ربطوا قانون منع الاختلاط بمشكلة القبول... عذر أقبح من ذنب ارتكب بحق من رفض قبوله في كلية الطب والكليات الآخرى التي رفض القياديون فيها رفع عدد المقبولين!
وتقدم الوزير المليفي بطلب إصدار مرسوم بإنشاء جامعة ثانية تعمل في الفترة المسائية خلال 6 أشهر... وهذا الاقتراح جميل ولكن المعطيات تدل على أن فترة الـ 6 أشهر «قوية» ولنا في جامعة الشدادية خير مثال!
لذلك، فإننا نقترح على الحكومة ما يلي:
يتم الاتفاق مع إحدى الجامعات الأميركية أو البريطانية المرموقة على إنشاء فرع لها في الكويت وتكون طريقة الإنشاء على هيئة استثمار ترصد له الميزانية المخصصة من قبل أحد صناديق الهيئة العامة للاستثمار، وفي حال الموافقة يتم الإشراف على إنشاء الجامعة من قبل جهة محايدة كي لا يتأخر الانجاز كما هي الحال في جامعة الشدادية!
ولا بأس أن تعمل الجامعة الجديدة بالمنهجية نفسها المتبعة في الجامعات الأميركية والمتمثلة في الآتي:
الفترة الصباحية.
الفترة المسائية Evening School ) 5 - 9 ).
فترة نهاية الاسبوع 9 صباحا - 1 ظهرا ( Weekend School).
وعلى الداعمين لهذا التوجه مراعاة وجوب منح فترة 6 أشهر لدراسة اللغة تختتم الفترة بمواد خاصة بكيفية إعداد وكتابة التقارير والواجبات كي نقضي على كارثة الدروس الخصوصية والتقارير المكتوبة «بخشم الدينار»!
السؤال الذي تستدعي الضرورة الإجابة عنه هو: ما السبب الرئيسي وراء ظهور مشكلة القبول، وما دور الجامعات الخاصة في المساهمة في حل مشكلة القبول، وهل هناك علم مسبق في عدد الخريجين؟
والسؤال المتصل بسوق العمل هو: هل مخرجات الجامعة والتطبيقي متماشية مع احتياجات السوق خاصة واننا حسب ما جاء في خبر الجامعة الثانية ان تخصصات التربية لن تكون متاحة في الجامعة الجديدة مع العلم أن هناك أعدادا هائلة من المدرسين العرب يتم توظيفهم في مدارس الكويت بمختلف المراحل؟
ما نفهمه من مقترح الجامعة الجديدة «أم الستة أشهر» يدل على أن الأمر لا يتعدى كونه اقتراحا جاء كردة فعل لامتصاص غضب النواب!
الحاصل ان استراتيجية التعليم العالي غير مفهومة و«الدكاكين الجامعية» لها مؤيدون كثر على الرغم أن التحصيل العلمي لا يرقى إلى المستوى المطلوب ومعظم تلك «الدكاكين» لا تجد من يوظف خريجيها في تلك البلدان ونخشى أن تأتي الجامعة الثانية «كدكان آخر»!
والحاصل الأهم فيما نستنتجه من قضية القبول اننا لا نملك القاعدة القيادية التي تفهم الوضع القائم، ولا تستطيع قراءة احتياجات سوق العمل حتى وإن جاؤوا بجامعة ثانية وثالثة لأن القاعدة القيادية تشترط توافر فكر برؤى سليمة وهو غير معمول به في الكويت... والله المستعان!
تركي العازمي
كاتب ومهندس كويتي
[email protected]