السلطات تتحدث عن سيطرة «مسلحين» على بعض شوارع المدينة

هجوم قوات الأمن على حماة مستمر... والتظاهرات تتسع

1 يناير 1970 07:24 ص
عواصم - وكالات - واصلت قوات الأمن السورية قصفها بالدبابات لمدينة حماة، حيث سقط 104 قتلى منذ الاحد وحتى فجر أمس، وفق احصاءات حقوقيين، فيما كان لافتا ما عرضه التلفزيون السوري من صور وتسجيلات تظهر جماعات مسلحة اتخذت من الشوارع وأسطح المنازل والمؤسسات في حماة أماكن للقنص والقتل، وترافقت مع تصريحات لمصدر مسؤول عن سيطرة مسلحين على شوارع المدينة. وشهدت مدن سورية عدة تظاهرات حاشدة تضامنا مع حماة.

وقال ناشط موجود في حماة «هناك عشر دبابات تقصف بشكل عشوائي دوار بلال وهو حي سكني في ضواحي حماة».

وأوضح رئيس «الرابطة السورية لحقوق الانسان» عبدالكريم ريحاوي ان دوي اطلاق النار «كان يسمع بقوة في جميع احياء مدينة حماة».

وقال مدير «المرصد السوري لحقوق الانسان» رامي عبدالرحمن ان «الاجهزة الامنية تنفذ حملة شرسة جدا في بلدة المعضمية. الأمن يهاجم المصلين في المساجد بالرصاص الحي وهناك شهيد سقط برصاصة فجرت رأسه و5 جرحى حتى الآن».

واضاف ان «هناك نحو 2500 عنصر مدججين بالأسلحة يسدون الطرقات ويحاصرون مسجد الزيتونة في البلدة وأقاموا حواجز على الشارع العام وعند مفرق داريا».

وافاد «المرصد السوري لحقوق الانسان» عن مقتل 24 شخصا الاثنين في عدة مدن سورية برصاص قوات الامن بينهم عشرة سقطوا في تظاهرات خرجت بعد صلاة التراويح في اليوم الاول من شهر رمضان.

واوضح «المرصد» ان «عدد الشهداء المدنيين الذين سقطوا الاثنين في عدة مدن سورية برصاص القوات العسكرية الأمنية السورية والشبيحة 24 شهيدا» بينهم عشرة سقطوا «خلال المظاهرات التي خرجت في عدة مدن سورية بعد صلاة التراويح».

وفي حصيلة اجمالية ليوم الاثنين ذكر «المرصد» ان «العمليات الامنية والعسكرية» اوقعت عشرة قتلى في حماة وقتيلين في مدينة البوكمال بمحافظة دير الزور وثلاثة في محافظة حمص واثنين في اللاذقية وستة في عربين شمال شرقي دمشق وواحد في معضمية الشام والاخير قتل برصاص الامن داخل المسجد.

وفي حمص تجمع عشرات الآلاف بعد صلاة التراويح في احياء مختلفة من المدينة تضامنا مع حماة وداعين لاسقاط النظام.

وافدا الاهالي انهم سمعوا اطلاق نار كثيف عند جامع عمر بن الخطاب في شارع الحمرا لتفريق المتظاهرين الذين بدوا مصممين على مواصلة التظاهرة.

وفي ريف دمشق، انتشرت قوات الأمن في مدينة الكسوة بساحة الشهداء بعد قمع تظاهرة خرجت من جامع عبدالله بن رواحة والتقت بتظاهرة أهل الكسوة من جامع الفتاح.

واستخدم الأمن الرصاص الحي والقنابل المسمارية والقنابل المسيلة للدموع لتفريقها.

وتجمع متظاهرون بالآلاف عند ساحة الشهداء (الجمعية سابقا) في مدينة سقبا تنادي بنصرة حماة والبوكمال ودير الزور وتجدد تأكيدها على استمرار الثورة حتى النصر.

ودخلت دبابات الجيش الى الحولة، شمال غربي حمص، حيث سمع اطلاق نار غزير وتم الابلاغ عن اصابة 15 شخصا بجروح.

وكذلك دخلت قوات الجيش البوكمال، حيث قامت عناصر الامن المرافقة لها بعمليات مداهمة واسعة صاحبها اطلاق نار كثيف اسفر عن مقتل شخصين بينهما طفل واعتقال اكثر من 17 شخصا.

وحاصرت قوات الامن مدينة الزبداني في ريف دمشق تماما حيث اغلقت المداخل والمخارج ودخلت المدينة واقامت حواجز تفتيش على مداخل الاحياء.

وخرج الاف المتظاهرين في مدينة السلمية بريف حماة وتجمعوا في الساحة نصرة لدير الزور وحماة.

وفي المقابل، عرض التلفزيون السوري مساء الإثنين تسجيلات وصوراً تظهر جماعات مسلحة اتخذت من الشوارع وأسطح المنازل والمؤسسات في حماة أماكن للقنص والقتل.

وأظهرت الصور حجم التخريب والتدمير الحاصلين في شوارع المدينة والحواجز التي أقامها المسلحون.

كما أظهرت المقاطع المسجلة بواسطة أجهزة الهاتف الخلوي أفراد تلك الجماعات وهم يحملون أسلحتهم النارية الخاصة من نوع «البومب أكشن» التي بدأ انتشارها بكثافة بين أيدي المسلحين، إلى جانب بعض بنادق الكلاشينكوف والرشاشات والمناظير، فيما حمل بعضهم الآخر السواطير والخطافات والمسدسات.

وعرض التلفزيون صورا للمجموعات المسلحة وهي تلقي بجثث عناصر القوى الأمنية في نهر العاصي بعد أن مثلوا بها، حيث يبدو بعض الشهداء وقد ذبحوا من الرقبة وتقطعت أوصالهم وتشوهت وجوههم. ونقلت وكالة «سانا» الرمية السورية عن مصدر مسؤول قوله لمراسلها في حماة إن مجموعات مسلحة بدأت تكتيكا اعتدائيا مسلحا مكثفا مستخدمة الذخيرة الحية والمولوتوف على مقرات عدد من الدوائر الرسمية والشرطة في مدينة حماة.

وقال «المصدر» ان المسلحين يحملون الأسلحة الرشاشة ويطوفون على دراجات نارية وبعضهم تمركز على أسطح الأبنية وقاموا منذ ساعات الصباح الأولى اول من امس بإطلاق نيران مكثفة صوب عدد من الدوائر مستهدفين النوافذ والمداخل الرئيسية كما قاموا برشق هذه المقرات بالمولوتوف بهدف إضرام النيران فيها وقد فرضت هذه الاعتداءات نوعا من الإقامة الجبرية لعاملي بعض هذه المقرات تحت أعمال القنص التي منعت حركة الدخول أو الخروج.

وأضاف «المصدر» إن «قوات الجيش لاتزال تنفذ مهمتها في فتح الحواجز والمتاريس التي كانت قد نصبتها مجموعات مخربة على مداخل المدينة الرئيسية وجرى اشتباك واسع النطاق لكون هذه المجموعات منظمة في وحدات وهي تستخدم أسلحة متطورة وتقوم بتفخيخ الشوارع الرئيسية».

وقالت الوكالة «تواصل المجموعات الإرهابية المسلحة جرائمها بحق الشعب والجيش مستخدمة أساليب متعددة كان آخرها الاعتداء المسلح على عدد من مناطق التجنيد والتعبئة بمدينة حماة وسرقة كميات كبيرة من البزات العسكرية من مستودعات المهمات واللباس الخاص بالجيش».

وتابعت: «قد يتم استغلال ذلك بشكل سلبي عبر الإقدام على ممارسات عدوانية تتنافى وأخلاقيات المؤسسة العسكرية واتهام الجيش بذلك ولا يستبعد أن تلجأ هذه المجموعات المسلحة بعد حصولها على اللباس العسكري إلى إقامة الحواجز وتفتيش المواطنين والإساءة إليهم أو تنفيذ مداهمات إجرامية اعتمادا على ما سرقته من لباس وهويات عسكرية وتصوير ذلك وبثه عبر القنوات الإعلامية التحريضية على أنه جرائم ينفذها الجيش بحق المواطنين الأبرياء ما يتطلب الحيطة وتوخي الحذر».

وبحسب «المرصد السوري لحقوق الانسان» فان عدد القتلى منذ بدء الحركة الاحتجاجية في سورية في 15 مارس «ارتفع الى 1992 قتيلا من بينهم 1618 شهيدا مدنيا موثقين بالقوائم لدى «المرصد السوري لحقوق الانسان» و374 شهيدا من الجيش وقوى الامن الداخلي».





طلاب يتظاهرون في موريتانيا

احتجاجا على «مجازر» سورية



نواكشوط - د ب أ - نظمت «المبادرة الطلابية لمناهضة الاختراق الصهيوني والدفاع عن القضايا العادلة» مسيرة بنواكشوط ليلة الاثنين - الثلاثاء في العاصمة الموريتانية للتنديد بـ«المجازر» التي يتعرض الشعب السوري المنتفض ضد نظام الرئيس بشارة الأسد. وانطلقت المسيرة بمشاركة العشرات من هؤلاء الطلبة المحسوبين على التيار الإسلامي في موريتانيا من أحد مساجد نواكشوط عقب صلاة التراويح الى مقر السفارة السورية حيث أحرقوا صورا للرئيس بشار الأسد ونددوا بالصمت العربي حيال « المجازر البشعة» التي يرتكبها النظام السوري ضد « شعبه الأعزل» على حد وصف المتظاهرين.

وردد المتظاهرون شعارات مناوئة لنظام الأسد من بينها «يا بشار يا جزار الشعب السوري لن ينهار» و«مكتوب على الحيطان... بشار أكبر شيطان»، و«المبادرة الطلابية تحيي الثورة السورية».





علي حبيب ومحمد مخلوف

بين 5 تشملهم عقوبات أوروبية



بروكسل - ا ف ب - اوردت الصحيفة الرسمية للاتحاد الاوروبي امس ان وزير الدفاع السوري اللواء علي حبيب من بين خمسة اشخاص شملهم توسيع عقوبات الاتحاد الاوروبي لدورهم في قمع المتظاهرين في سورية.

وتشمل العقوبات ايضا رئيس الامن العسكري في مدينة حماة محمد مفلح. وتنص على حرمانهم من تأشيرات دخول وتجميد اصولهم.

والاشخاص الثلاثة الاخرون الذين تشملهم عقوبات الاتحاد الاوروبي هم العميد توفيق يونس رئيس فرع الامن الداخلي، ومحمد مخلوف المعروف بـ«ابو رامي» خال الرئيس السوري بشار الاسد وايمن جابر المرتبط بالشقيق الاصغر للرئيس السوري ماهر الاسد في اطار ميليشيا الشبيحة الموالية للنظام.

ويفرض الاتحاد الاوروبي عقوبات على ما مجمله ثلاثين شخصا من بينهم الرئيس السوري بسبب تورطهم في اعمال القمع.