تحية الكويت للشعب الليبي 180مليون دولار: نتمنى لكم عهداً جديداً عنوانه الأمن والاستقرار

1 يناير 1970 10:14 م
كونا - اعرب ممثل صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ الدكتور محمد الصباح عن تمنياته ببداية عهد جديد في ليبيا عنوانه الأمن والاستقرار واقرار الحقوق والحريات والمساواة.

ووجه الشيخ محمد تحية اكبار لأبناء الشعب الليبي الذين قدموا أرواحهم دفاعا عن كرامة وطنهم وحريته في كلمة ألقاها خلال اجتماع قمة مجموعة الاتصال الدولية بشأن ليبيا (مؤتمر اصدقاء ليبيا) الذي استضافته العاصمة الفرنسية باريس،مشيرا الى تقديم الكويت منحة 180مليون دولار.

وشدد على ان «الكويت انطلقت بدعم ثورة الشعب الليبي بايمان راسخ لأحقية مطالبه ومشروعيتها وتأكيدا على التزامها بواجباتها تجاه المجتمع الدولي بما يحقق السلام والأمن الدوليين».

وقال ان «الكويت سارعت مع شقيقاتها في دول مجلس التعاون الخليجي الى اتخاذ كافة الاجراءات اللازمة لحماية الشعب الليبي الشقيق من آلة البطش التي وجهها النظام الليبي ضد مواطنين عزل وهو الأمر الذي ترفضه الكويت جملة وتفصيلا».

وفي ما يلي نص كلمة ممثل صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ الدكتور محمد الصباح في المؤتمر: «يسرني بداية ان اعبر عن عميق الشكر والامتنان للجمهورية الفرنسية الصديقة لكريم استضافتها لهذا الاجتماع المهم الذي يأتي تزامنا مع بزوغ فجر جديد على ليبيا الشقيقة،متمنين أن يكون نهاية لحقبة لطختها صفحات من القمع والتنكيل والدماء وبداية لعهد جديد عنوانه الأمن والاستقرار واقرار الحقوق والحريات والمساواة منتهزا هذه المناسبة لتوجيه تحية اكبار لأبناء الشعب الليبي الذين قدموا أرواحهم دفاعا عن كرامة وطنهم وحريته».

واضاف « لقد انطلقت الكويت بدعم ثورة الشعب الليبي بايمان راسخ لأحقية مطالبه ومشروعيتها وتأكيدا على التزامها بواجباتها تجاه المجتمع الدولي بما يحقق السلام والأمن الدوليين فقد سارعت دولة الكويت مع شقيقاتها في دول مجلس التعاون الخليجي الى اتخاذ كافة الاجراءات اللازمة لحماية الشعب الليبي الشقيق من آلة البطش التي وجهها النظام الليبي ضد مواطنين عزل وهو الأمر الذي ترفضه الكويت جملة وتفصيلا».

واكد ممثل الامير «بادرت الكويت الى مساعدة الشعب الليبي منذ بداية ثورته حيث كانت من أولى الدول التي سارعت في تقديم المساعدات الانسانية والدعم المالي عبر تسيير قوافل اغاثية بتاريخ 26 فبراير عن طريق الهلال الأحمر الكويتي وتقديم المساعدات للاجئين الليبيين على الحدود المصرية - الليبية والحدود التونسية - الليبية اضافة الى تقديم منحة مالية قدرها 180 مليون دولار للمجلس الانتقالي الليبي تم تحويل مبلغ 50 مليون دولار أميركي منها نقدا وستقوم بدفع مبلغ 100 مليون دولار أميركي من المنحة المقدمة للشعب الليبي سبق وأن أعلن عنها في اجتماع مجموعة الاتصال الدولية الأخير الذي عقد في اسطنبول بتاريخ 25 أغسطس الماضي هذا وسوف يوزع المبلغ على النحو التالي: 50 مليون دولار في مجال الطاقة. 50 مليون دولار للمستلزمات الطبية والانسانية».

وتابع الشيخ محمد «لقد دأبت الكويت ومنذ تشكيل المجلس الوطني الانتقالي على التواصل مع ممثليه للسعي نحو ازالة كل العراقيل وتذليل الصعاب التي يواجهها المجلس من أجل المحافظة على وحدة وأمن واستقرار وسلامة ليبيا وشعبها الشقيق وانها لتؤكد مرة أخرى من خلال اجتماعنا هذا على التزامها وتضامنها مع الشعب الليبي الشقيق والوقوف الى جانبه من خلال تقديم كل ما يحتاج اليه من دعم واحتياجات في مختلف المجالات لتجاوز المرحلة الانتقالية الدقيقة والحرجة التي يمر بها وفي هذا الصدد تدعو دولة الكويت المجتمع الدولي لتسهيل رفع الحظر عن الأرصدة الليبية المجمدة من أجل دفع وتسريع عملية اعادة اعمار وبناء ليبيا الجديدة».

واوصح ان «الكويت ترى في التركيز على بناء القدرات الوطنية الليبية الكفؤة واعادة بناء واعمار ليبيا الجديدة في ظل استقرار أمني وتوافق سياسي ضرورة حتمية تتناسب مع حجم التضحيات الكبيرة التي قدمها الشعب الشقيق دفاعا عن حقوقه وحرياته وكرامته وان مرحلة اليوم تشكل التحدي الأكبر للمجلس الوطني الانتقالي والذي ندعوه للاسراع في تشكيل حكومة وطنية تضم كافة أطياف الشعب الليبي قادرة على التعامل مع تحديات اعادة الاعمار بدءا من اعادة بناء المواطن الليبي والمجتمع الليبي ووحدته بكافة أطيافه ومحاربة التطرف والارهاب واحترام حقوق الانسان وتحرص على المحافظة على وحدة الأراضي الليبية وعاصمتها طرابلس مع تعهدها باحترامها للتعهدات والاتفاقات الدولية».

وبين الشيخ محمد الصباح «ان اجتماع الارادة الدولية على دعم مطالب وحقوق الشعب الليبي المشروعة كان عاملا رئيسيا في وصول الثورة الليبية الى ما وصلت اليه ومن هذا المنطلق نرجو أن تستمر هذه الارادة في الوقوف الى جانب الشعب الليبي من أجل بناء مستقبله وتحقيق ربيع مزدهر على ربوعه والمنطقة بأسرها منتهزين هذه المناسبة لتجديد التأكيد على التضامن مع الارادة الدولية لتحقيق عالم آمن ومزدهر تستظل بظله جميع شعوب المعمورة».

وختم بدعاء الباري عز وجل ان يتغمد شهداء ليبيا الابرار الذين ضحوا بأنفسهم في سبيل الحرية والكرامة والعدالة بواسع رحمته وغفرانه ويسكنهم فسيح جناته وان يمن على الجرحى والمصابين بالشفاء العاجل...اللهم امين.

وكان الشيخ الدكتور محمد الصباح قد شارك ممثلا عن صاحب السمو أمير البلاد في فعاليات مؤتمر (أصدقاء ليبيا) امس الى جانب ما يقرب من 20 رئيس دولة و40 مسؤولا رفيعا من مختلف أنحاء العالم. وحضر الشيخ محمد يرافقه مدير مكتبه الوزير المفوض صالح اللوغاني وأيضا سفير الكويت لدى ليبيا مبارك العدواني فعاليات المؤتمر الذي اقيم في قصر الايليزيه.

ويسعى المشاركون في المؤتمر الذي يرعاه الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون الى وضع استراتيجية مع المجلس الوطني الانتقالي الليبي لاعادة تعمير ليبيا وتمويل مرحلة تحولها بعد 42 عاما قضتها تحت حكم العقيد معمر القذافي.