ملامح / ممنوع... ممنوع!

1 يناير 1970 08:42 م
| د. عالية شعيب | جاء العيد هذا العام متسللا خجولا بين مآسي الشعوب، المثقلة تحت وطأة الثورات والمجازر والتجويع، والتعذيب. كان من الصعب أن نشعر بفرحة العيد ونحن نرى أخبار الأطفال اليتامى هنا وهناك، والأطفال الذين يموتون جوعا بين ذراعي أمهاتهن، والمدن المليئة بسموم الدخان والقتل والظلم. اختبأت الفرحة بين دموع تختنق تارة وتذرف تارة أخرى مستسلمة للشعور بالحزن والأسى. وحين اقتربت الدقائق الأولى لصلاة العيد، ارتفعت أصداء الحناجر تصدح بالدعاء والابتهال لضحايا القتل البارد على مرأى من شاشات العالم وسط موجة سكوت وخنوع مهيمنة تزيد الموت برودا والظلمة سوادا والظلم ظلما. دعاء وابتهال للمحرومين من الكرامة والحق في اختيار النظام والحكم في دول لاتعرف الا لغة المسدس والرصاصة في قتال غير عادل وفي مواجهة مسيرات سلمية تضم رجالاً ونساء. خجولٌ عيدنا، كيف له أن يرفع رأسه ويغني ويرقص وسط كل هذا الدخان. كلما رأيت طفلا سعيدا ارتفعت آهة في قلبي وكلما شاهدت أسرة مجتمعة في فرح وأمان، احترقت غصة في ذاتي. نعمة الأمان التي نعيش فيها يفتقدها الكثيرون حيث لايمكنهم التعبير عن رأيهم أو حتى الكلام في شأنهم الاجتماعي والاقتصادي. هناك الكلام ممنوع، والفرح والأمان ممنوع، والطعام والشراب والكرامة وكل أساسيات الحياة الكريمة، ممنوع ممنوع. مطلوب منا أن نعيش حياتنا الطبيعية، رغم كل هذا، مطلوب منا أن نعبر عن العيد بفرح، ونبتسم ونضحك ونرتدي الملابس الجديدة وغيرنا لايملك بيتا أو رئة أو قلبا ليفرح وليعيش. قبل العيد بأيام بسيطة فاجأنا خبر خطف وضرب وتعذيب الأستاذ علي فرزات وهو عائد من مكتبه ليلا، وضربه ضربا مبرحا خاصة على يديه الكريمتين اللتين فضحتا ظلم وممارسات النظام وسياساته الفاسدة. كانت محاولة أخرى لاسكات صوت الحق ولكن هيهات فسيشفى الأستاذ علي ليعاود نشر رسوماته وابداعاته ضد الظلم والفساد، وسيبزغ اخرون يوزعون أصواتهم وكلماتهم ورسوماتهم نورا وضياء في وجه الظلام.



twitter @aliashuaib