صالحي: نشعر بالسرور بالجلوس والتحاور مع الأشقاء السعوديين
طهران تنتقد تصريحات ساركوزي باستخدام القوة ضد النشاط «النووي» و«الصاروخي» الإيراني
1 يناير 1970
07:10 م
| طهران - من أحمد أمين |
أكد المدير العام لشؤون اوروبا الغربية في وزارة الخارجية الايرانية حسن تاجيك ان «على الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي تجنب الادلاء بتصريحات تزعزع استقرار المنطقة».
وتابع في تصريحات صحافية: «اعلن مرارا ان النشاطات النووية للجمهورية الاسلامية الايرانية هي ذات طابع سلمي تماما، وان تقارير الوكالة الدولية للطاقة الذرية تؤكد ذلك، كما ان الانشطة الصاروخية الايرانية هي جميعها انشطة رادعة ايضا».
ولفت الى انه «من الطبيعي ان اي تصريحات مبنية على معلومات غير واقعية من شأنها ان تمهد الارضية لزعزعة استقرار المنطقة، وننصح بتجنب الادلاء بهذه التصريحات نظرا الى الحقائق القائمة».
وكان ساركوزي هدد في تصريحات وصفته طهران بـ «المعادية» الأربعاء، باحتمال توجيه ضربة وقائية لمنشآت ايران النووية.
واعلنت القوات المسلحة على عجالة عن موقفه الداعم للموقف الديبلومسي، اذ قال قائد «مقر خاتم الانبياء» للدفاع الجوي التابع للجيش العميد فرزاد اسماعيلي: «اذا ارتكب الاعداء اي حماقة من خلال الاعتداء على اراضي بلادنا المقدسة، فان ايران الاسلام ستتحول الى جحيم في الارض والجو والبحر لقوات العدو».
واضاف: «يجب ان يعلم اعداؤنا اذا تصوروا في مخيلتهم الساذجه توجيه اي ضربة للنظام في ايران، فان القوات المسلحة التابعة للجيش سترد بقوة صاعقة وفي اقصر فترة زمنية على هذه الاعتداءات».
وحض القوات المسلحة التابعة للبلدان الاسلامية الى «مواكبة الصحوة ومطالب شعوبها الشرعية والتحلي بضبط النفس». وقال: «وفقا لما نص عليه القرآن الكريم فان النصر قريب والباطل زاهق، وان ما حققته الشعوب في ايران ومصر وليبيا شاهد على واقع هذا الامر».
الى ذلك، رحبت ايران الجمعة بتقرير للامم المتحدة حول انشطتها النووية، معتبرة انه يكشف اهمية تدابير ايران في اتجاه «التعاون والشفافية».
واكد المبعوث الايراني لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية علي اصغر سلطانية ان التقرير «كرر الرسالة المهمة للغاية بانه لم يتم تسجيل اي تشعب للانشطة النووية»، واصفا التقرير بانه «خطوة الى الامام».
واضاف: «التقرير يحمل ايضا نقاطا ايجابية جديدة من بينها التدابير التي اتخذتها الجمهورية الاسلامية في ايران في اتجاه التعاون والشفافية».
وحسب التقرير السري الذي حصلت عليه «فرانس برس» الجمعة، فان «الوكالة الدولية للطاقة الذرية» تزداد قلقا في شأن بعد عسكري محتمل لبرنامج ايران النووي الذي هو موضع جدل واسع بين الغربيين وطهران.
وتابع ان الوكالة الذرية التابعة للامم المتحدة اعربت في هذه الوثيقة عن قلق «متنام في شأن احتمال وجود انشطة نووية في ايران لم يتم الاعلان عنها، ماضيا او حاضرا، تضم منظمات عسكرية».
لكن سلطانية قال ان التقرير يحمل «دليلا على الانشطة النووية الشفافة والسلمية لايران».
على صعيد آخر، قال مندوب ايران لدى منظمة حظر الاسلحة الكيماوية وسفيرها في هولندا كاظم غريب ابادي ان «نشر الاسلحة النووية الاميركية في اوروبا يهدد أمن البلدان الاوروبية اضافة الى السلام والامن الدوليين».
واضاف في كلمة امام «المؤتمر الدولي الرابع لالاسرار النووية حاليا ومستقبلا» في قصر السلام في لاهاي ان «البرنامج النووي الايراني، ذو طبيعة سلمية تماما وتم تأييد عدم انحرافه عن اهدافه السلمية في تقارير الوكالة الدولية».
من ناحية اخرى، اكد وزير الخارجية الايراني علي اكبر صالحي ان «في وسع المشاورات السياسية بين ايران والسعودية ان تكون مؤثرة في تعزيز السلام والاستقرار في المنطقة»، لقد قلنا دوما بانه لو توفر الاستعداد للمحادثات من الجانب السعودي، فاننا سندعوا اولا المسؤولين السعوديين الى زيارة ايران وسنشعر بالسرور ان نجلس معا ونتشاور».
واوضح صالحي المعروف برغبته بتطوير العلاقات بين بلاده والدول الخليجية ان «مثل هذه المحادثات يمكن ان تكون في اي مستوى كان، ليس فقط على مستوى الوزراء، بل ايضا على مستوى مساعدي وزير الخارجية او المديرين العامين في الخارجية لمعالجة قضايا سوء الفهم الحاصل».
وتابع ان «السعودية دولة كبيرة ومهمة ولها مكانة خاصة في العالم الاسلامي وبين الدول العربية وفي العالم بصورة عامة، وانني اعتقد بان المشاورات السياسية بين ايران والسعودية يمكنها ان تكون مؤثرة بالتأكيد في تعزيز السلام والاستقرار في المنطقة».
وعن القوات السعودية المتواجدة في البحرين، قال: «لقد سمعنا ان السعودية سحبت قسما من قواتها من البحرين ونأمل منها ان تتابع هذا المسار».
في المقابل، اعرب الناطق باسم الخارجية رامين مهمانبرست عن قلق طهران حيال ما اسماه «نشاط واجراءات القوات الاجنبيه في البحرين، واستمرار اساليب العنف هناك، واخرها مقتل الشاب البحريني علي الشيخ الذي قتل في يوم عيد الفطر المبارك».
في غضون ذلك، اعلن في طهران عن الغاء زيارة رئيس مجلس الشورى الاسلامي علي لاريجاني، المقررة الاسبوع الجاري الى الصين وكوريا الشمالية، فيما نفت مصادر ديبلوماسية محلية ان تكون للعقوبات الدولية المفروضة على كوريا الشمالية بسبب انشطتها النووية والصاروخية، صلة بالغاء الزيارة.
من جهة اخرى، أعلنت القوة البرية في حرس الثورة الاسلامية في بيان، امس، ان قوات الحرس الثوري بدأت عمليات جديدة ضد مجموعة «بيجاك» في شمال غربي البلاد بعد مهلة الشهر التي منحتها لها لوقف اعمالها «الارهابية» داخل الاراضي الايرانية.
من جانب ثان، أعلن المشرف على وكالة الفضاء الايرانية حميد فاضلي عن دخول القمر الاصطناعي الايراني «رصد» بنجاح الى الغلاف الجوي للارض.