د. وائل الحساوي / نسمات / شبيك لبيك... جامعة جديدة بين يديك

1 يناير 1970 01:32 ص
فجأة ومن دون مقدمات أصبح حلم الجامعة الثانية حقيقة ومن دون تخطيط أو تجهيز، ففي خلال ستة أشهر ستكون الجامعة التي مر علينا 45 سنة ننتظرها (منذ عام 1966 عندما تأسست جامعة الكويت) جاهزة للخروج إلى الوجود واستيعاب الأعداد التي لم تجد لها مكانا في جامعة الكويت.

لا شك أننا نرحب بإنشاء عشر جامعات وليس جامعة واحدة ولكن ضمن منظومة متكاملة تأخذ بالاسباب من التخطيط إلى البناء إلى توظيف اعضاء هيئة التدريس والاداريين والاعتراف الأكاديمي، أما الفكرة المطروحة باستغلال امكانات جامعة الكويت القائمة عن طريق استخدام مبانيها ومختبراتها والاستعانة بمدرسيها وإدارييها، فهذه ليست جامعة ثانية وإنما ايهام بايجاد الحلول وترضية للأهالي والنواب الغاضبين لعدم قبول ابنائهم وبناتهم في الجامعة، فجامعة الكويت كما هي هيئة التعليم التطبيقي يمتد الدوام فيها إلى الساعة الثامنة مساء، ويقوم مدرسوها بحمل جداولهم كاملة اضافة إلى الساعات الاضافية، وينتدبون الكثيرين من الاماكن الأخرى، فكيف سنؤسس جامعة ثانية بالاستعانة بهم؟!

في تصوري بأن هنالك حلولا ممكنة لتلك المعضلة إلى ان نؤسس جامعة حقيقية وهي:

أولا: رفع النسبة المئوية للقبول في الجامعة، وهذا القرار وإن كان غير شعبوي وسيواجه بغضب نيابي لكنه يمثل حاجة لابد من تحقيقها ولاسيما ان وزارة التربية قد بالغت في رفع نسب النجاح في الثانوية العامة خلال السنتين الماضيتين.

ثانيا: الهيئة العامة للتعليم التطبيقي لديها امكانات كبيرة لتقديم التعليم الجامعي للحصول على درجة البكالوريوس، ولكن مشكلتها في وزراء التعليم العالي السابقين، القادمين من الجامعة والذين يرفضون اتاحة الفرصة للكليات لتقديم دراسة البكالوريوس، واضرب مثلا بكلية الدراسات التكنولوجية التي يقارب عدد اعضاء هيئة التدريس فيها 500 عضو منهم نحو 150 دكتورا و160 (ماجستير) من خريجي الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا واستراليا، ولدى الكلية مختبرات وورش تضاهي ما لدى كلية الهندسة بجامعة الكويت، وقد كان مشروع تقديم برنامج البكالوريوس في الهندسة التكنولوجية قائما منذ عهد الدكتور حسن الابراهيم عام 1986 وشكل لذلك لجانا عملت على تطبيق البرنامج- دون إلغاء نظام الدبلوم- ولكن الوزراء المتعاقبين كانوا يضعون العصا في الدولاب.

ثالثا: هنالك حل قد يلقى معارضة من بعض اعضاء هيئة التدريس في الجامعة وفي الهيئة، ولكنه من باب الضرورة وهو زيادة العبء التدريسي لعضو هيئة التدريس مرة ونصف المرة- على سبيل المثال- إلى ان نجد الحلول، وبذلك يزداد استيعاب الجامعة إلى النصف.

رابعا: زيادة البعثات الداخلية والخارجية وبالتالي تشجيع الجامعات الخاصة على الوقوف على رجليها وتقديم تعليم أفضل والتدرج في تحويل مهمة التعليم إلى القطاع الاهلي كما تفعل جميع الدول.



لا تضطهدوا خطباء المساجد

غريب موقف وزارة الأوقاف من خطباء الجمعة وتوقيفهم بسبب تعرضهم للنظام السوري المتهاوي الذي يبطش بشعبه دون هوادة، فإن لم ينتصر خطباء الجمعة والدعاة وعامة الشعب لاخوانهم المضطهدين فمن ينتصر لهم؟! اما الاحتجاج بأن ذلك يخالف رسالة المسجد المكتوبة فان الواجب هو تغيير تلك الرسالة بحيث تخدم الرسالة الحقيقية للمسجد لا أن نضطهد خطباءنا من أجل نظام قمعي لا يبالي بشعبه.

لقد ضربت دولة قطر مثالا يحتذى به عندما قطعت العلاقات الديبلوماسية مع سورية تضامنا مع الشعب السوري ودفاعا عن حرية الإعلام بانتقاد الظلم القائم هناك.





د. وائل الحساوي

[email protected]