من روائع العمارة الإسلامية

مركز الفاتح الإسلامي ( المنامة )

1 يناير 1970 09:47 ص
| م. جاد الله فرحات * |

في أواخر عام 1981م كانت دولة البحرين تدرس عدة مقترحات - تتعلق بالكيفية التي يمكن بها إضافة أحد المعالم البارزة التي تخلد مرور قرنين على ذكرى دخول أحمد الفاتح للبحرين،** واختير من هذه المقترحات إقامة مركز إسلامي كبير ليكون مناراً إشعاعها للفكر الإسلامي بالدولة ويحمل اسم ( مركز الفاتح الإسلامي) وقد وقع الاختيار على موقع متميز بالمنامة لهذا الغرض، ويحتوي المركز على جامع كبير ومعهدين ومكتبة إسلامية كبيرة بالإضافة إلى الخدمات والمرافق اللازمة وقد تم بالفعل إقامة المعهد الديني وبدء العمل في بناء الجامع في أواخر عام 1984م.

يغطي موقع المسجد مساحة قدرها 5500 متر مربع وهو جزء كبير من المركز الإسلامي الذي يبلغ مساحته 147736م2. ويرتفع الموقع بصفة عامة بنحو 2.5م عن منسوب سطح البحر، وقد اختير موقع متميز على تقاطع طريقين رئيسيين بالمنامة مع وجود مناطق انتظار قريبة من الموقع تسع 1400 سيارة، وقد درست شبكة الحركة المحيطة بالموقع بما يسمح للحركة المكثفة أثناء أيام الجمع والأعياد وكذلك الطرق المؤدية إليه في باقي أيام الأسبوع، وقد تم توفير مدخل خاص ومواقف خاصة لانتظار السيارات من شارع الملك فيصل يؤدي إلى منطقة محراب المسجد.

ولمسجد الفاتح الكبير أهمية خاصة لا تقتصر فقط على أنه أحد المعالم البارزة في دولة البحرين، بل ترجع أيضاً إلى أنه العنصر الأساسي في مكونات المركز الأساسي وقد روعي وضع تصميمات المسجد بحيث تتلائم والطابع المعماري الشهير بالبحرين وتستند أساساً إلى مبادئ العمارة العربية والإسلامية التقليدية التي تتميز بانسجام البناء، في نفس الوقت وجهت عناية خاصة لأن يكون بسيطاً ومتمشياً مع الطابع الخاص للعمارة بالبحرين والطابع العام لمنطقة الخليج. ويتكون المركز الإسلامي من المسجد ومبنى الخدمات ( يقع في الجهة الشرقية من المسجد ) ومكتبة إسلامية يتم تنفيذها في مرحلة لاحقة ويحيط بالجامع ساحة مرصوفة يتجمع بها المصلون، وقد صممت هذه الساحة بالبساطة اللازمة والمناسبة لتكون قاعدة تبرز أهمية المبنى وجلال وظيفته. وسيتم زراعة أشجار النخيل في المناطق الواقعة بين المبنى والطريقين الرئيسيين عند الحدود الغربية والجنوبية حيث تظهر عقود المبنى تلتف حول القباب والمآذن الشامخة، والمسجد له مدخل رئيسي وآخران جانبيان يوصلان من الساحة إلى الصحن مباشرة وتبلغ المساحة الكلية للصحن والإيوان 1500 متر مربع وعلى جانبي الصحن يوجد المصلى ومكتبة المسجد ويمكن الوصول إليهما من خلال ردهات المداخل الجانبية وهناك سلمان يؤديان مباشرة إلى الطابق العلوي الذي يشمل قسماً للتوعية الإسلامية وجناحاً إدارياً في الجانب الآخر.

والمسجد يسع نحو 7500 مصلي إذا أضفنا سعة الصحن إلى مساحة الحرم والسدة حيث تبلغ سعتهما 5000 مصلي، وتبلغ مساحة سدة الرجال 1050م2 وسدة النساء مساحتها 200م2 في دور الميزانين المقام على بواكي داخلية تربط بين الأعمدة الرئيسية، وترتفع المئذنة التي تقع في الركن الغربي من المسجد 69 متراً وتعتبر بذلك أعلى مئذنة في البحرين، كما يوجد ملحقاً بالمركز مصلى صغير منفصل مكيف الهواء يسع 250 مصليا وذلك لتوفير نفقات التكييف واستعمال المبنى الرئيسي في الأيام العادية، ويضم مبنى الخدمات الملحق مسكناً للإمام بالإضافة إلى الميضأة الرئيسية كذلك غرف المحولات والمولدات والأجهزة الكهربائية والمعدات الميكانيكية.

والمبنى مكسو من الخارج ببياض حجر صناعي أما التشطيب النهائي فيعتمد على استخدام الأشكال الهندسية المأخوذة من الطراز المعماري الإسلامي.

وتؤكد بساطة المعالجات المعمارية التي تنسجم مع الطابع الإسلامي المميز حيث استخدم الرخام المحفور في بعض أجزاء المسجد مثل المحراب والمنبر، كما استخدم الخشب أيضاً في الدربزينات والقواطيع الداخلية المطعمة في بعض الحالات بالزجاج الملون.

كما استخدم الرخام بتصميمات هندسية بسيطة لتغطية أرضية الصحن والإيوان الملحق به، وكذلك البوابات الرئيسية المؤدية إلى الحرم فسوف يتم تصنيعها من خشب منقوش بزخارف إسلامية.



* وزارة الأوقاف