سلطان حمود المتروك / حروف باسمة / الثاني من أغسطس في ذاكرة الأمة

1 يناير 1970 07:59 ص
فلول من الذباب الأزرق هجمت على أرض ديرتي في هذا اليوم في يوم الخميس الأسود حيث استيقظ أبناء هذه الديرة الآمنة والمطمئنة على أصوات المدافع، وأزيز الطائرات، فشاهدوا سحباً من الدخان صعدت إلى عنان السماء تنذر بهجوم من فلول هولاكو الظالمة على أرض ديرتنا الآمنة لتروع الأطفال وتسلب من الرضع الهواء فيموتون خنقاً وعاثت هذه الفلول الظالمة في ربوع ديرتنا الحبيبة فساداً وتنكيلاً، وإهانة للشيوخ الركع، وللشباب الثائرين لصد تلك الفلول الهمجية والذباب الذي لم نجد لهُ مثيلاً في الدنيا فأتى بالشباب الى منازلهم فذبحوهم أمام أعين ذويهم كالأضاحي، وكم من ثكلى ماتت على أثر مشاهدة دماء ولدها السائلة على أعتاب بيتها، وكم من أبٍ قضى على اثر مشاهدة ولدهُ وهو يقتل أمام عينيهِ.

هذه صنائع هؤلاء الفلول، فلول البغي والطغيان والظلم والاستبداد، أتوا ليظلموا جيرانهم ولم يقترف هؤلاء الجيران أي ذنب أو جريرة، كتب الله النصر لهذه الديرة الطيبة فأتى الأشقاء والاصدقاء تعاونوا من أجل القضاء على فلول هولاكو، فانتعشت هذه الديرة وانتشر في ربوعها الازدهار، وتكاتف أبناؤها من أجل نموها وتقدمها، ودوت دماء شهدائها لتكون نبراساً بالعطاء والازدهار من أجل البناء والتعمير والتنمية في جميع مضامير الحياة.

عزيزي القارئ لنتخذ من دماء الشهداء جذوة للاتحاد والتآخي والعمل الدؤوب من أجل رفعة أمنا الكويت، ولننبذ الفرقة والتشاحن والتشتيت والتشرذم بعيداً، ولنقف صفاً واحداً أمام التحديات والذين يريدون النيل من هذه الديرة الحبيبة لأن الحقد لم يزل مدفوناً، والحسد لم يزل مشحوناً، فلنقف نحن أبناء هذه الديرة الموحدة والواحدة في وجه الحاقدين ولندمر حقدهم ولنحتضن ديرتنا ديرة التنمية والتقدم والازدهار.

كويت الكويتيين تمضي سفينةً

وقد أصبحت كل البحار لها مجرى

لقد صهرتها النار حتى توقدت

ومن تحت أكوام اللظى نهضت صقرا

سيخرج من تحت الرماد محلقاً

لآفاق آتٍ نحن في سرهِ أدرى

لقد علمتهُ الريح سر اختلافها

وسر غيوم تحمل المزن والقطرا

لنصر بلادي جاءني طائر البِشرى

فجدد شوقي للغنى مرةً أخرى

رجعنا وإن كان الرجوع مقدراً

فليت لقلبٍ لا يغني لنا عذراً





سلطان حمود المتروك

كاتب كويتي