د.عبداللطيف الصريخ / زاوية مستقيمة / أنا مشتت!
1 يناير 1970
03:39 م
ماذا أكتب؟
عدد القتلى والجرحى في ازدياد مطرد، والمعتقلات ضجت بزوارها الجدد من الأحرار الذين لم يعودوا يحتملون القهر والطغيان والاستبداد، فخرجوا في مظاهرات سلمية، دون أن يرفعوا سلاحاً أو بندقية، فترصدت لهم القناصة فاغتالت أحلامهم في أن يتنفسوا الحرية في أوطانهم التي أحبوا.
ماذا أكتب؟
جماعات سياسية تتنافس على تنفيذ أجندتها السياسية، هذا إن كان لديها أجندة خاصة من الأساس، في محاولة شبه مكشوفة لوأد الثورة الوليدة، وتشتيت التركيز عن المساحات المشتركة بين أطياف الثورة، وشد الانتباه نحو ساحات المعارك الفكرية قبل أن تهدأ الأمور وتستقر، ويتم التوافق على أسس دستورية سليمة.
ماذا أكتب؟
شعب مهدد بحرب أهلية لا تبقي ولا تذر، فهي تلوح في الأفق إن لم تتدخل القوى الدولية والإقليمية، خصوصا إن علمنا أن السلاح موجود وبكميات مرعبة، والعصبيات تنتظر من يؤججها ليكتمل المشهد المأساي الدموي!
ماذا أكتب؟
والصمت الكئيب جاثم على صدر الأمم المتحدة، فلا تسمع ولا ترى ولا تتكلم، فالدم العربي لا يعنيها بشيء، فهو أرخص الدماء على الإطلاق، صمت كريه يكتم الأنفاس، صمت مريب ليس فيه ذرة من إحساس، تجاه شعوب لم تطالب إلا بحريتها، وفي المقابل نجد المؤسسات الدولية تأتي مهرولة لعمل استفتاء في السودان، وتضع حدا فاصلا بين شمالها وجنوبها.
ماذا أكتب؟
وجار الشمال يتدخل في ما نبني من منشآت على أرضنا، وتستجيب وزارة الخارجية، وتعرض مشروع ميناء مبارك على فريق عمل جاء لهذا الغرض، وكأنه يجب علينا أن نستأذن دائما لنبني مشاريعنا الحيوية المهمة من الآخرين، ورغم هذا يحرقون علم الكويت ويهتفون ضدها.
ماذا أكتب... والقلم قد اهترأ من كثرة ما أكتب وأشطب!
***
بمناسبة قدوم شهر الخيرات والبركات، أسأل الله أن يعيننا على صيام نهاره وقيام ليله، وكل عام وأنتم بخير وصحة وعافية... ومبارك عليكم الشهر.
د.عبداللطيف الصريخ
كاتب كويتي
Twitter : @Dralsuraikh< p>