عبدالعزيز صباح الفضلي / رسالتي / طاح من عيني

1 يناير 1970 04:51 م
«أفا طاح من عيني» عبارة كثيراً ما تتردد على ألسنتنا عندما نحسن الظن ببعض الأشخاص إما لعلمهم أو مكانتهم، أو هيئتهم، ثم بعد التعامل معه تكتشف أنه لا يساوى جناح بعوضة.

عبارة مشابهة لعنوان المقال ورد ذكرها على لسان عمر بن الخطاب حين قال «إني لأرى الرجل فيعجبني فأسأل هل له من حرفة؟ فإن قال: لا، سقط من عيني». وهناك موقف مشابه وقع للإمام أبو حنيفة عندما قدم عليه رجل ذو هيبة وكان الإمام أبو حنيفة ماداً رجليه فلما أقبل عليه الرجل جمع رجليه، فلما سأله الرجل سؤالا لا يسأله حتى الأطفال قال الإمام : آن لأبي حنيفة أن يمد رجليه.

طرحت الموضوع على جمهور المغردين على التويتر من الإخوة والأخوات، وكان السؤال متى يسقط شخص ما من عينك؟ وكم سررت بالعدد الكبير من التغريدات، وأحببت أن أشرك القراء الكرام، بالإطلاع على بعضها، وأقول قبل ذكرها أنها تعبر عن آراء قد نتفق مع بعضها وقد نختلف مع بعضها الآخر، والأمر الثاني أننا أحياناً نقع في أخطاء قد نراها عادية وهي عند الناس ليست كذلك، وفي النهاية لا نستغني عن تعليقاتكم.

التعليقات، وإن صح التعبير التغريدات وفق المصطلح التويتري، تنوعت بين السياسي والاجتماعي والأسري وإليكم بعضاً منها...

قال المغردون يسقط من عيني: من تحترمه لشخصه أو منصبه أو مكانته العلمية فإذا تعاملت معه وجدته بعقل طفل، من أعطى صوته لعضو انبطاحي، المسؤول الذي يقول المعاملة ما تمشي، وبعد أن يأتيه اتصال ينجز المعاملة (ما كان من أول)، ذو الوجهان الذي يعطيك من طرف اللسان حلاوة ويروغ منك كما يروغ الثعلب، من يتفلسف بالحديث بلغة أجنبية وكل من حوله عرب، العالم الذي يحدث الناس عن الورع ثم يقف عند أبواب السلاطين، شايب يتحرش بالخادمات، من يتقمص شخصيات الآخرين فيكون نسخة مكررة منهم، من ينكر الجميل، من يفشي سراً أودعته إياه، من يخطئ على الآخرين ويرفض الاعتذار.

النائب الذي يحدث الناس عن المحافظة على المال العام ويقف ضد كادر المعلمين، وهو أكبر المستفيدين من هبات الحكومة، المرشح الذي يهدر كرامته من أجل الحصول على الصوت، من يصاحب الناس من أجل المصلحة، فإذا انتهت لا سلام ولا كلام.

من يتكلم في ما لا يعلم فيأتي بالأعاجيب، الشخص الإمعة الذي يدور حيث دار الناس في الخير أو الشر وينطبق عليه المثل القائل «مع الخيل يا شقرا»، الذي يكون لبقاً في كلامه مع الناس وغليظاً في حديثه مع والديه وأهل بيته، الذي يقدم رضا الزوجة على رضا الوالدين، فيبر زوجته ويعق أمه.

من ينطبق عليه مثل «سكانه مرته»، الأم أو الأب الذي يضرب أبناءه أمام الناس فيحطم شخصيتهم، الفتاة التي لا تقدر ثقة أهلها وتغازل الشباب وتواعدهم، الذي يمسح الجوخ للمسؤول من أجل ترقية أو علاوة، من يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ثم يخالف فعله قوله، من ينطبق عليه المثل القائل «جسم البغال وأحلام العصافير»، من يدعو أولاده لمراقبة الله ثم يصيدونه يتفرج على ما لا يحل، الذي يتشدد في تستر أهله باللباس في الكويت، ثم يتساهل إذا سافروا للغرب في لبس الضيق والبنطلون.

ومن المشاركات النسائية: الرجل الذي تزوج على امرأته فتاة بعمر بناته.

حاولت أن أنقل معظم التغريدات وألغي المكرر، وبمناسبة الحديث عمن سقطوا من أعيننا أعجبني هذان البيتان:

بعض الذنوب أعدها غلطة إخوان

ذنب يضايقني وذنب غفرته

ويا شينها لا طاح من عيني إنسان

لو حطني فوق النجم احتقرته

وعساكم دائماً في عيوننا وقلوبنا معاشر القراء والمغردين.





عبدالعزيز صباح الفضلي

كاتب كويتي

[email protected]