من روائع العمارة الإسلامية / قصر العظم (دمشق - سورية)

1 يناير 1970 12:53 م
| م. جادالله فرحات * |

أنشئ هذا القصر سنة 1163هـ /1479م ليكون مقراً لوالي دمشق أسعد باشا العظم، ويقع في مكان كان فيه قصر الخضراء الذي بناه معاوية بن أبي سفيان في الجهة الجنوبية من الجامع الكبير، ولقد أنفق أسعد باشا على بناء هذا القصر أموالاً كثيرة ولعله جمع بعض عناصر بنائه من أطلال أبنية دمشق آنئذ.

وعمارة هذا القصر تقوم على تقاليد بناء البيت الشامي الذي يقتصر جماله على الداخل، أما خارجه فهو بسيط متقشف إلا من باب أساسي جميل.

ويتألف هذا القصر من ثلاثة أقسام هي قسم الاستقبال وقسم المعيشة وقسم الخدم يضاف إلى ذلك الحمام والمرآب وفي كل قسم فناء الديار تحيطه الغرف العالية ويزدهر بالبرك المائية والأشجار المثمرة والنباتات العطرة والزهور. وندخل إلى القصر من بوابة تؤدي لممر عريض مغطى بعقود متصالبة، على يمينه مصطبة للجلوس وعلى يساره غرفة الحارس، ويؤدي هذا الممر إلى قسمي الاستقبال والمعيشة.

إن أكبر قسم في القصر هو قسم المعيشة المسمى حرملك ومساحته تزيد على ثلثي مساحة القصر، ويلحق به قسم الخدم واسطبل الخيل والعربات في الزاوية الشمالية الغربية، وحول الفناء الواسع تقوم القاعات والغرف والإيوان الكبير، وتمتد أمام بركة طويلة شبيهة ببركة جنة العريف في غرناطة ولقد زينت واجهات الغرف والقاعات بمداميك ملونة وبالأبلق الذي يغطي بزخارفه الهندسية الدقيقة أحجار الأقواس.

وتغطى السقوف بجدران خشبية ملونة بالأسلوب «العجمي» وقسم الاستقبال السلملك هو أصغر حجماً ولكنه يحمل نفس الزخارف والطابع المعماري وفي وسط الفناء بركة مربعة، أما حمام القصر فهو خاص صغير، ولكن عمارته تشبه عمارة الحمامات الدمشقية، فهو مؤلف من ثلاثة أقسام، البارد والدافئ والحار، ويقع في قسم المعيشة الحرملك وله قبة ذات عيون زجاجية، ويلحق بالحمام مرجل الماء الساخن الخزانة التي تغذي الحمام، ولقد رمم هذا القصر واستحق جائزة آغا خان.



* وزارة الأوقاف