رفاق دربه وأصدقاؤه استذكروا في الذكرى الحادية عشرة لوفاته مواقفه الإنسانية والسياسية

سامي المنيّس.. حيّ في الوجدان

1 يناير 1970 06:21 م
| كتب غانم السليماني |

أحيا المنبر الديموقراطي الذكرى الحادية عشرة لوفاة المرحوم سامي المنيس بحضور عدد من رفاق دربه وأصدقائه ومحبيه الذين استذكروا مواقفه الإنسانية والسياسية ودفاعه عن المال العام والحريات وقلبوا صفحات الذكريات لمآثر الراحل، وذلك مساء أول من أمس في ديوانيته التي غصت بالحضور في منطقة العديلية.

وقد استهل برنامج الاحتفاء بالذكرى بوقفة حداد على روح الفقيد حزنا على فراقه، ثم كانت كلمة للنائب صالح الملا قال فيها: «انه من الصعب إيجاد الكلمات التي تصف الراحل الكبير وسيرته العطرة»، مضيفاً: «ما أحوجنا إليك في زمن أصبحت المواقف فيه تباع وتشترى من السلطة... نفتقد حكمتك في زمن لوثه الضجيج... ما أظلم ليالينا بلا بدر سامي المنيس رحمه الله».

وتابع: «انه عرف الراحل منذ الصغر سياسياً لم يستسلم لملوثات الحياة وحريصاً على التمسك بمبادئه ونضاله، ما جعله محبوبا من قبل خصومه قبل محبيه»، مبينا انه «رحل وهو في قمة العطاء، لكن لا اعتراض على أمر الله».

بدوره، قال عضو مجلس الأمة السابق عبدالله النيباري: «ان ذكرى المرحوم سامي المنيس المناضل ورفيق الدرب تمثل بالنسبة إلي أشياء كثيرة، ولا أنسى اليوم الذي هاتفني به أحمد الديين ليبلغني بنبأ وفاته حيث كان وقع الخبر عليّ أشبه بالصاعقة وكانت وفاة مفاجئة، وقد كنا بالفعل في أمس الحاجة إليه»، وأضاف: «ان سامي المنيس لم يكن يتباهى بالصوت العالي بل يعمل وفق أجندة وطنية بمواقف صامدة ينجزها كمكلف وليس كطامع»، مبيناً اننا «نفتقد كثيرا في هذه الأيام من هم بمثل صلابته وصفاته الحميدة».

وأشار الى ان «الفقيد عمل على تنفيذ برنامج وطني متمثل في حماية الدستور والمال العام والحرص على العدالة الاجتماعية وصيانة مصالح الشعب وحقوق المرأة والإنسان والوحدة الوطنية»، منوها الى أنه «ساهم في تحقيق مكاسب كبيرة للكويتيين منها الدستور، استخدامات النفط، القضية الإسكانية، ورفع المرتبات لإنصاف العاملين في البحر ممن لا يحملون الشهادات، وليس على طريقة تبديد الثروات الحالية».

وأوضح النيباري أن «الدستور الكويتي حقق ما أراده الشعب منذ عام 1963، ولذا يجب الحفاظ عليه»، مشدداً على «ضرورة مواجهة الفاسدين والمرتشين والراشين وأصحاب المال النجس، لاسيما من يستخدم أموال الشعب».

وإذ دعا «للائتلاف لكشف المستور وعدم مرور قضية الملايين النيابية مرور الكرام»، رأى أن «عقد جلسة طارئة لا يكفي لأن المسألة خطرة، والخطر أن مؤسسات الحكم والبنك المركزي والمصارف تلوذ جميعها بالصمت وتتبرأ في حين يُفترض أن القضية تستفز ضمير كل كويتي شريف لأنها لا تتعلق بشخصين أدخلا أموالا بطريقة مشبوهة بل أبعد من ذلك بكثير»، ولفت الى انه «في مجتمعات تعدادها السكاني كبير قد تحدث ثورة بسبب هذه القضية، وقد لاحظنا اخيرا ماذا حدث في بريطانيا بسبب قضية التجسس الهاتفي، وذلك لأن فيها تعديا على حق من حقوق الشعب».

وتطرق النيباري في كلمته الى الأحداث في ليبيا، مشيدا «بانتصار الثوار على القذافي»، متمنيا «أن يعم النصر على السوريين واليمنيين لإعادة حقوقهم المسلوبة».

من جانبه، تلا كلمة الدكتور أحمد الخطيب بالنيابة أحمد البداح، وذلك لتواجده خارج البلاد، وأشار الى ان «ذكرى وفاة المرحوم سامي المنيس تمر في لحظة تاريخية بالغة الأهمية يجتازها وطننا الحبيب»، لافتاً الى ان «حياة المنيس كانت تجسد مفاهيم المواطنة الحقة في حرية اتخاذ القرار، ونبذ الانقسام القبلي والمناطقي والطبقي».

وقال: «ان الثورات العربية أعادت للعرب هويتهم على خارطة العالم بعد أن ظن الكثيرون أننا فقدناها عقب هزيمة حزيران»، مبينا أن «الشباب العربي عاد ليقود ثورات الشعوب في العالم»، وداعياً «الشباب الكويتي إلى التمسك بالوحدة الوطنية، ونبذ الخلافات والانقسام، والإصرار على العمل بالدستور الذي تحاول بعض الأطراف تدميره».

أما ابن الفقيد أحمد سامي المنيس، فأشار في كلمة القاها بالمناسبة الى إلى أنه «لا اعتراض على قضاء الله لكن عزاءنا أنه أدى أمانة العمل البرلماني على أكمل وجه وظل مدافعا بشموخ عن المبادئ الديموقراطية والحريات العامة»، مستطرداً «افتقدناك يبا.. وابتسامتك الجميلة ولهفتك على أبنائك وأحفادك.. وجودك كان يمنحنا الأمان والطمأنينة والسلام.. وكنت خير معين لأسرتك بالنصيحة الطيبة».

وأشار الى ان والده «كان مستمعا جيدا، وهو أحوج ما نكون إليه اليوم»، منوها الى أنه «يشارك الآخرين أفراحهم وأحزانهم ولذا سيبقى في قلوبهم»، ومشدداً على «انه صاحب تاريخ نضالي مشرف، وشخصيته شامخة ذات إرادة حرة وهي أغلى ما يمكن أن يهديه الإنسان لمحبيه»، موجها شكره «لكل من ساهم بمناسبة إحياء ذكراه».

من ناحيته، استذكر أمين عام المنبر الديموقراطي يوسف الشايجي «عدة مواقف للمرحوم آثر فيها عدم التشفي من خصومه السياسيين أو الحديث بمبالغة عن المواقف الشخصية التي يتعرضون إليها»، مبينا أنه «كان ثابتا عند موقفه ولا يسمح بالحديث في هذا الأمر في ديوانه، وقد برهن عن ذلك أكثر من مرة».

وتطرق إلى «رفضه حتى ما هو حق مشروع له كأي مواطن مثل أخذ قرض من بنك التسليف والإدخار، وذلك ليتجنب الشبهة لكونه كان عازما على استجواب وزير المالية آنذاك»، مشددا على أنه «كان خصما شريفا لا يقبل الأساليب الملتوية».



أحفاد سامي المنيس... تأثرنا بشخصية الجدّ ومحبة الناس له



سامي الصغير عن الكبير: حملني على كتفه

 في الصغر وسأحمل أفكاره عند الكبر




كتب أنور الفكر



قال سامي أحمد سامي المنيّس حفيد المرحوم النائب سامي المنيس: «ان ابرز ما كان يجذبنا في المرحوم مساعدته للناس وإعطاؤه للفقراء، بالإضافة إلى طيبة القلب التي يمتلكها والحلم الذي كان يواجه به المشاكل»، مبيناً ان «جدّي كان يحملني على كتفه ويحضنني دائما بين يديه، وعندما أكبر سأحمل مبادئه وأفكاره وقيمه وأسعى جاهدا للدفاع عنها».

وعلى هامش إحياء ذكرى جده، قال سامي المنيّس الصغير لـ«الراي»: «ان شخصية جدّه الجميلة وتعلق الناس من مختلف الطوائف به جعلنا نفتخر به»، متمنيا «أن يصل إلى ما وصل إليه جدّه من محبة الناس له وقول الحق والسير على القيم التي كان ينادي بها المرحوم في حياته».

من جهته، قال ناصر الجناعي حفيد المرحوم: «تعلقنا بشخصية المرحوم لأنه زرع الفرح في نفوس أبنائه وحوّل أحزان الناس إلى سعادة»، مشيرا إلى اننا «نفخر بشخصيته السياسية والاجتماعية»، مشيراً الى ان «ما جذبني بالفعل هو ان جميع فئات المجتمع تعلقت به واحترمته».

وأضاف: «لطالما كان جدّي يعينني على مذاكرة واجباتي المدرسية، وكنت المس عنده دائماً الحكمة والصدق في طرح أفكاره».

أما خالد الخبيزي حفيد المرحوم، فأشار الى ان «جدّي كان يحقق طلباتي، وكان قريباً منا في حياتنا اليومية وشجعنا على تحقيق طموحاتنا»، لافتاً الى ان «محبة الناس له وطيبة قلبه كان لهما اثر كبير على حياتي».

 

بعد 11 عاماً على رحيله

المنيّس يرى التاريخ أشد مرارة




كتب فرحان الفحيمان



ان كانت دموع الدكتور أحمد المنيس الحارقة في الذكرى الحادية عشرة لوفاة والده غسلت مآقي الحضور الذين اكتظت بهم ديوانية الراحل، فإن كلمات النائب صالح الملا المنغمسة بالحزن والوفاء كانت اشد مرارة على محبي سامي المنيس.

أحمد من صلب الراحل، وصالح من صلبه التاريخي، احمد وريث شرعي يحمل اسمه، وصالح ورث كرسيه في مجلس الامة ممثلا للمنبر الديموقراطي، بعد 11 عاما على وفاة المنيس، وقف الاثنان جنبا إلى جنب يرسمان خطين للراحل، ابنه احمد تناول حياة والده العائلية، وطيبة قلبه ووداعته مع اولاده واحفاده، وابتسامته التي تضفي اجواء من الارتياح على افراد اسرته، اسهب بالوصف، فضجت ذكرياته بالدموع، صمت الدكتور الجامعي برهة محاولا التماسك وهو يقف في رحاب والده الراحل، تفحص الوجوه، فلم ير غير المحبين، وكأنه يستأذنهم، إذ ارخى لدموعه العنان، وسكب معين الوفاء في كأس الذكرى».

وما ان انتهى الابن من رثاء والده، حتى تقلد ابن المنبر صالح الملا زمام الرثاء، وتناول جانبا اخر من حياة المنيس، وركز على جسارته في مواجهة سراق المال العام مهما كان نفوذهم، وصلابته في قول كلمة الحق، وعدم تراجعه عن حماية المال العام والدستور مهما كلفه الامر، وذكر الملا: «ان الكرسي الذي اجلس عليه في مجلس الامة اثقل كاهلي، وقض مضجعي، لان «المنبريين» يعتبرونه امتدادا لسامي المنيس، وانا اعرف الراحل منذ ان تفتقت مداركي واعرف جيدا دوره الوطني، رحمك الله يا أبو احمد، لم يخطر ببالي يوما أنني سأكون نائب المنبر من بعدك، ولا يمكن ان انسى ليلة وفاتك، كانت اشبه بغيمة من الحزن هطلت على سماء الكويت.

وسرّح الحضور ابصارهم في سماء الذكرى، فلكل واحد منهم ذكرى مع الراحل الذي لم تفارق الابتسامة محياه رغم قساوة الظروف التي عاشها، رفاق الدرب من البارزين اعلاميا، ومن غيرهم كانوا يبحثون عن سامي في تبعات انفسهم فوجدوه ملتصقا في شعاب روحهم، النائب السابق عبدالله النيباري وارى دموعه اكثر من مرة، ومشاري العصيمي ملأ الحزن وجهه، ناهيك عن الاديب خليفة الوقيان وعامر التميمي ونافع الحصبان ومحمد العبدالجادر وفيصل الحجي، كل هؤلاء اصروا على المشاركة في ليلة الوفاء للراحل سامي المنيس.