المفتشون فتحوا لـ«الراي» دفتر المعاناة... يعملون في شبرات «كيربي» تصدم أعين القادمين والمغادرين

جمركيو منفذ السالمي... عساكم سالمين!

1 يناير 1970 05:54 م
| كتب ناصر الفرحان |

مع شد اليد على أيادي رجال الادارة العامة لمكافحة المخدرات الذين لا يفوتون مناسبة دون تأكيد إحكام السيطرة على تجارة الممنوعات ومنع دخولها من منافذ البلاد، لابد من تسليط الضوء على رجال المنافذ البرية ومن ضمنها منفذ السالمي الذي زارته «الراي» في جولة لتفقد اوضاعه ومشاكله لاسيما في موسم السفر، حيث يؤكد مفتشون افتقادهم لأجهزة تفتيش حديثة تساعدهم في كشف الاشياء المهربة بالسرعة المطلوبة سواء مخدرات او اسلحة او غيرها، وهم يعتمدون في ضبط هذه الممنوعات على «الفراسة»، وكلاب الاثر، فهل الكويت عاجزة عن توفير الاجهزة الحديثة المعمول بها في دول العالم لمفتشي الجمارك؟

ليست اجهزة التفتيش المشكلة الوحيدة التي تواجه رجال الجمارك في هذا المنفذ وربما غيره، فهؤلاء رغم انهم «خط الدفاع الأول عن الوطن» يعملون في شبرات من الكيربي تصدم اعين القادمين والمغادرين من البلاد ولا يتمتعون بأبسط الخدمات، فالمفتش يقطع 5 كيلو مترات في الجانب السعودي بعد المرور بجواز سفره لكي يشتري احتياجاته من مأكل ومشرب وغيره لأن اقرب مركز او جمعية على الاراضي الكويتية تبعد عنه اكثر من 100 كيلو متر وتحديدا في الجهراء.

ومنذ 30 عاماً أقر لرجال الجمارك بدل طريق قيمته 25 ديناراً وبدل طعام 25 ديناراً، ومن يومها لم تطرأ زيادة عليهما رغم الغلاء المتزايد، لذا يأملون في اخراج الكادر «المحبوس» في ادراج الخدمة المدنية ليرى النور وينهي معاناتهم، مطالبين كذلك بزيادة اعداد المفتشين ليواجهوا الزحام «الرهيب» خلال مواسم السفر حيث يعمل المفتشون 48 ساعة متواصلة عبر 7 كبائن ومع ذلك لاينجحون في كسر حدة الزحام لقلة اعدادهم، مشيرين الى اهمية توافر العنصر النسائي للتعامل مع المسافرات وتقليل الوقت المستغرق في انهاء اجراءاتهن... والمزيد في السطور التالية:



البداية كانت مع مساعد مراقب جمرك السالمي فهاد العجمي، يقول: ان مهمتنا هي التوثيق والتفتيش للسيارات الداخلة للكويت، بالاضافة الى سيارات الشحن وكل ما يرد الى البلاد بالاضافة الى قسم المغادرة والمسؤولين عن سيارات المغادرة بجميع انواعها واشكالها.

واشار الى ان التفتيش يشمل السيارات للتأكد من خلوها من الممنوعات او الهاربين الممنوعين من السفر أو أولئك الذين لا يحملون الاوراق الخاصة بذلك، بالاضافة الى التأكد من صلاحية دفتر السيارة ومطابقة رقم الشاصي مع المسجل في الدفتر وان السيارة باسم المسافر او وجود توكيل للسائق. كما ان هناك قسم الشحن للسيارات المغادرة ومسؤوليته التأكد من البيانات الجمركية ومطابقتها مع بيانات الشاحنة والبضائع المحمولة عليها، ويعمل في النوبة الواحدة قرابة 45 موظفاً بمختلف مسمياتهم الوظيفية.

وذكر العجمي انه في فصل الصيف وموسم السفر يستمر العمل على مدى 24 ساعة لعدم تعطيل اي مسافر، مشيراً الى ان عدم تفهم بعض المسافرين لعملنا يدخلنا في مشاكل مع العلم ان عملنا الاساسي هو خدمة المسافرين، ولكن ليس على حساب امن الوطن والمواطنين لانه يجب علينا التأكد من سلامة المركبة والاوراق، ومع ذلك نتحمل على انفسنا في محاولة ارضاء الجميع وانجاز معاملاتهم في اسرع وقت، مؤكداً بأنه لايوجد هناك اي تأخير طالما ان الاوراق كاملة سواء للمسافر او للسيارة مثل صلاحية جواز السفر ووجود الفيزا وضرورة وجود جواز سفر للاطفال الذين لاتحمل بطاقاتهم المدنية الكويتية صورة لهم، حيث ان دول الخليج لا تستقبلهم الا بوجود صورة في البطاقة المدنية او وجود جواز السفر بالاضافة الى وجود «تربتك» للمقيمين.

وطالب العجمي بزيادة عدد المفتشين الجمركيين، خصوصاً في اوقات العطل والمناسبات والتي تصل اعداد السيارات فيها الى المئات في كل نوبة عمل، بالرغم من وجود 7 كبائن عاملة بوقت واحد، ولكن الزحمة تبقى باقية ان لم يزد عدد المفتشين بالرغم من حرمان المفتشين من الاجازات لخدمة هؤلاء المسافرين ولكن لرجل الجمارك ولأولاده الحق في التمتع بالإجازة الصيفية كحال موظفي الدولة عموما، وهذا ما يدعو إلى فتح باب قبول المفتشين الجمركيين فبدلا من استقبال 50-70 فردا سنويا ارفع السقف إلى 150-200 مفتش جمركي، خصوصا مع توسع المنافذ وكثرة حركة السفر في الصيف والشتاء وقرب افتتاح مركز الحماطيات، كما أعلن عنه من قبل مجلس الوزراء.

كما طالب العجمي بزيادة بدلات الموظفين التي عفى عليها الزمن وسرعة اقرار كادر موظفي الجمارك حيث يعتبر رجل الجمارك هو «خط الدفاع الأول لحماية الكويت»، وان اكرامه واجب على الوطن.

وكشف فهاد العجمي ان المركز وخلال الفترة من 2011/1/1 وحتى 2011/6/30 قد استقبل 215029 سيارة صالون و8806 شاحنات دخلت البلاد خلال الفترة المذكورة، بالإضافة إلى مغادرة 233736 سيارة صالون و(21596) شاحنة من المنفذ خلال الفترة المذكورة، وهذا يوضح حجم العمل الكبير والدور الفعال لرجال الجمارك للقيام بدورهم على أكمل وجه من خلال تفتيش هذه السيارات ومطابقة البيانات الجمركية على البضائع المحمولة عليها بالنسبة للشاحنات.

وأوضح العجمي ان وجود كبائن خاصة للعائلات يقلص من الزحمة، حيث ان وقوف السيارات في الساحة ما بين الجمارك والجوازات ونزول النساء لمكتب «التطبيق» والانتظار يربك العمل ويغلق الساحة وقت الزحمة، ولذا فقد اجتمعنا مع وزارة الداخلية لتوفير موظفات يقمن بالتطبيق وختم الجواز في الوقت نفسه دون داع لانزال النساء والانتظار وهذا الأمر مطبق في دول الخليج مثل قطر.

وذكر العجمي ان من معاناة رجل الجمارك في منفذ السالمي هو عدم وجود مكاتب واستراحة خاصة تليق به وتوفر له الراحة، ومع قيام الادارة ببناء مكاتب الآن إلا ان التصحيح الهندسي غير لائق ولا يوفر الراحة، وأبسط مثال على ذلك سوء التخطيط الهندسي ووجود أعمدة في وسط الصالة والمكاتب، بالإضافة إلى عدم وجود أجهزة للتفتيش بيد الموظف، وهذا يجعله يعتمد على «فراسته» وخبرته في التفتيش والاعتماد على كلاب الأثر الذي سيتم افتتاح مكتب خاص لها في نوفمبر المقبل في مركز جمرك السالمي لتكون قريبة منا وقت الحاجة.

ومن المفارقات العجيبة التي ذكرها فهاد العجمي ان موظف منفذ السالمي سواء من وزارة الداخلية أو الجمارك يأتي للدوام بصحبة جواز السفر حيث يوفر احتياجاته من السوبر ماركت الموجود في الجانب السعودي ويبعد نحو 5 كيلومترات من منفذ السالمي، بينما أقرب مركز أو جمعية في الكويت تقع في الجهراء وتبعد 100 كيلومتر عن السالمي، كما ان مركز الإطفاء يبعد 50 كيلومترا عن السالمي وفي حال حدوث مكروه يشب حريق ويطفأ وسيارات المطافئ لم تصل بعد، بالرغم من احترامي وتقديري لعملهم ولكن طول المسافة لا يساعد في سرعة الانقاذ، بالاضافة إلى انعدام النظافة في المركز لعدم وجود مركز بلدية يتابع عمله فتجد النفايات في كل مكان ونضطر إلى الاتصال بمركز الجهراء لتوفير عمال نظافة وآليات لتنظيف المركز.

وناشد وزارة الأشغال تنظيف طريق السالمي من الكثبان الرملية حيث انها توفر آلية واحدة فقط لتنظيف الطريق ومسافته (120) كيلومترا، بالرغم من سوء الأحوال الجوية.

وأكد العجمي ان التنسيق واضح ومستمر مع رجال وزارة الداخلية والاجتماعات مستمرة معهم لتوفير مناخ صحي للعمل في ما بيننا، وان بعض المشاكل التي تحصل هي تصرفات فردية والحمد لله انها لم يحصل عندنا في مركز السالمي أي حادثة وعملنا مستمر بروح الفريق الواحد.

وناشد العجمي رئيس مجلس الخدمة المدنية بتقدير عمل رجال الجمارك ومدى الاغراءات التي يتعرضون لها من المهربين وألا تبقى مطالبهم حبيسة الأدراج أو التعامل مع الكادر «كورق» بل طالبه بتشكيل فريق عمل وزيارة كل مراكز الجمارك وفي أي وقت يشاء لمعرفة معاناة رجال الجمارك، وما الدور والأعمال التي يقومون بها على أرض الواقع وتلمس معاناتهم والاطلاع على احتياجاتهم عن قرب، وحتى يتعامل مع هذه المطالب بصدق ويكون هو العون لنا بعد الله في اقرار الكادر وان الأمل كبير في معاليه.

من جانبه، أكد مسؤول نوبة (أ) عطاالله الشمري ان موظف الجمارك في جميع المنافذ البحرية والبرية والجوية هم «حماة الوطن والمدافعون عنه»، لمنع أي محاولة لتهريب الممنوعات وحماية المجتمع منها بجميع أشكالها، مشيرا إلى ان هناك معاناة ومطالب لهؤلاء الرجال وأهمها مساواتهم في اللجنة الرباعية لأن العمل واحد والمسؤولية تقع على الجميع، ومن حق رجال الجمارك مساواتهم بالعسكريين حيث ان عملنا عسكري بطابع مدني.

وأضاف الشمري ان من أهم هذه المطالب هو اقرار الكادر الخاص بنا والذي يشمل البدلات والعلاوات التي عفى عليها الزمن حيث ان بدل الطريق يقدر بـ 25 دينارا وأقر منذ ثلاثين عاما وبدل الطعام يقدر بـ (25) دينارا بالرغم من الغلاء الفاحش الذي وجد بعد 30 سنة من اقرار هذا البدل والمفارقة بأن بدل الطريق في وزارة الداخلية، وزملاؤنا في العمل يتقاضون (70) دينارا بدل طريق بالاضافة إلى المطالبة بتحسين سكن الموظفين واختيار الزي المناسب والخام الجيد، خصوصا ان عملنا في اجواء سيئة سواء في الصيف أو الشتاء، بالاضافة إلى صرف بدل خطر وعدوى لحماية صحة رجل الجمارك.

ويؤيده مشعل غانم بضرورة صرف بدل خطر لما يلاقيه رجل الجمارك من خطورة أثناء تفتيش البضائع بما تحمله من مواد قد تؤثر على صحته، بالاضافة إلى عدم وجود أجهزة تفتيش دقيقة تحمي المفتش من خطورة المواد خصوصا السلاح والمواد المخدرة و الحشيش وبعض انواع السحر، وكلها مؤثرة في صحة ونفسية رجل الجمارك ومن حقنا المطالبة ببدل عدوى وبدل خطر.

وأجمع المفتشون، فواز مطلق ومحمود المتروك وحمد البلوشي وعبدالعزيز شعف وسليمان ياسين ومفلح المطيري على ضرورة الاهتمام بمنفذ السالمي كواجهة حضارية للبلاد، ومن غير المعقول ألا توجد دورات مياه لخدمة المسافرين أو سوبرماركت لأخذ احتياجاتهم، بل ان المركز يفتقد إلى أي مظهر جمالي مناسب لكونه مدخل الكويت وواجهتها، بالاضافة إلى عدم وجود مركز صحي ومركز اطفاء لخدمة المسافرين، وكذلك يفتقد المبنى إلى أي وسيلة من وسائل الترفيه للموظفين خصوصا ان الدوام 48 ساعة متواصلة، بالإضافة إلى ضرورة الاهتمام بالعنصر النسائي وتوفير الخدمات الخاصة بهن خصوصا في ما يتعلق بالسكن الملائم.



مطالب العاملين

في منفذ السالمي




- زيادة عدد المفتشين الجمركيين.

- توفير أجهزة كشف على السيارات.

- صرف بدل عدوى.

- صرف بدل شاشة.

- زيادة بدل الطريق.

- توفير مركز صحي في المنفذ.

- توفير جمعية أو سوبرماركت لتلبية احتياجات الموظفين والمسافرين.

- صيانة جذرية لمنفذ السالمي ليكون واجهة حضارية للبلاد.

- عمل كبائن خاصة للعوائل «للتطبيق» بدل الوقوف والنزول وسط هذه الأجواء السيئة.

- مركز إطفاء خاص بالمركز.

- ضرورة وجود دورات مياه لخدمة المسافرين.

- عدم وجود أي مظهر جمالي للمركز.

- الاهتمام بالعنصر النسائي وتوفير الخدمات الخاصة بهن مثل السكن والمواصلات.



عجرات وسكاكين



أثناء جولة «الراي» في منفذ السالمي تم العثور على عجرات وسكاكين في أربع سيارات سبورت داخلة إلى الكويت، وقد تمت مصادرتها مع أخذ تعهد على أصحابها بعدم ادخال السلاح الأبيض.



دور توعوي لموظف الجمارك



لاحظت «الراي» أثناء جولتها في منفذ السالمي أن الموظف بعد انجاز وتفتيش أمتعة المسافر يحذره من الطريق حيث لا توجد أي خدمات على طول طريق السالمي، من طبابة أو سوبرماركت أو محطة بنزين أو بنشر وعلى مسافة 120 كيلومترا، بالاضافة إلى وجود الكثبان الرملية والحيوانات السائبة ما يجعل المسافر يعيش في قلق وخوف طوال مسافة الطريق حتى وصوله إلى الجهراء.



شكر خاص



شكر خاص لمدير المكتب الإعلامي في الإدارة العامة للجمارك مبارك القطان ومساعده سعود المقهوي ولمسؤولي النوبة (أ) في جمرك السالمي على جهودهما المخلصة وتفانيهما في عملهما وتسهيل مهمتنا الصحافية... كفو وكثر الله من أمثالكما.