استطلاع «البوتيكات» للنساء والمطاعم والمقاهي للرجال

فنانون يلوذون بـ «البزنس» ... تحسّبا لـ «غدر الزمن»

1 يناير 1970 03:18 م
| بيروت - من هيام بنوت |

بين امتلاك المقاهي والمطاعم عند الرجال وامتلاك «البوتيكات» ومحال تصميم الأزياء عند النساء، ينشغل المشاهير في العمل في هذه المجالات الى جانب أعمالهم الأساسية، سواء كانوا مغنين، ممثلين، مذيعين أو موسيقيين، فيما تعمل فئة ثالثة منهم في تقديم البرامج الذي بات موضة و«تحصيل حاصل»، خصوصا لدى الممثلين الذين يرون فيه شكلاً من أشكال العمل الذي لا يتعارض مع مهنتهم الأساسية.

تحت شعار «الفن لا أمان له» أو «الفن لا يطعم خبزاً» أو «حباً بالتنويع» يبرر المشاهير عملهم الثاني الذي يشكل مورد رزق اضافيا لهم، يدخلهم عالم «البزنس» والمال والأعمال عند البعض، أو عالم الشهرة عند البعض الآخر خصوصا اذا كان المجال الجديد تحت الأضواء.

ويعتبر راغب علامة في مقدم الفنانين الذين فكروا في استثمار أموالهم بعيداً من الفن، ولكنه يصر على القول انه يعتاش من الفن فقط، مؤكدا ان نشاطاته الأخرى تتمثل في مجموعة من المدارس لا يسعى منها الى الكسب المالي، اضافة الى مؤسسة عقارية يعمل على توسيعها وتحقيق أرباح منها، فضلا عن العمل في البورصة بواسطة بعض أفراد عائلته. كذلك، يملك علامة مقهى «شيشة كافيه» في ساحة ساسين في الأشرفية (شرق بيروت)، والذي يشكل في الوقت نفسه استثمارا تجاريا ومكانا مريحا يلتقي فيه الأحباء والمعجبون. ويعتبر علامة ان نشاطه نوع من الطموح والرغبة في النجاح بصرف النظر عن الكسب المادي، مؤكدا أن لا شيء يحول دون أن ينشئ الفنان مؤسسات تكون مورد رزق لعشرات العائلات وتحقق لصاحبها بعض الارباح المادية.

ويبدو أن نجاح علامة في «البزنس» شجع زوجته جيهان على ان تفرض نفسها كمصممة مجوهرات من الطراز الأول. وهي لا تنكر أن اسم زوجها وشهرته الكبيرة كانا سببا في انتشار اسمها بسرعة في عالم المجوهرات، لكنها لا تلبث أن تشدد على أهمية الاستمرار وكسب ثقة الناس والجديد الذي تقدمه عند طرح كل مجموعة، وكل هذه الأمور تتطلب منها أن تكون أهلاً للثقة وعند حسن ظن الجمهور. وترى جيهان ان النجاح الذي حققته في مجال تصميم المجوهرات فتح الباب أمام بنات جيلها ليسرن على خطاها.

الفنان جان ماري رياشي، الى جانب مشاركته في انشاء مطعم «المندلون» مع آل ضومط، افتتح في العام الماضي مطعماً اختار اسمه «روزيه». ويعزو عمله في المطاعم الى انه المجال الذي يحبه والذي كان يعمل فيه قبل احترافه الفن. ويؤكد أنه غالباً ما يحضر الى «روزيه» حيث تقدم سهرات غنائية وموسيقية يشارك فيها مطربون لبنانيون ومن العالم العربي. و«روزيه» مطعم اسباني يقع في أحد الأحياء البيروتية، وتحديدا داخل مبنى تم ترميمه يعود الى اوائل القرن العشرين.

ويقول رياشي «نخطط للحصول على الجوهر الحقيقي للطعام الاسباني الشهي مترافقا مع أجواء المطعم الليلية».

أما الفنان فضل شاكر فاختار مدينة صيدا (جنوب) لافتتاح مطعمه «ألحان» تيمناً باسم ابنته الكبرى. ويعتبر هذا المطعم الذي يقدم ثمار البحر والسمك على أنواعه مقصداً للفنانين اللبنانيين والعرب الذين يزورونه كلما حضروا الى لبنان، خصوصا انه يتميز بموقعه الجميل على شاطئ البحر.

بعض الفنانين رغب في التوسع خارج لبنان، ومن هؤلاء رامي عياش الذي اختار المغرب لانشاء سلسلة مطاعم فخمة تقدم الأطباق اللبنانية .

بدوره، افتتح الفنان عاصي الحلاني مقهى «كيف» في منطقة الأشرفية (شرق بيروت) والذي يشرف على ادارته ابن شقيقته. ويتميز هذا المقهى بقدرته على جذب الشباب انطلاقا من الاجواء التي يوفرها، كالنارجيلة بنكهاتها المختلفة ولعب الورق والطاولة. ومثله فعل بطل كرة السلة السابق في لبنان ايلي مشنتف، الذي افتتح مقهى يقدم النارجيلة وتشكيلة من الوجبات السريعة.

الفنانة أمل حجازي خالفت زميلاتها الفنانات وافتتحت مطعما اسوة بزملائها الرجال لأنها تحب «البزنس، واختارت وسط بيروت مركزاً له، ولكنها لم توفق في عملها الجديد رغم أنها أوكلت ادارته الى اشخاص تثق بهم، ما دفعها الى اغلاقه بعد أقل من عام.

الفنانة رولا سعد دفعها حبها الكبير للأطفال الى افتتاح «بوتيك» متخصص في بيع ملابس الصغار، ودفعها نجاح هذا المشروع الى توسيع نشاطها وافتتاح فروع اخرى تضم الى جانب ملابس الأطفال الملابس النسائية. وترى سعد أن امتهان الفنان مجالا بعيدا من عمله الأساسي ليس عيباً ومعظم الفنانين لديهم أعمال خاصة، وهي ليست الفنانة الأولى ولن تكون الأخيرة التي خاضت مجال «البزنس»، ليس في لبنان وحده بل في كل الدول العربية والأجنبية. وتقول «جميعنا نسمع عن النهايات المأسوية التي وصل اليها عدد من الفنانين الكبار بعد أن كانوا امضوا أجمل اعوام عمرهم في الفن وعملوا من أجله باخلاص، ولكن يبدو أن الفن غدار وعلى كل فنان أن يعمل من أجل تأمين غده ويستفيد من أخطاء الذين سبقوه». وتوضح انها اختارت هذا النوع من العمل لانه الأفضل ويناسبها أكثر من غيره، «كنت افكر منذ فترة بعيدة بعمل آخر الى جانب الغناء حتى اقتنعت بأن البوتيك هو الأفضل، واحرص على ان اكون فيه لفترة طويلة ما يجعل النساء يترددن اليه للتعرف اليّ».

دومينيك حوراني تملك محلا لبيع ملابس داخلية نسائية تحمل ماركة «لا دومين» وقد اختارت هذا المجال لانها تعتبر أن المرأة يمكن أن تنجح في أي مجال يتعلق بعالم الموضة والأزياء، خصوصا انها تفهم ذوق بنات جنسها وحاجاتهن. وتقول ان «بوتيكها» بات يشهد اقبالا كبيرا بعد الشهرة الواسعة التي اكتسبتها الماركة، خصوصا انها صممتها بنفسها لإرضاء أذواق النساء العربيات.

وتعتبر دومينيك أن الفنانة تمثل بأناقتها وأزيائها مثالاً أعلى عند الفتيات، لذلك يعمدن الى تقليدها والتشبه بها، ما جعل محلها مقصداً لعدد كبير من الفتيات والسيدات. وهي تفكر في تصميم سروال جينز يحمل اسمها Dominique على أن يتم بيعه في كل دول العالم.