| كان دائما يعود يغيب في طرق السياسة والكفاح والنضال... ثم يعود الى صاحبة الجلالة كاتبا ومدافعا وناقدا للتجربة. يغيب في منابر الجامعة معلما وموجها ومدرسا... ثم يعود الى عموده اليومي جامعا بين حرفنة المقال وقسوة الكلام. يغيب في مقاعد الوزراء والنواب مسؤولا ومشرعا... ثم يعود الى صحيفته بعد انجلاء الغبار السياسي بكتابة موضوعية لا انحياز فيها لتجربته الشخصية. ويغيب في ليل الالم الطويل معانيا وصابرا... ثم يعود الى اصدقائه واهله واحبابه وقرائه في صباحات الصحوة، متحديا المصاب، مصرا على التفاؤل بالاستمرار. امس، غاب في رحلة اخرى. وضع القدر اسمه على شهادة الرحيل. |
جاسم بودي