أثارت فضحية الـ 25 مليون ضجة مازال صداها في الشارع الكويتي حتى لحظة كتابة هذا المقال. أود أن اصرخ في الفراغ الشاسع يا ناس يا هووو الفضيحة المليونية جاءت بعد أيام من خطاب سمو الأمير الذي حذر فيه من الاختلالات العميقة باقتصادنا الوطني. في السوق المركزي جاء لي أحد المتابعين لي في التويتر وقدم نفسه لي بأدب وبصوت هامس قال لي «انهم يبيعون الكويت... أليس كذلك؟!». «شششش! لا يسمعونك فيجمعوا على أن يلقوك في غيابة جب يوسف لا تلتقط سيارة». قلت من الحكومة إلى أسفل لا تحتاج إلى أنف كبير لتشم رائحة فساد الزمرة الجشعة وبات جلياً لكل لب لماح محاولة تفريق البعض من الكل والكل من البعض حتى تخلخلت أعمدة البيت، والكويت من أدناها إلى أقصاها تغوص في بحر من اليأس حيث لا تجد بلسما هنا ولا ضمادا هناك. أكملت بصوت غاضب يسمعه المارة أن كل إصلاح له تضحيات وثمن وإن كنت تتوقع أن شيئاً ما يحاك بالخفاء بشكل شاذ للغاية ضد بلدنا العظيم عليك إذا أن تنخرط إلى تلك الحشود لنتصادم رأساً برأس مع من باع الجمل بما حمل لصالحه وظن أننا لن ننهض، ونسي أو تناسى أن جمال الكويت هو الكويتيون الشرفاء الذين سيدافعون عن مقدراتهم وثرواتهم العامة المنتهكة التي دونها اللصوص السياسيون بسرعة البرق على أنها أراضي وعقارات ومحلات لبيع المجوهرات وكنوز ثمينة ليعيدوا بيعها لنا بضعف الثمن... أوه هذا هو الثقب الذي خرجت منه القطط السمينة زاحفة ببطء بعد أن كانت تهر تحت موائد الفاسدين ليلقموها فضلتهم وبشطارتهم يريدون أن يستغبونا/ يا رباااه وبرعاية بلاتينية للفساد طارت الجلسة المليونية الطارئة وطارت معها أموالنا. أأأص... أنصتوا مازال اليمين الدستوري يسمع في الأرجاء! والتاريخ يسجل البطولات والنكبات والسرقات ونجوم شبابيك الرأي العام في كل حقبة الذين سيبصق عليهم التاريخ في صفحاته.
حقيقة لقد تسمرت بشكل كامل وأنا أشاهد مشهد هتك عرض الاقتصاد الوطني بهذه الدناءة، ومازلت متسمرة من دناءة المشهد كدناءة أصحابه الذين يريدون أن نبقى ندعوا لهم بطول البقاء وهم يسوقوننا تباعا إلى المسالخ كالخراف التي تنتظر الذبح من الوريد إلى الوريد.
صفوة القول... حلمت ذات ليلة بحاجب الوالي «وكل حاجب حاجب... أليس كذلك؟!» يخبرني أن الوالي يطلبني لتدارس أحوال الولاية، قلت سيدي الوالي كالعهد به دائما لم يكن متعجلا في الحكم على الظواهر دون الاستقصاء والوقوف على الأسباب. دخلت مجلس الوالي فأمر بإخلاء المكان... بادرني بالسؤال عن أحوال الولاية، طلبت الأمان فأمنني، قلت سيدي الوالي سأحدثك وأوجز... عندما ترتكب الموبقات السياسية والاقتصادية، ويعم الفساد، وتستباح حرمات المجالس، والناس لا تأمن في مخادعها، والراشي يدفع ولا يخجل، والمرتشي يساوم ويقبل، والعقارب البشرية تلدغ الولاء وتضرب الصف، والثعابين تهلك بسمها المودة والوحدة، وتصل الولاية لبر الضياع كان أسلافنا في غابر الأزمان يقرئون أسلافك رحمهم الله جميعاً السلام ويوصونهم «بتغيير عتبة الدار». آآآه قلت حلماً... هل خيراً رأيت وشراً وقيت؟!» أفيدونا أفادكم الله.
وضحة أحمد جاسم المضف
[email protected]twitter@wadhaAalmudhaf