لغة الأشياء / مجلة الكويت... هل من أمل؟!
1 يناير 1970
06:06 ص
| باسمة العنزي |
حقيقة لا أعرف ما سر تمسك وزارة الإعلام والمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بإصدار بعض المطبوعات الباهتة التي لا يتلقفها القارئ ولا تحقق ربحية وفي الوقت نفسه أصبحت تمر من خلالها الكثير من عمليات التنفيع؟!
قبل أسابيع تطرقت لجريدة الفنون ومشكلة تكرر المواضيع للأشخاص أنفسهم، في كل موضوع يتم تعديل اسم الكاتب نفسه، وتساءلت عن دور هيئة المستشارين الذين لا دور لهم - على ما يبدو - سوى تسلم مكافأة نهاية العام المجزية لمطبوعة لا ناقة لهم فيها ولا جمل، ولا نعلم ان كانت مكافأة هذا العام ستصل لهم رغم انقطاع المطبوعات تسعة أشهر أم لا؟ عموما لم يصلني أي رد كما حدث سابقا مع موضوع المكتبة الوطنية، التي تم افتتاحها في احتفال العيد الوطني من قبل صاحب السمو أمير البلاد ولم ينقل لها أي كتاب حتى اليوم ومازالت مغلقة بسلاسل حديد!
مجلة «الكويت» تعاني المأزق نفسه، لكن بشكل آخر! فمن إدارة قديمة للمجلة مستمرة لعقود من دون أي تغيير أو تدوير ثابتة في مكانها الى ماشاء الله، الى مواد منشورة غير جذابة للقارئ وكأن كُتّابها يعلمون أن لا قارئ لمجلة الكويت، لذا بإمكانك أن تقرأ للبعض أكثر من موضوع في العدد نفسه، وتجد أيضا أوراق عمل شارك فيها بعض الكتاب في ندوات أو مهرجانات ثقافية محلية في الأعوام السابقة ويتم نشرها كمواضيع دون اشارة لذلك، أو أن تقرأ تحقيقا تم إعادة موضوعه عشرات المرات، أو أن تعثر على مواضيع تصلح لمنتديات الانترنت أكثر منها لمجلة صادرة عن وزارة الإعلام.
الغريب في مجلة الكويت هو قدرتها المذهلة على استقطاب كتاب عرب جدد خصوصا قطرين من كل العالم العربي، أسماء جديدة لم أقرأ لهم من قبل وجدتهم مجتمعين على الخير وهواية الكتابة، لا أعرف أيا منهم ولم أقرأ لهم في أي مطبوعة أخرى، ويبدو أن مجالات عملهم مختلفة، فالمجلة لا تضع تعريفا ولو مختصرا بضيوفها الأعزاء الذين اكتشفتهم فجأة، ولا نعلم ما الرابط بين أصحاب المواهب الواعدة وكيف عثروا على فرصتهم في النشر في مجلة عدد كتابها المحليين من الجدد في الساحة الثقافية لا يتجاوز الاثنان حسب العدد الأخير بين يدي؟!
مجلة الكويت في عددها الأخير موضوع لفت انتباهي وهو أجمل ما في العدد الباهت بعنوان «الأمل... عملية ورسالة رحمة» وهنا استعير كلمة الأمل وأمررها لوكيل الإعلام المساعد لشؤون المطبوعات والصحافة منيرة الهويدي، هل هناك أمل في تطوير مجلة توقفت بها عقارب الزمن ولم تعد سوى مركز لتصدير المكافآت والهبات وتبادل المصالح؟ ما خطة التسويق التي تقدمها المجلة؟ وما خطة العمل للخروج من حالة الركود واللامبالاة في تحرير أعدادها المفتقدة للصبغة المحلية؟ لماذا لا يكون هناك مشاريع ثقافية مصاحبة للمجلة، كما هي حال مجلة «العربي» مع ملاحظاتنا الكثيرة على مجلة العربي؟ إن لم يكن هناك أمل... الأفضل أن توقف وزارة الإعلام الهدر المالي، فما حاجة القراء لمجلة بلا طعم ولا رائحة تقدم باردة على طبق من الملل، فقط من أجل الاستمرارية ولوجود الجهة الممولة المشرعة خزائنها للقاصي والداني؟!