رؤى / الثقب الأوزوني... صناعة بشرية

1 يناير 1970 02:14 م
| سهيلة غلوم حسين * |

الغلاف الجوي هو الدرع الواقية للأرض لحماية كل ما فيها من كائنات حية، كما انه عامل رئيسي لاستمرار الحياة عليها وأحد المشتركات العالمية، التي تفرض على جميع الأفراد والحكومات والدول الاسهام في حمايته من التلوث الذي يصيبه، ويؤثر على أداء وظائفه من امتصاص الغازات التي تسبب التغيرات العالمية.

العالم الآن يشهد كوارث طبيعية قد تتمدد مع الوقت لتشمل ما ليس في الحسبان، ويأتي ذلك نتيجة عكسية للكوارث الصناعية التي افتعلها البشر، حتى أفقد الأرض التوازن في درجات الحرارة نتيجة الخلل المحدث في الغلاف المذكور، الذي كان سابقاً يحمي الأرض، وما عليها من الاختراقات، خصوصاً من أشعة الشمس فوق البنفسجية الضارة، وهذه وظيفة طبقة الأوزون التي تشكل ثاني طبقة من طبقات الغلاف الجوي.

ان انبعاث بعض الغازات الضارة بطبقة الأوزون داخل الغلاف الجوي كالكلور المنبعث من التجارب النووية والغازات الناتجة عن الطائرات وعوادم السيارات ومستحضرات التجميل والتنظيف والتعقيم والمبيدات الحشرية، واحتراق نفايات النفط والغازات المنبعثة من حرق الاطارات المطاطية «تلك الظاهرة المنتشرة في البلدان العربية هذه الفترة»... وغيرها يمنع اعادة توليد أو توحد جزيئات الأوزون، ومع ازدياد انبعاث تلك الغازات الضارة ومع مرور الوقت ينحصر نقص غاز الأوزون في أكثر من مكان تصعد اليه تلك الغازات فيحدث ترققاً في طبقة الأوزون وشيئاً فشيئاً تتسع رقعة الثقب في طبقة الأوزون.

ان غاز الأوزون يقوم بامتصاص الطاقة الحرارية التي تنعكس من سطح الأرض، ما يعني أن الطاقة تظل قريبة من سطح الأرض ولا يسمح لها بالنفاذ وهذا ما يسمى بالاحتباس الحراري وان العلاقة وطيدة بين الاحتباس الحراري وثقب الأوزون، فالأول يساهم في وجود ثقوب لطبقة الأوزون، وبالعكس عند وجود ثقب ما بطبقة الأوزون يحدث تسرباً للأشعة فوق البنفسجية الى داخل الأرض ما يؤدي الى احتباس للحرارة.

من أهم المشاكل التي يعانيها الغلاف الجوي والتي تهدد البيئة والحياة على كوكب الأرض في استنزاف طبقة الأوزون والاحتباس الحراري، وأول ما يمكن ملاحظته هو الانقلاب الخطير في النظام الكوني حيث اختلطت الفصول فلا يعرف الصيف من الشتاء أو الخريف.

ان أضرار تآكل طبقة الأوزون كثيرة والحد من تآكلها عمل حكومي دولي ضخم، من تطوير الطاقات البديلة للتخفيف من حدة الاستهلاك المفرط لمصادر الطاقة التقليدية «النفط، الغاز، الفحم»، والبحث عن وسائل أخرى مستدامة لتوليد الطاقة كالطاقة الشمسية المتوافرة في معظم دول العالم الا أنه وفي الوقت نفسه عمل شخصي بامكان الجميع المساهمة فيه للحفاظ على هذه الطبقة التي تحمي الحياة على الأرض من كوارث محققة، وذلك من خلال ترشيد الطاقة عن طريق اغلاق صنابير المياه وترشيد استخدامها واغلاق الكمبيوتر غير المستخدم والحرص على شراء المنتجات، التي تحمل عبارة غير ضار بطبقة الأوزون واستخدام النقل العام وخفض عدد المشاوير غير الضرورية بالسيارات، واستخدام العوازل في الأبنية للتبريد أو للتدفئة، وتخصيص برامج توعوية في المؤسسات التعليمية ووسائل الاعلام لوعي جميع الأفراد بالأخطار المترتبة عن تلوث الجو وتدمير البيئة على كل شعوب العالم.

الدراسات العلمية والبحثية تناشد المجتمع الدولي للتدخل الفوري، لإنقاذ البشر من حرب تتجاوز تلك التقليدية التي تتناقلها التواريخ وتعيدها كبرامج لأنها حرب الطبيعة مع تكنولوجيا البشر، واذا كانت التكنولوجيا قادرة على المواجهة هنا تكمن أم المشاكل.

سهم

صيف حار في المناخ وفي الأعياد والعطلات والآن بات أكثر حرارة مع بدء العام الدراسي، اشكالية قبول الطلبة في الجامعة لم تحل والبعثات لا تخلو من المشاكل والتطبيقي يلوح بشيء من هذا القبيل، ورسوم المدارس الخاصة «ربنا يستر»، ماذا بعد.





* كاتبة كويتية