باع 20 في المئة من احتياطي الذهب في آخر أيام حكمه
القذافـي ينفي نيته مغادرة ليبيا ويتوعّد الأطلسي بـ «الهزيمة»
1 يناير 1970
07:50 م
| لندن - من إلياس نصرالله |
نفى معمر القذافي في رسالة صوتية جديدة، امس، ان يكون فر الى النيجر التي كانت السلطات الانتقالية في ليبيا طلبت منها الاربعاء منع دخول القذافي الى اراضيها، معتبرا من جانب آخر ان الحلف الاطلسي سيهزم في ليبيا.
وندد (وكالات) في رسالة بثتها قناة «الرأي» التي تبث من دمشق بما ما راج عن فراره الى النيجر قائلا: «ليس امامهم الا الحرب النفسية والاكاذيب (...) اخر شيء قالوه اننا رأينا رتل القذافي دخل الى النيجر». واضاف ساخرا: «ارتال من المهربين والبضائع والناس» تدخل الى النيجر والسودان ومالي وتشاد والجزائر يوميا، «كانه اول رتل يدخل الى النيجر».
وأكد: «مستعدون في طرابلس وفي كل مكان لتصعيد الهجمات على الجرذ والمرتزقة الذين هم حزمة كلاب»، مؤكدا ان الحلف الاطلسي «سيرجع مهزوما غصبا عنهم لان امكاناتهم المادية لا تسمح لهم بالاستمرار في القصف».
واكد: «اسالوا الان عن اي واحد منضم لحلف الاطلسي جده خائن ابوه خائن (...) شرذمة وسخة من جد جدها تتحكم في مصير الشعب الليبي».
من ناحيته، قال السفير الاميركي في ليبيا جين كراتز خلال لقاء نظمته دوائر فكرية في واشنطن «ان يكون (معمر القذافي وابناؤه) لا يزالون طليقين حيثما كانوا في ليبيا او خارجها هو خطر يهدد جهود المجلس الوطني الانتقالي لاقامة حكومة جديدة».
في المقابل، اعلن البنك المركزي الليبي، امس، ان القذافي باع اكثر من 20 في المئة من احتياطي الذهب في البلاد اي ما يعادل اكثر من مليار دولار في اخر أيام حكمه.
وفي دمشق، أكد رجل الأعمال العراقي المقيم في سورية مشعان الجبوري، أنه تلقى أموالاً من عائلة العقيد الليبي معمر القذافي لبث رسائل للقذافي ونجله سيف الإسلام «لكنها أموال شحيحة، لأن عائلة القذافي عائلة بخيلة».
وقال الجبوري، الذي فرضت عليه عقوبات دولية، إن هناك رسائل سياسية وإعلامية عدة لمن وصفها بـ «المقاومة الليبية ضد الاستعمار» ستبث على قناة «الرأي» في الفترة المقبلة، «لأن الأمر ليس مرتبطا فقط بالقذافي وعائلته فقد يُقتل القذافي أو يُعتقل، لكن المقاومة ضد المحتل ستستمر ومثال ذلك العراق، إذ دفع الاحتلال مليارات الدولارات لكنه لم يهنأ بالاستقرار الذي كان ينشده أو يتوقعه أو بالديموقراطية التي زعمها». وأضاف الجبوري، الذي كان يعمل يوماً ما لدى عدي النجل الأكبر لصدام حسين، «نحن في قناة الرأي نبث رسائل القذافي وعائلته لأنها رسائل تحمل مضمون الدفاع عن أرض وشعب ضد محتل».
وأضاف «انني لا أزل على اتصال بالقذافي وعائلته وقبل أيام تحدثت مطولاً مع سيف الإسلام القذافي، ليس لدي ما أخشاه من إعلان ذلك. علاقتي بهم ليست حديثة ونحن مع أي مقاومة تقاوم الاحتلال»، مؤكداً «أعرف أن معنويات القذافي وعائلته جيدة وهم مصرون على فعل المقاومة».
كان الجبوري، البرلماني العراقي السابق، قد تعرض لعقوبات دولية استهدفت أفراداً ومنظمات تروج للإرهاب أو تدعمه في العراق.
ميدانيا، قتل شخص من القوات الموالية لمعمر القذافي، ليل اول من امس، في اشتباكات مع الثوار الليبيين قرب بني وليد، احد آخر معاقل القذافي.
إلى ذلك، نقلت صحيفة «الإندبندنت»، أمس، عن بيتر بوكيارت، المدير التنفيذي للجان مراقبة حقوق الإنسان الذي يقوم بمتابعة عملية تقصي المعلومات عن مخازن الأسلحة الليبية أن «المشكلة كبيرة جداً. فهناك نحو 20 ألف صاروخ أرض جو في ليبيا تبين أن كمية هائلة منها اختفت». وأضاف أن «وكالات الأمن الغربية قلقة جدا. فهذه الكمية من الصواريخ المختفية قادرة على أن تحيل منطقة شمال أفريقيا برمتها إلى منطقة مغلقة أمام الطيران».