محطة / شعراء شبّان في مصر لـ «الراي»: نبحث عن «الأب»... ولم نجده
1 يناير 1970
02:26 م
| القاهرة- من تامر الدريدي |
«نحن جيل بلا آباء»... مقولة قديمة بدأت تعرف طريقها بين الأدباء الشباب، خصوصا الشعراء منهم، وهي المقولة التي سبق أن قالها أدباء السبعينات ليعلنوا من خلالها تمردهم على جيل الستينات، وعلى عكس السبعينيين الذين رفضوا الأبوة حاول أدباء الجيل الحالي البحث عن أب فلم يجدوا حتى بين شباب المبدعين، الذين حققوا قدرا من الشهرة، كما حدث مع الشاب محمد حلبي الذي طلب من الشاعر هشام الجخ ثلاثين ثانية يُسمعه فيها قصيدة فرفض، فكتب حلبي قصيدة بعنوان «ثلاثون ثانية»... هذا الجيل الباحث عن الأب قرر موته لأنه لم يستطع الحصول عليه.
«الراي» ناقشت هذه الظاهرة مع عدد من الشعراء المصريين من مختلف الأجيال.
الشاعر الكبير أحمد عبدالمعطي حجازي قال: ليس صحيحا أن هذا الجيل له آباء بلا أبناء، فمن حق المصريين جميعا أن تكون لهم فرص لتقديم إبداعاتهم، وأنا شخصيا في بيت الشعر استمعت إلى عدد من الشعراء الشباب، ووجدتهم بمستوى مبشر جدا ومطمئن على المستقبل، وهؤلاء الشباب سيقدمون إضافة جديدة للشعر، ونحن نعقد صالونا شهريا بالمجلس الأعلى للثقافة نستمع فيه للشعراء الشباب، لكن كي تكتمل المنظومة لابد أن تكون هناك منابر أخرى للشباب كمجلة أو صحيفة تنشر الأعمال التي تستحق النشر.
وأضاف - في تصريحات لـ «الراي»: يجب أن تفتح الجامعات أبوابها لإقامة الندوات والأمسيات، كذلك لابد من تفعيل ذلك في قرى مصر وربطها بالعاصمة.. لتصعيد تلك المواهب ومساندتها، وعلى الشباب أن يعوا أن الوصول السريع إلى القمة يعني أيضا السقوط السريع، فيجب عليهم ألا يتخذوا من أحد قدوة إلا من يستحق، فأحيانا يكون الحماس لأشخاص بغير حق.
أما الشاعر شعبان يوسف فقال: إذا كان هؤلاء الشباب يقصدون أشخاصا بعينهم فهم مخطئون، وليس لديهم الحق فيما قالوه أننا الآن نعيش جيل أبناء بلا آباء، لأن ما قاله محمد حافظ رجب في السبعينيات كان له بعض الحق فيه، أما الآن فهناك أماكن كثيرة تفتح ذراعيها للشباب مثل أتيلييه القاهرة وورشة الزيتون وصالون علاء الأسواني وبيت الشعر وغيرها من الأماكن.
الشاعر عبدالمنعم رمضان قال: إن ما حدث لا يمكن اعتباره بأي حال من الأحوال سلوكا عاما، ولا يمكن أن نتخذ من شاعر جعلته ظروف الثورة والهياج نجما لبعض الوقت قاعدة لبقية الشعراء، أنا لا أحب أن أتكلم عن هشام الجخ ولا حتى عن فاروق جويدة حتى لا أهين نفسي، إنما أجزم بأن هؤلاء الشباب أخطأوا في توجههم، وأبات أجزم أن هؤلاء الشباب ليست لديهم إمكانيات شعرية، إنما أرادوا فقط أن يسرقوا الأضواء.
وعن الشعر أثناء وبعد الثورة قال: معظم ما ظهر أناشيد ولدتها حركة الهياج، لكن لم تظهر قصائد حقيقية، فبالرغم من عظمة ثورة 25 يناير فإننا حتى الآن لم نجن ثمارها.
الشاعر سيد حجاب قال: من حق كل الشباب الطامح أن يجد المنابر لتصل أصواتهم للجماهير، لكن المشكلة في مصر أن تلك المنابر كانت خاضعة لفئات بعينها، ولم يكن المكيال هو الموهبة لكن القرابة والصلة بتلك الفئات.
وأضاف: ثورة 25 يناير لم يظهر تأثيرها المنشود حتى الآن، لا على المستوى السياسي ولا على المستوى الثقافي، فهي تحتاج لوقت طويل لكي تختمر وتنتج فكرا سياسيا وثقافيا.
الشاعر محمد إبراهيم أبوسنة.. طلب من كل شاب موهوب أن يحترم موهبته وينميها ولا ييأس، فحتما ستراها الشمس يوما حتى إن لم ينصفه البعض.