حسين علي العتال /أين وزير الداخلية من التدخين في مطار الكويت الدولي؟

1 يناير 1970 07:17 ص

مطار الكويت الدولي هو الواجهة الاولى التي يمر بها اي مسافر او قادم إلى دولة الكويت، وانا كمواطن اجد نفسي اشعر بالضيق والاسى والاسف واللوعة والمرارة والكدر من قيام اخواننا الكويتيين، واخص منهم منتسبي وزارة الداخلية وادارة الجمارك الذين يفترض بهم القيام بتطبيق القانون واحترام الزي الرسمي الذي يرتدونه، اذ انهم يمثلون جهة حكومية يفترض بها ان تكون رادعة لمن تسول له نفسه التعدي على القانون وحفاظا على سلامة المواطن والمقيم من تعدي اي شخص على القانون.

ولعل ظاهرة التدخين التي اعتبرها بحق ظاهرة سيئة، وان من يقوم بالتدخين داخل الاماكن العامة المغلقة فهو انسان لا يحترم نفسه، ولا يحترم الآخرين ويكسر القانون كسرا متعمدا، وذلك لامتاع نفسه بتدخينه سيجارة تضر الموجودين في هذا المبنى ضررا اكبر من الضرر الذي يجلبه على نفسه، فالمشرع الكويتي الذي اصدر قانونا لمنع التدخين داخل الاماكن العامة المغلقة لم يعبث عند اصداره هذا القانون وانه يعلم علم اليقين ان التدخين عادة خبيثة وسيئة، وان به مضرة كبيرة لصحة الموجودين داخل الاماكن العامة المغلقة، لذلك اصدر العقوبات المغلظة الموجودة في هذا القانون.

والذي يزيد الطين بلة، بان الادارة العامة للمطار وضعت اماكن مخصصة للاخوة المواطنين، لكن مع الاسف فإن بعض المواطنين الكويتيين وكثيرين من منتسبي وزارة الداخلية والادارة العامة للجمارك الذين ابتلوا بالتدخين لم يحترموا هذا القانون، اذ انهم يدخنون خارج هذه الاماكن، وهذا مدعاة من الكويتيين لاخوانهم المقيمين والجنسيات الاخرى للقيام بالتدخين داخل الصالات المغلقة وترك الاماكن المخصصة للتدخين خالية، اللهم من يوجد داخلها من اناس يحترمون انفسهم بالدرجة الاولى ويحترمون الآخرين بالدرجة الثانية ويطبقون القانون تطبيقا ترتضي بها تصرفاتهم، لعلمهم بان حريتهم تنتهي عندما تبدأ حرية الاخرين والذي دفعني إلى كتابة هذا المقال  هو ان نتقدم للاخ وزير الداخلية بطلب ورجاء بان يذهب إلى المطار ويتفقد موظفيه الذين يسيئ البعض منهم بقيامهم بالتدخين غير القانوني وغير الانساني في مطار الكويت الدولي، اذ انهم يعلمون بإنه من امن العقوبة اساء الادب، وانا شخصيا قدمت النصيحة، كما امرني ديننا الحنيف، وكما يقول رسولنا الكريم (صلى الله عليه وسلم): (الاسلام دين النصيحة) الي الاخوة الذين يدخنون بلا احترام للمواطنين ولا القانون، ولكن مع الاسف الشديد جميعهم يردون بعبارة «وانت شكو، كيفي بدخن واللي موعاجبه ...»

اتمنى من الاخ الوزير الشيخ جابر الخالد الصباح الذي يعرف عنه من خلال تصريحاته المستمرة عبر اجهزة الاعلام المرئي والمسموع والمقروء بانه يحارب الفساد بجميع انواعه، ولعل هذا النوع من الفساد الذي نشمئز منه كوننا مترددين على مطار الكويت الدولي في كل لحظة ونشعر بالاذى من قيام موظفيه بالدرجة الاولى من هذه العادة السيئة غير الحضارية والتي يجرمها القانون في هذه الاماكن العامة المغلقة، ان يشد على ايدي موظفيه على احترام القانون، وان يثبت للشعب الكويتي انه رجل لا يرضى بانتهاك القانون ويحارب الفساد بالقول والعمل، وذلك لمصلحة المواطنين ولمصلحة الكويت الحبيبة، وانتصارا لتطبيق القوانين التي تفتخر الكويت فيها في كل محفل، ونريد منه كذلك محاسبة المقصرين حسابا رادعا لمن تسول له نفسه القيام بهذا العمل مرة اخرى، خصوصا وانهم قدوة لغيرهم من المواطنين والمقيمين على حد سواء.

ولعل الغريب العجيب نجد ان هؤلاء المواطنين والمقيمين لا يدخنون في مطارات الدول التي يسافرون اليها، وذلك احتراما وخوفا من العقوبة المنصوص عليها في هذه الدول، فالاحق ان نكون نحن يا سعادة الوزير احق بهذا الامر، لان التهاون في تطبيق القانون مفسدة للبلاد والعباد ايما مفسدة.


حسين علي العتال


كاتب كويتي

[email protected]