| د. أحمد مجدي |
تعودنا الحياة المدرسية والجامعية ألا نحمل هم حياتنا ومستقبلنا... فالحياة مبرمجة، فقط ذاكر واجتهد وستنجح وإن لم تفعل فستفشل، وثمة قوانين واضحة تنظم حياتك الدراسية **التي تدور حولها كل حياتك... ولكن عندما تأتي النقطة الفاصلة... عندما تدخل في مدرسة الحياة... هنا الأمر يحتاج إلى قدر عال من المبادرة وأخذ دفة القيادة لحياتك، فأنت مسؤول عن مستقبلك وإدارة حياتك المالية وتنمية ذاتك وكل شيء، وهذا ما لا نتعلمه في حياتنا الجامعية والمدرسية... أن تكون هناك مناهج لفن الحياة في الجامعات والمدارس... أن تكون هناك على الأقل مادة دراسية واحدة تعلمنا كيف ندير أعمارنا وحياتنا، هذا ما نفتقده؟... فقط كانت المدرسة تكدس رؤسنا بقوانين الفيزياء والإحصاء وحفظ التواريخ وتلقين وحفظ لأشياء ننساها في الأغلب قبل دخول لجنة الامتحان!
وتكون النتيجة هي الرسوب التام في الحياة! وعدم تحقيق النجاح المرجو... فليس كل من تفوق دراسيا هو متفوق حياتيا!... إن غالبية الناجحين هم من فطنوا وذاكروا مادة الحياة جيدا لذا استطاعوا اجتيازها بنجاح!
كنت ممن تفاجؤوا بهذا التحول المهيب عندما تخرجت في كليتي ووجدت نفسي مسؤولا الآن عن كل شيء... ولا توجد منهجية محددة واضحة لكي أدير حياتي بالشكل الصحيح؟... بل واكتشفت أن هذه المنهجية الضبابية التي أحلم بها كانت ممتدة للوراء لتشمل فترة الجامعة أيضا... فثمة استغلال أمثل لتلك الفترة قد فاتني جله!... يا الهي ما العمل لقد ضعت! هل فقط أعمل وأستريح ثم أعمل في اليوم التالي؟ ماذا أفعل في دخلي الشهري؟ ماهو الاستغلال الأمثل له؟ متى أتزوج؟ كيف أنجح في مجالي؟ماذا أفعل لأحقق حلمي؟ وإن لم يكن لدي حلم فماذا أصنع؟
أسئلة كثيرة عصفت برأسي وجعلتني أصاب في أحايين كثيرة بالإحباط، وتذكرت التشبيه المجازي الشهير... الغرق في بحر الحياة... شعرت به جدا... فعلا كم كانت الحياة واسعة عميقة صعبة، وأنا ضعيف ليس لي حتى قشة تنقذني من الغرق؟ سأناقش معكم منهجيات إدارة الحياة في المقالات المقبلة بعون الله.
* مدرب وباحث وكاتب تطوير ذات
[email protected]