كفاكم دغدغة

1 يناير 1970 04:31 ص
| علي الفضلي |

كانوا في غمرة التأزيم لاهون (ولا يزالون)، بل إن منهم من كانوا يلعبون، في دغدغة مشاعر الناس لكسب أصواتهم وهم لا يشعرون، لم يدعوا أزمة ولافتنة إلا وسبروا أغوارها، ولم يتركوا مسألة في الشرق والغرب إلا وتدخلوا فيها، كأنهم قد عُلّموا منطق الطير، وأٌتوا من العلم الوفير، تدخلوا في كل شاردة وواردة، في شؤون الشمال والجنوب، خلطوا الأوراق والأولويات، وتسابقوا على تجسيد البطولات.

لم يكترثوا لمصلحة المواطن، فكأنها كانت آخر أولوياتهم، وانقطعوا على التنافس في كشف الحسابات وتصفيتها، بين فريق مؤيد وآخر معارض، مكثوا على تلك الحال (التأزيمية)، حتى جاء انتهاء تلك الدورة البرلمانية، وما إن استراح المواطن من أصواتهم الشجية، برزت له الأزمة التعليمية، التي كانت من بين القضايا المنسية.

وعندما استيقنتها أنفسهم وظنوا أنه أحيط بهم، ولاحت أزمة القبول بالأفق، وجدوا الساحة خالية من الفرسان، فامتطوا المنابر الإعلامية لتعود اسطوانة الترهيب والتهديد لمعسكر التأزيم الثاني الذي استفاق أخيرا وجاء بجامعة حكومية، سينجزها في ستة أشهر معا، أجمل ما بها من جامعة ستدخل في موسوعة العجائب والمعجزات، فكم من بشر خرج من بطن أمه بعد أن مكث فيها ستة أشهر لم تكتب له الحياة، إلا قلة منهم أيدتهم المعجزات والكرامات، فسلام على بن مريم، وسلام على سيد الشهداء.

كأنهم لم يكونوا مدركين خلال الدورة البرلمانية أن هناك أزمة جامعية، تنبأت عنها الدراسات والتقارير الإخبارية، وبعد أن سقط الفأس بالرأس وضاقت بهم التدابير بما رحبت، أخذ كل فريق يقدم اقتراحاته بما يتماشى مع نزعته الفطرية، فهذا يريد تكديس الطلبة وقبولهم جميعا، وذاك يريد نقض القانون واختلاطهم، وذاك يريد تقسيمهم على شكل مجاميع في بقية الجامعات، وهناك من يحسد الوافدين القلة ويريد خروجهم من الجامعة، فاختلف الفريقان والأزمة ما زالت باقية.

500 مقعد ليست صميم المشكلة، بل فيها من المظهر والجوهر، ما يمكننا أن نرد الاحترام والتبادل الأخوي مع بلداننا العربية (والبلدان الأجنبية)، وكسب الخبرات والكفاءات العلمية، فما أجمل الجامعة عندما تتجرد من العنصرية وتجمع بني البشر بلا تفريق أو طبقية.

كفاكم دغدغة، فأين كنتم من القضية التعليمية، عكفتم على التكسبات والشعبوية، بين كادر المعلمين والمكافآت الطلابية، فلم تحققوا ما كنتم تصبون إليه لأنكم لم تجدوا الأغلبية، واليوم تريدون جلسة برلمانية!.



جامعة الخليج للعلوم والتكنولوجيا

علم الحاسوب