الحقيقة / الشخصية السيكوباتية

1 يناير 1970 05:55 ص
| حسين بن حيدر |

الشخصية السيكوباتية هي باختصار أسوأ الشخصيات على الاطلاق، وهي أخطر الشخصيات على المجتمع والناس، هي شخصية لا يهمها الا نفسها وملذاتها فقط، بعضهم ينتهي الى السجون وبعضهم يصل أحياناً الى أدوار قيادية في المجتمع نظراً** لأنانيتهم المفرطة وطموحهم المحطم لكل القيم والعقبات والتقاليد، والصداقات في سبيل الوصول الى ما يريد!... «أعوذ بالله».

هذا الشخص هو الانسان الذي تضعف لديه وظيفة الضمير، وهذا يعني انه لا يحمل كثيرا في داخل مكونات نفسه من الدين أو الضمير أو الأخلاق أو العرف، وبالتالي فاننا نتوقع أن مؤشر المحصلة سيكون دائما في حالة من الميل المستمر نحو الغرائز ونحو تحقيق ما تصبو اليه النفس، وحتى دون الشعور بالذنب أو التأنيب الذي يشعر به أي انسان اذا وقع في منطقة الخطأ، وهو عذب الكلام، يعطى وعوداً كثيراً، ولا يفي بأي شيء منها عند مقابلته ربما تنبهر بلطفه وقدرته على استيعاب من أمامه وبمرونته في التعامل وشهامته الظاهرية الموقتة ووعوده البراقة، ولكن حين تتعامل معه لفترة كافية أو تسأل أحدا من المقربين منه عن تاريخه تجد حياته شديدة الاضطراب ومليئة بتجارب الفشل والتخبط والأفعال اللاأخلاقية ويرى الاطباء ان البلطجية والمجرمين هما نتاج الشخصية السيكوباتية.

ويوجد نوعان من الشخصيات السيكوباتية:

1 - السيكوباتي المتقلب العاجز... وهو كثير الشبه بالشخصية العاجزة ولكنه يزيد عليها الأنانية المفرطة، فهو لا يستقر على عمل، ويتخلل أعماله المشاجرات والمشاحنات، وقد تتعدد زوجاته دون تحمل أي مسؤولية لرعايتهن، أو الاخلاص لأحد غير نفسه ولذته، وعلى الرغم من الحماس والعاطفة التي يظهرها الا أنها سرعان ما تتبخر مع قضاء مراده!

2 - السيكوباتي العدواني المتقلب الانفعال... وهو أقل شيوعاً من النوع الأول وأكثر منه سوءاً، على سوء الأول، لأنه قد يدوس على كل شيء في سبيل تحقيق ما يريد، بما في ذلك القتل، ولا يهمه مصائب الآخرين أبداً ما دام بعيداً عنها، وله ذكاء خاص يتحايل به، وقد ينجح بعض هؤلاء في الوصول الى بعض المناصب الكبيرة نظراً لانتهازيتهم وذكائهم الذي لا يعبأ بأي خلق ولا يتورع عن أي عمل يوصله لما يريد.

ويكاد يستحيل علاج الشخصية السيكوباتية الكاملة. وقد وضعت انكلترا منذ سنتين تقريباً قانوناً باحتجاز كل من ثبت أنه «سيكوباتي» لدفع ضرره عن المجتمع.

فالشخصية السيكوباتية مثلها مثل بقية أنواع الشخصيات المختلفة تبدأ ملامحها في الظهور منذ الصغر، فنرى الطفل السيكوباتي منذ نعومة أظافرة يسرق ويكذب ويحتال، ويوقع بين الأطفال ويسعى الى المشاجرة والعنف والايذاء حتى للحيوانات الأليفة وشيئا فشيئا يكبر هذا الانسان وتزداد لديه هذه الصفات ترسخا بحيث يصبح الكذب لديه شيئا ثابتا في حياته ونمطا في سلوكه، حتى وان كان لا يعود عليه بأي فائدة أو يحميه من العقاب، فهو يكذب لمجرد الكذب ويسرق من الأشياء البسيطة الى العظيمة وينافق ويتسلق على ظهور الآخرين ويسعى لايذاء الذين من حوله حتى يفسح الطريق لنفسه، ويرضي غرائزه ونزعاته وفوق ذلك فهو لا يشعر بالذنب تجاه أي فعل يقوم به أو أي ضرر يلحق بالآخرين لأنه يعيش في هذه الدنيا بمنطق أنا ومن بعدي الطوفان، وهذه الأنماط بالطبع توجد حولنا في كل مكان، ولكن هذا بالطبع لا يعني أننا يمكننا تصنيف الناس بهذه السهولة الى سيكوباتي أو غيره وأكثر من ذلك فاننا يجب أن نعي أننا لا يمكننا أن ندفع عن أنفسنا هذه الصفة ولكن علينا أن نعي أيضا ان كل انسان منا لديه قدر من السيكوباتية بدرجة ما، يريد بها أن يحقق نوازعه ورغباته ولكن اغلبنا يستطيع أن يسيطر عليها ويتجنبها في كثير من الأحيان، ولكن اذا راجعنا سلوكياتنا فسيكتشف البعض منا أننا جميعا نحمل في أنفسنا بعضا من هذه الصفة لبعض الوقت وان علينا أن نكون أمناء مع أنفسنا وان نحدد هذه الأوقات التي نتحول فيها جزئيا الى سيكوباتيين وان نقوم هذه الصفة في النفس وذلك من خلال تدعيم الدين والأخلاق والأعراف التي تساهم في زيادة قوة الضمير ونعيش حياة واقعية ومرتبطة بشكل صحيح في الواقع ونقلل من أمور غرائزنا ونوازعنا.

هذه الشخصية السيكوباتية ولكن الأخطر من هذه الحالة هو ان تجتمع الشخصية السيكوباتية مع الشخصية السادية «التلذذ بايذاء الاخرين»، فعند اجتماع هاتين الشخصيتين فان نسبة الجرائم والقتل تزيد اكثر من الحالة الاولى والله يحفظ المجتمع من هذه الشخصيات.