عبدالعزيز صباح الفضلي / رسالتي / نوابنا والضبعة

1 يناير 1970 06:57 م
يروى أن قوما خرجوا للصيد فطاردوا ضبعة حتى ألجؤوها الى خباء أعرابي... فأجارها وحماها وجعل يطعمها ويسقيها... فبينما هو نائم ذات يوم وثبت عليه وبقرت بطنه وهربت، فجاء ابن عمه يطلبه فوجده ميتا... فخرج من فوره وتبع الضبعة. حتى ادركها وقتلها وقال:

ومن يصنع المعروف في غير أهله

يلاقي الذي لاقى مجير أم عامر

أعدّ لها لما استجارت ببيته

أحاليب ألبان اللّقاح الدرائر

وأسمنها حتى اذا ماتمكنت

فرته بأنياب لها وأظافر

فقل لذوي المعروف هذا جـزاء من

يجود بمعروف على غير شاكر

هذه القصة ذكرتني ببعض نواب المجلس الحالي، فإن كانت الضبعة، قد بقرت بطن الأعرابي فإن هؤلاء النواب قد بقروا بطن الدستور والأخلاق والمبادئ والقيم.

فمن أحداث ديوانية الحربش وصمتهم المطبق تجاه ما تعرض له زملاؤهم من إساءات، ثم تهربهم عن حضور الجلسات من أجل فقد النصاب كي تسقط الحصانة عن زميلهم الدكتور فيصل المسلم في قضية شيك الرئيس، إلى فضيحة الشيكات التي أصبحت رائحتها تزكم الأنوف، عدا المواقف المخزية التي وقفوا فيها أثناء بعض الاستجوابات، والتي أيدوا فيها الباطل ضد الحق.

أقول للناخبين إن حالكم كحال ذلك الأعرابي مع تلك الضبعة، والتي أعطاها من الثقة ما لا تستحق وأنتم أعطيتم أصواتكم لمن استغلها لتحقيق غاياته وأطماعه، والذي مع أول اختبار انكشفت حقيقته. انتم أيها الناخبون من جعلتم الاحسان في غير أهله، وأعطيتم الثقة من لا يستحقها، وأحيانا قد يكون ذلك بسبق إصرار وترصد منكم، تحت غطاء القبلية أو الطائفية، أو المصلحة أو التيار.

إن البلاد لتتجرع مرارة سوء الاختيار، والتي حولت مجلس الأمة من منبر لحماية حقوق الناس إلى عزبة وصبيان يدارون بالريموت كنترول، ترتعد فرائهم مع أدنى التفاته من معزبهم.

والله يا جماعة الناس صائمة وفي العشر الأواخر من رمضان، وعباد الله يترقبون ليلة القدر لعل الله يغفر ويعتق من النيران، لكن للأسف يأبى البعض إلا أن يكدر صفو هذه الأجواء بالفضائح المليونية، وإن كان الله تعالى قد صفد الشياطين في رمضان إلا أن بعض نوابنا ربما يعطون الشياطين دروسا في المكر والدهاء والاستغلال.

على كل حال أقول لبعض المواطنين الذين يتحلطمون على حال البلاد ومن تردي الأوضاع، أقول هذا ما جنته أيديكم، وإذا أعلنتم التوبة من ذنوبكم حين اخترتم من يمثل عليكم لا من يمثلكم، فاعلموا ان شروط التوبة الاقلاع والندم والعزم على عدم الرجوع فهل أنتم فاعلون؟!





عبدالعزيز صباح الفضلي

كاتب كويتي

[email protected]