د. وائل الحساوي / نسمات / نصائح «ستيفن كوفي»

1 يناير 1970 11:39 م

شعرت بالحزن أني لم استطع حضور محاضرة أحد أهم المدربين العالميين الذي زارنا في الكويت وهو «ستيفن كوفي»، وسبب عدم حضوري له هو سعر التذكرة الكبير مقابل ندوة ليوم واحد، والأمر الأهم هو أن خلاصة فكر وتجارب كوفي قد سطرها في عدة كتب موجودة بين أيدينا ولعل سر نجاح كوفي هو أنه من أوائل المدربين الغربيين الذين أدخلوا النظرة الإنسانية في علم القيادة بعدما كانت في السابق مرتبطة بالانتاج والربح فقط ومبنية على نظرية «كيف نعطي الإنسان العامل ما يكفي لنحصل منه على أكبر انتاج وفـــائــــدة» كـــما ربـــط كوفي بين نظرياته القيادية والعقيدة الدينية وبين أهميتها في القيادة والعمل.

بالطبع فإن تلك النظريات هي أساس علم القيادة في الدين الإسلامي وقد سطرها الرسول (صلى الله عليه وسلم) في سيرته وتبعه الصحابة رضوان الله عليهم، ولكنها لم توضع في صورة عملية بتأصيل قيادي إلا من خلال الغرب.

وأذكر هنا فائدة كبيرة استفدتها من كتاب كوفي «العادات السبع للناس الأكثر فعالية» وهي العادة الثالثة «ابدأ بالأهم قبل المهم» والتي وضع فيها مصفوفة لإدارة الوقت ندركها جميعاً لكنا قليلاً ما نتوقف عندها في حياتنا، فقد قسم كوفي المصفوفة إلى مربع كبير فيه أربعة مربعات، كل مربع يمثل نشاطاتنا اليومية والعادية، فالمربع اليمين بالأعلى يمثل النشاطات العاجلة المهمة والذي أسفل منه النشاطات العاجلة غير المهمة، والذي بالأعلى على اليسار النشاطات غير العاجلة المهمة، والذي تحته النشاطات غير العاجلة غير المهمة.

ثم بين كوفي بأننا نقضي جل وقتنا في النشاطات العاجلة المهمة مثل الأزمات الطارئة والمشكلات الضاغطة والمواعيد والاجتماعات المفاجئة والطلبات غير المتوقعة، وكذلك في النشاطات العاجلة غير المهمة مثل كتابة تقارير لاداعي لها ومكالمات هاتفية والبريد والاجتماعات غير المهمة أما النشاطات غير العاجلة المهمة والتي تتعلق بالتخطيط والاستعداد للمستقبل والوقاية وتكوين العلاقات والتعليم فإننا نادراً ما نخصص لها الوقت الكافي بسبب ازدحام جداولنا بالنشاطات الأخرى وطغيانها على كل شيء، وهذا أمر مشاهد لدى كثير من القيادات العليا في بلداننا وهو انشغالها بالعمل اليومي واللقاءات وإطفاء الحرائق الصغيرة مما لا يدع لها وقتاً للتفكير بالأمور المهمة التي لا يستطيع غيرهم ان يضطلع بها، لذا تجد اداراتهم تضمحل وتضعف لأن التوجيه العام والتخطيط للمستقبل والنظر للأمور الكلية غير موجود لديهم، فهم قد أهملوه لأنه غير عاجل بينما نسوا بأنه مهم ومستقبل العمل ينبني عليه.

أما المربــــع الرابـــع وهــــو النشــــاطات غــــير العاجلة وغير المهمة مثل وســـائـــل إضاعــــة الوقــــت والإســـراف في الراحــــة واللهــــو والمكــــالمــــات العابرة فهي وإن كانت السمة الغالبة على شعوبنا، لكنها ليست من الأمور التي نتذرع بها لترك التخطيط للمستقبل.

هذه احدى نصائح ستيفن كوفي البسيطة ولكنها مهمة، ولديه الكثير من تلك النصائح في كتبه لمن أراد الاستزادة.


د. وائل الحساوي

[email protected]