يبقى الفنان الكويتي بدر القطامي... فنان الديرة، الذي رصد تراث الكويت بكل دقة، وحرص على ان يوثق تاريخه القديم، من خلال لوحاته الواقعية، تلك التي تعطي الاجيال - التي لم تعايش الكويت القديمة- فكرة شاملة عن التراث، والاماكن.
هذه الرؤية تضمنها معرض الفنان بدر القطامي الاخير، والذي افتتحه وزير الاعلام الشيخ صباح الخالد مساء الثلاثاء الماضي في قاعة أحمد العدواني في ضاحية عبدالله السالم في حضور حشد كبير من الفنانين، والمهتمين بالفن التشكيلي.
ومن خلال ما يعادل 41 لوحة واقعية، رصد القطامي العديد من الملامح الكويتية القديمة، كي نشاهد في لوحة «الفريسة» رؤى فنية متواصلة مع جمال المعنى، والقدرة على تجسد التفاصيل باكبر قدر من الايحاء، وجاءت لوحة «الحنة» كي ترصد حركة النساء في مسألة وضع الحناء فوق رؤوسهن وبالتالي ابراز ملامح المكان في الصورة التشكيلية.
وفي لوحة «البخنق» سنكون قد تعرفنا على الطفلة الكويتية قديما وكيف كانت تضع «البخنق» على رأسها، ثم لوحة «سامري في العبدلي» تلك التي تبرز فيها الجوانب الفنية القديمة من تاريخ الكويت، بالاضافة إلى لوحة «سنة هدامة» وتلاحم الاسرة الواحدة في مابينها، ثم عبرت لوحة «اشفيها» عن جمال المرأة ومن ثم فقد رسم بعض علامات الدهشة والتعجب في ملامحها.
وبدت لوحة «مخلوطة» كي تعبر عن مضامين جمالية متنوعة، ثم كانت لوحة «الحب» كي تبرز هذه العاطفة عند الحيوانات، ويستمر الفنان في رصده للملامح القديمة، كي ترسم ريشته «لوحة من لندن» واخرى عن رقصة الهبان، والجمال، والخيول العربية، وفي لوحة «الكويت مدينة الصداقة والسلام» سنجد ان الفنان قد عبر عن هذه الاشياء التي تتميز بها الكويت تعبيرا رمزيا جماليا، اما لوحة «الماضي والحاضر» فقد تميزت بطرحها الفني الجذاب.
واستطاع الفنان بدر القطامي ان يرسم العديد من المواضيع المتعلقة بالكويت قديما، وذلك بحس وطني، وقدرة على الرصد، وبخاصة في لوحة «افراح اهل الكويت» وغيرها من اللوحات التي تضمنها معرضه الاخير.
يذكر ان الفنان بدر القطامي احد رواد الفن التشكيلي في الكويت، ويلقب بفنان الديرة، نظرا لتخصصه في رسم الكويت ماضيا وحاضرا، وقضى معظم وقته في الرسم، ودرس في القاهرة عام 1962 لمدة اربع سنوات، وذهب إلى بعثة إلى انكلترا من عام 1966 حتى عام 1972 كي يعود إلى بلده الكويت محملا بالافكار والمواضيع المتعلقة بالكويت، وطرح القطامي ثلاثة مؤلفات عن الفن التشكيلي ويعد أحد مؤسسي المرسم الحر كما كلفته وزارة التربية عام 1961 بالعمل مع البعثة الدنماركية للكشف عن الاثار في جزيرة فيلكا.
إحساس بالألوان القديم