بعد مرور عام على سرقة «زهرة الخشخاش»
شعلان... يرسم فان جوخ بفرشاة مكسورة ووجه حزين
1 يناير 1970
04:58 م
| القاهرة- من ياسين محمد |
لوحة واحدة سرقت قبل عام، لينتج على إثرها عدد غير قليل من اللوحات تكفي لإخراج معرض كامل، قد يكون الفارق بين لوحة «زهرة الخشخاش» للفنان الهولندي فان خوج وبين أعمال التشكيلي المصري محسن شعلان كبيرا، ولكن سرقة زهرة «الخشخاش» قبل عام من متحف محمد محمود خليل وحرمه بالقاهرة، وضع محسن شعلان رئيس قطاع الفنون التشكيلية السابق في السجن بتهمة الإهمال.
عام كامل مر على واقعة السرقة ولم تظهر أي مؤشرات لظهور اللوحة، إلا أنه وبعد الثورة المصرية ترددت أنباء عن وجودها في أحد القصور الرئاسية، وهو الأمر الذي نفاه النائب العام المصري- في بيان- مؤكدا أن تقارير لجان الفحص المكلفة من وزارة العدل ووزارة الآثار والثقافة لم تعثر على أي دليل على وجود اللوحة.
شعلان - الذي لا يُخفي حزنه من موقف فاروق حسني ضده وقتها ولا يستبعده من المسؤولية بالتبعية كونه كان وزيرا للثقافة - ممنوع من الحديث للإعلام عن القضية امتثالا لنصيحة محاميه، ولكنه لم يكف عن الرسم طوال العام الماضي، وبالرغم من تأثره بالأحداث السياسية الجارية في مصر، إلا أن «الخشخاش» تظل المؤثر الأكبر على خياله، فقد رسم بالقلم الحبر خلال وجوده في الحبس الاحتياطي بسجن طرة لوحات صغيرة، وبعد خروجه رسم أخرى من الحجم الكبير بألوان زيتية، ولكن يبدو أن انفعاله الفني كان شديدا في الاسكتشات التي رسمها بالقلم الحبر، فقد رسم نفسه مقتادا من جندي أمن، ويقع في لوحة أخرى من الإعياء وتحت قدمه تظهر لوحة «زهرة الخشخاش» كاملة في إطارها، وكانت أكثر لوحة معبرة عن حزن شعلان عندما قام برسم- فان جوخ نفسه بوجه حزين- وقد كسر فرشاة الرسم، وكأنه يحتج على حبس شعلان، وفي الخلفية يظهر شخص يقتاده رجل أمن إلى باب السجن، وخلفه قط أسود كرمز دال يظهر في جميع لوحات شعلان ووضعه رمزا للفساد الذي أدى به إلى السجن في الوقت الذي كان من الممكن أن يكون هناك آخرون مكانه.
طريقة سرقة زهرة الخشخاش بقطع قماش اللوحة من داخل الإطار تقول إن سارقها ينوي الاحتفاظ بها لنفسه ووضعها في مكان مغلق بحسب اعتقاد شعلان، وليس بيعها، مثلما حدث في واقعة سرقة نفس اللوحة في المرة الأولى في السبعينات من القرن الماضي، وعادت إلى المتحف عندما فكر سارقها في بيعها، واصطدم بكونها مسجلة في البوليس الدولي ولن يستطيع عرضها في أي مزاد فاعادها للسلطات المصرية بالتراضي.
اختفاء اللوحة تسبب في غلق متحف محمود خليل للصيانة، ولكن سنة كاملة ليست فترة طويلة لغلق المتحف حسب رأي أحمد عبد الفتاح رئيس قطاع المتاحف القومية بقطاع الفنون التشكيلية المصرية، حيث يقول «عام كامل ليس مدة طويلة عندما يتعلق الأمر بتأمين مقتنيات متحف ونقلها إلى المخازن وتسليم المتحف إلى شركة متخصصة للصيانة وتطوير نظم الأمن».