لـ 56 مركزا في الصومال وكينيا لتغذية الأطفال، حيث يستفيد منها 27 ألف شخص من الأمهات والأطفال»، موضحا أن الجمعية أرسلت الأدوية والمواد الإغاثية لمساعدة الحكومة وهو ما يمثل شراكة فعالة، كما ان وجودنا الممتد في أفريقيا مكننا من عمل شراكة مع أبناء الصومال ما سهل إيصال الإغاثات.

وأشار، إلى ضرورة توفير الدعم الغذائي للمحتاجين والوصول لهم قبل موتهم، مهما كلف ذلك من جهود سياسية، كاشفا عن توجهه الجمعية بحفر 50 بئرا ارتوازية، إضافة إلى تعزيز المشاريع الزراعية الصغيرة التي تهتم بها المرأة، داعيا إلى شراكة لإقامة مشاريع تعليمية بين المانحين والمؤسسات المدنية لإخراج المجتمعات الأفريقية من موقع المتلقي والمستفيد إلى موقع المشارك.





الجارالله: نتوقع أن يكون رأي العراق

إيجابيا بشأن مشروع ميناء مبارك الكبير



على هامش المؤتمر، قال وكيل وزارة الخارجية خالد الجارالله، انه «ليست هناك تطورات جديدة في ما يخص بناء ميناء مبارك الكبير بعد الدعم الذي تلقته الكويت من مجلس التعاون»، مشيرا الى أن المشروع تقوم به الكويت ضمن إطار سيادتها.

وأضاف «لقد التقينا بأشقائنا في العراق، وننتظر الرأي الرسمي من اللجنة الفنية، ونتوقع أن يكون الرأي إيجابيا».