مساعد ثامر الشمري / التفكير الرغبي

1 يناير 1970 06:14 ص

أتحفنا البعض بقوله في احدى صحفنا المحلية العزيزة على قلوبنا بأن موظفي الكويتية شعروا بارتياح حيال قرار وزير الاوقاف والشؤون الاسلامية ووزير المواصلات عبدالله المحيلبي احالة رئيس مجلس ادارة مؤسسة الخطوط الجوية الكويتية حمد عبداللطيف الفلاح إلى التقاعد، ولعل هذه المزاعم تندرج في اطار «التكفير الرغبي» ولغايات في نفوس مطلقيها.

ان مثل هذا التفكير ينطلق عادة من رغبات دفينة توحي بها النفس، الامارة بالسوء، إلى العقل الذي يتبناها على غير هدى ومن دون عناء البحث عن دليل مادي او منطقي او حتى عن ذريعة يتذرع بها ليبرر هذا التفكير، ولا اود ان اعمم، ذلك ان بعض اصحاب «التفكير الرغبي» ينطلقون من نيات طيبة ومن اريحية جبلوا عليها وهم غالبا ما يكونون من محبي الخير لغيرهم ولانفسهم ولاوطانهم، بيد ان البعض الاخر ينصح تفكيره، وللاسف، من نفس خبيثة ماكرة ينطبق عليها قوله جل وعلا: «وقد خاب من دسّاها».

لعمري ما اسرع ما خيب الله نفوسهم ومحق سعيهم فكانت اللطمة بان تراجع الوزير المحيلبي عن قراره ليس من جراء ضغوط، وانما لهدف سام هو اعلم به، ألا وهو تغليب الصالح العام وتثبيت الرجل المناسب في المكان المناسب، ذلك الرجل الذي سرعان ما بدت للعيان، ولمس الجميع جهوده ومساعيه واجراءاته الاصلاحية.

اعود لاصحاب «التفكير الرغبي» لأسألهم ان كانوا لا يعرفون ان حمد الفلاح لم يأت من خارج الكويتية، وانه تدرج فنيا واداريا من مهندس طيران إلى ان وصل إلى منصب رئيس مجلس الادارة في المؤسسة، انهم يدركون ان قرار الاحالة الموقت إلى التقاعد اصاب الخيرين في المؤسسة، وما اكثرهم، بنوبة من الاسى لم يمحها سوى قرار العودة عنها، لاسيما وان الرجل، ومن واقع التجربة، لم يفسده منصب او كرسي بل زاده ذلك حبا للآخرين وحرصا على مصالحهم واضطلاعا في شؤونهم.

انهم يدركون ان قرار تعيين الفلاح في منصب رئيس مجلس الادارة جاء عن جدارة وليس من خلال «حب الخشوم» وبعيدا كل البعد عن استغلال موقع عائلته في النسيج الاجتماعي الكويتي العريق.

وهم يدركون ان الفلاح وفي كل موقع حط به في المؤسسة احيط بزملائه واخوانه الذين لم يجدوا منه إلا التواضع والتعاون لما فيه خدمة الكويت ومن خلال سياسة الباب المفتوح بعيدا عن البيروقراطية.

وهم يدركون ان الفلاح عمل حثيثا من خلال «قانوني الخصخصة» و«التقاعد» من اجل ضمان حقوق موظفي الكويتية جميعا وبكل كوادرها وفنييها. وهم يدركون ان مرحلة الخصخصة في عهده أتت من الثمار اكثر مماكان متوقعا لها وذلك لسبب جوهري جلي ألا وهو صدق النية وسلامة الطوية وسمو الروح فوق الشبهات والمصالح الشخصية.

هذا هو حمد الفلاح، وهذه هي نظرة اخوانه الذين يضعون الصالح العام فوق الزمالة والصداقات، وحب الكويت فوق المنفعة الشخصية وخارج نطاق تثبيط الهمم الذي ارتضاه البعض نهجا لهم لتهدئة نفوسهم الآثمة.


مساعد ثامر الشمري

أمين سر نقابة الصحافيين الكويتية