الشركات تحمّل المسؤولية للشبكة القديمة ... والوزارة المحتكرة للخدمة

هذا ما يجعل إنترنت الكويت بطيئاً

1 يناير 1970 05:55 ص
يشتكي مستخدمو الانترنت من انقطاع مفاجئ للشبكة، خصوصا ليلا، ويعتقد كثيرون أن السبب هو سوء الاحوال الجوية ويعلقون سخطهم على «الطوز» مثلا او على اعتقاد بوجود خلل في «الرواتر» او من عند المزود نفسه، لكن السبب الحقيقي لهذه المشاكل اليومية يعود حسب تأكيدات بعض خبراء الاتصالات إلى عدم صلاحية عدد كبير من خطوط التغذية والتي لا يتحمل عدد كبير منها إلا 1 ميغا فقط بينما يطالب عدد كبير من المستخدمين بسرعات تصل إلى 8 ميغا الامر الذي يبدو صعبا في وضع شبكة الاتصالات الحالية.

واشارت بعض المصادر في الشركات المزودة بخدمات الانترنت إلى أن ارتفاع عدد المشتركين بالشبكة تضاعف بنسبة 600 في المئة في السنوات الاخيرة ما جعل نوعية الخدمة تتعرض الى ضغط شديد.

وتورد شركات الانترنت سبباً آخر «أساسياً» لضعف الخدمة، يتمثل في احتكار وزارة المواصلات لتوزيد الشركات بالخدمة التي يتم توزيعها على المستخدمين النهائيين، في حين أن بإمكان الشركات استقاء الخدمة من مزودين خارجيين في السعودية والإمارات مباشرة، لولا أن الوزارة لا تسمح لهم بذلك.

وقال مراقبون لسوق الاتصالات انه بعد معالجة مشكلة الكابل البحري، تحسن الانترنت على مستوى مصدر التزويد بها الذي يأتي من خارج الكويت. لكن بقيت المشكلة محلية تتعلق خصوصا باحتكار خدمة التزود عبر وزارة المواصلات دون التعامل مباشرة مع المزود الرئيسي. واضافوا ان شركات الاتصالات وشركات التزود بالانترنت تدفع ضعف تكلفة التغذية بالانترنت وذلك لان الوزارة تشتريها من المزود الرئيس بالامارات او السعودية (بسبب مرور كابل الانترنت البحري من هذه المناطق) ومن ثمة تبيع الوزراة الخدمة للشركات ما يجعل الخدمة مكلفة. في هذا الصدد تساءل عدد من شركات التزود بالانترنت لما لا يكون التعامل مباشرة مع المزود؟ ولماذا يبقى احتكار الوزارة لتقديم الانترنت؟ لكن الوزارة اعلنت اخيرا عن مزاعم تقليص اسعار خدمة الانترنت بالكويت ما سيقلص التكلفة عن الشركات... ولكن المستخدم ليس بمعني في هذه الفترة ويبقى عليه تحمل التكلفة النهائية التي تعد عالية بالمقارنة مع دول اخرى خصوصا في ما يتعلق بخدمة الانترنت بالموبايل.

ونتيجة احتكار وجهة التزود بالانترنت، تشتكي شركات انترنت محلية من غلاء اسعار انظمة السرعة والسعة العالية. وقالت بعض المصادر بشركة التزود بالانترنت ان شركات الانترنت المحلية تضطر الى شراء نطاقات السرعة العالية من مزودين اجنبيين بتكلفة عالية. لكن المشكلة الحقيقة ان السوق المحلي لا يمكن ان يتحمل رفع سرعة الانترنت الى ما فوق 8 ميغا في الوضع الحالي للشبكة والانفجار السريع لشبكة مستخدمي النت في الكويت.

واكدت المصادر ان الوصول الى سرعة فائقة سيتوجب تدخلا مزدوجا من الحكومة والشركات المعنية بالنت لتحسين البنية التحتية للانترنت وتطبيق تكنولوجيا عالية الجودة لتحسين الربط بالشبكة وتحرير خدمة التزود من غير الاضطرار الى التعامل مع طرف وحيد للتزود بالنت.

وقال فنيون في مجال الاتصالات ان الشركات الكبرى اعتمدت حل تحديد سرعة الانترنت لتحسين جودة الاتصال واستعمال اجهزة وتقنيات حديثة للتزود بالنت. واضافوا ان تحديد السرعة سيجعل المستخدم يعرف مسبقا نطاق السرعة المتاح مع الاخذ في عين الاعتبار اهمية تلائم الجهاز مع هذه السرعة ونوعية خطوط الربط التي تصله بالنت. فلا يمكن ان يحظى المستخدم بسرعة انترنت فائقة بـ8 ميغا باستخدامه جهازا قديما او شبكة خطوط قديمة مثلا. وفي هذا الصدد، أوضح مختصون في الاتصالات ان المشكلة المتعلقة بتراجع سرعة الشبكة تكمن في جانب كبير منها في سوء حالة شبكة خطوط الاتصالات التي يبدو اغلبها قديما ويستوجب الصيانة او التبديل مؤكدا ان اكثرها لا تتحمل السرعات الكبيرة ولا يتحمل الا القليل منها والحديثة فقط والمتصلة بالاحياء السكنية الجديدة خصوصا سرعات تصل من 7 الى 8 ميغا بايت. واضافوا انه لا توجد شكاوى من تردي نوعية خدمة الانترنت في المساكن الجديدة المتصلة بخطوط حديثة يتحمل سرعات عالية. كما اكدت مصادر قريبة من شركات تزويد بالانترنت ان اغلب خطوط الاتصالات الموزعة في الكويت لا تستحمل سعتها الا 1 ميغا بايت وعادة ما يتصل خط واحد باكثر من مستخدم اذا كانوا في سكن واحد ما يؤثر سلبا على نوعية الخدمة. وطالب بعض الاطراف ذات الصلة بالتزود بالانترنت بضرورة ملاءمة الخطوط مع مطالب تسريع خدمة الانترنت لانه لا يمكن ان تتحسن السرعة في حال عدم تطوير البنية التحتية لشبكة الاتصالات.

من جهة أخرى، كشفت مصادر فنية بشركة تزويد انترنت ان انقطاع الانترنت وتراجع سرعتها في الكويت يعود الى تزايد حجم المعلومات والبيانات والملفات (data) التي يحملها المستخدم. فقد ارتفع حجم اهم المواقع الاجتماعية ومواقع الفيديو كموقع يويتوب الذي زادت سعته بنحو ثلاثة اضعاف لاستيعاب البيانات والفيديوات المستجدة. وقالت تلك المصادر ان استعمال المستخدمين للانترنت متركز خصوصا على زيارة المواقع الاجتماعية ومواقع الفيديو والصور ما يجعل خدمة التحميل تكون بطيئة نتيجة الاستخدام المكثف.

وبالحديث عن أسباب أخرى، قالت المصادر ان خدمة الانترنت تراجعت نتيجة الارتفاع الجنوني لعدد المستخدمين للشبكة بواقع 600 في المئة تقريبا في الفترة الاخيرة بسبب توسع قاعدة العملاء خصوصا بعد انطلاق سوق الهواتف الذكية التي تتصل بالانترنت في اكثر خدماتها. وقالت المصادر ان عدد العملاء في شركات التزويد بالانترنت لا يتجاوز 10 آلاف مشترك كمعدل لكل شركة تعمل بالكويت كاشفا ان حصة الاسد من خدمة التزويد بالانترنت تحتكرها شركات الاتصالات التي استفادت كثيرا من خدمات الانترنت المقدمة لعملائها مستفيدة من انتشار استعمال الهواتف الذكية التي استبدلت في جوانب كثيرة منها خدمات الانترنت المقدمة على الاجهزة العادية. وقالت المصادر ان اهم عملاء شركات التزويد هم من الشركات مؤكدا سلاسة الخدمة لدى هذه الشريحة.

واضافت المصادر ان اهم الشكاوى من تردي خدمات الانترنت تأتي من الافراد الذين يجهل عدد كبير منهم كيفية التوصيل والتأكد من الاتصال السليم بالشبكة. وقالت المصادر ان اهم مشاكل الانترنت بالكويت تعود اساسا الى عدم الدراية الكافية للمستخدم بكيفية توصيل الشبكة او لعطل في الجهاز نفسه او مشكلة في التوصيل او مشاكل في «الوايرليس» وكل هذه الامور تتطلب صيانة.

ويجدر التذكير انه لايخفى عن البعض ولا عن شركات التزود بالنت، انزعاج شريحة واسعة من العملاء من بطء السرعة وانقطاع قد يكون مفاجئ ويعود السبب الرئيسي في هذه الحالة إما لسرعة الانترنت التي يتزود بها العميل والتي سعتها لا تتعدى 1 ميغا والاسوأ في الموضوع ان اعداداً كبيرة من الاشخاص يتشاركون في خط بـ1 ميغا ما يجعل الخدمة تسوء بدرجة قد تصل الى انقطاع مفاجئا، أما السبب الثاني فهو خلل فني في الاجهزة وهذا النوع من المشاكل شائع لقلة معرفة المستخدمين بتطبيقات التكنولوجيا والانترنت.