القاهرة - من ايمان حامد |
انتهى ماراثون دراما رمضان واحتفل المشاهدون بالعيد وبدأوا يتركون مقاعدهم أمام شاشة التلفزيون - الى حد ما - والتي جلسوا عليها «30» يوماً يتابعون سباق المسلسلات التي حاول أصحابها اثارة الجدل بكل الطرق لجذب الانتباه في اطار المنافسة الشديدة بين النجوم لضمان البقاء على القمة.
لكن اغلاق الناس لملف مشاهد مسلسلات رمضان، لم يمتد للجدل الدائر حولها، فلاتزال ردود الأفعال مستمرة على جميع المستويات القضائية والنقابية بالاضافة للجدل الصحافي الذي لايزال يتيح مساحات لمناقشة جديدة تتأمل كل عمل على حدة وتحاسب أصحابه بعدما انتهى «هوس» الجمهور واحتفالات النجوم بالنجاح والتفوق، «الراي» تابعت هذا الجدل من السطور التالية.
على ما يبدو لم تكن الحلقة الثانية من مسلسل «قضية رأي عام» كافية كمصدر وحيد للجدل حول المسلسل الذي عادت به يسرا من جديد لنجومية التلفزيون.
فبعدما اعترض البعض على «قسوة» مشهد الاغتصاب، دار الحديث بعد ذلك حول محاولة المسلسل تجميل صورة رجال الشرطة بشكل مبالغ فيه ويتعارض مع اتجاه الرأي العام حول هذا الموضوع،
بل ان ضابط الشرطة في المسلسل تعرض لبلاغ كيدي لا يحدث في الواقع عندما اتهمه المغتصبون باللجوء للتعذيب، ما زاد حدة التعاطف معه.
وقال البعض: ان مساحة دور الضابط زادت لأن صاحب الشخصية هو «سامي العدل» كبير العائلة المنتجة للمسلسل بشكل جعل من المنطقي أن يكون الشقيق الأكبر من المحركين الأساسيين للأحداث.
وبعد انتهاء شهر رمضان تقدم عدد من المحامين بشكوى رسمية ضد المسلسل والفنان سمير صبري، أكدوا خلاله أن العمل يسيء للمحامين من خلال تقديم شخصية «مرسي خليل» محامي نجل الوزير الذي يلجأ لكل الطرق المشروعة وغير المشروعة لضمان خروج نجل الوزير من الأزمة،
لدرجة أن البعض قارن بين الشخصية ومحام شهير تخصص في القضايا الصعبة وقيل ان «مرسي خليل» مستوحى من هذا المحامي،
واعتاد المحامون في مصر على تقديم شكاوى مماثلة في هذا الصدد، أشهرها كان ضد عادل امام في فيلم «الأفوكاتو».
وجاء غضب المحامين مكملاً لغضب أطباء مستشفى قصر العيني الذين انتقدوا استخدام منصب زميلتهم ايمان مسعود رئيس قسم الأطفال بالمستشفى واهداءه ليسرا، وان تراجعت مسعود عن تحريك دعوى قضائية حتى لا تظل الصحافة تقارن بينها وبين «الدكتورة عبلة» حتى يحكم القاضي،
من جانبه، قال المؤلف محسن الجلاد - ردا على كل التهم التي وجهت الى المسلسل - ان كل فئة مهنية بها الصالح والنماذج الفاسدة سواء في المحاماة او الصحافة فهم نماذج موجودة في الواقع بالفعل واذا كان كل من يعمل بالمحاماة ملائكة فلن تكون هناك دراما، ووصف المحامي الذي أقام الدعوى ضده بأنه باحث عن الشهرة.
أما فيما يخص ايمان مسعود رئيسة قسم الاطفال بقصر العيني، فقد اكد الجلاد أنه حينما كتب المسلسل لم يكن في حسبانه أن تكون رئيس قسم الاطفال في قصر العيني طبيبة وليس طبيبا.
كما أن بطلته في المسلسل لديها ابن وابنة وهو أمر أعتقد أنه غير متطابق مع حالة الدكتورة ايمان مسعود وهو ما يؤكد أنه لا يقصد شخصها عندما بدأ في كتابة المسلسل.
ودعا الجميع أن يهتموا بمضمون المسلسل والقضية التي يناقشها بدلا من الاهتمام بأمور هامشية لا تمت بأي صلة لقضية رأي عام.
أما مسلسل «الدالي» فبعدما انتهى الجدل حول «من يكون سعد الدالي» توجه نقيب الأطباء الدكتور حمدي السيد عبر الصحف بخطاب للفنان نور الشريف يحتج خلاله بشدة على ظهور «سعد الدالي» في كل مشاهد المسلسل وهو يدخن بشراهة، وهو الأمر الذي تكرر مع الفنان صلاح عبد الله.
واذا كانت رقابة التلفزيون تخفف من مشاهد تعاطي الشيشة والمخدرات، لكن «تدخين السجائر» لا يزال خارج السيطرة لسبب بسيط، هو استحالة قطع مشهد كامل يظهر فيه البطل وهو يدخن طوال الوقت.
وقد يكون الأمر مقبولاً لنقيب الأطباء اذا تفرقت مشاهد التدخين حسب ظروف التسلسل الدرامي.
لكن المشكلة في «الدالي» كانت معقدة فالشخصية مصابة بالتوتر والتفكير الدائم ومعدلات التدخين في ارتفاع حتى ان هناك حواراً بين الدالي وابن عمه فوزي يحذر كل منهما الآخر من الدخان الأزرق.
لكن هذا الحوار لم يقنع حمدي السيد بسلامة نية «عائلة الدالي» وطالب نور الشريف بالحذر في المرات المقبلة، مؤكدا أن الكثيرين أعجبوا بشخصية «الدالي» وطموحه وقد يقلدونه في كل شيء خصوصاً الافراط في التدخين.
وبعدما هدأ الحزن على وفاة ماما نونا في مسلسل «يتربى في عزو»، أصبح المجال مفتوحاً أمام النقاد لاعادة قراءة المسلسل الذي شهد واقعة جديدة من نوعها، حيث نشرت الشركة المنتجة اعلان شكر في جريدة الأهرام للفنان يحيى الفخراني للدلالة على النجاح الكبير للعمل.
لكن هذا لم يمنع من زيادة الانتقادات الصحافية بعد اجازة العيد، والتي تركزت على رفض الاعجاب الجارف بماما نونا، مؤكدين أنها نموذج سيئ للأم، وأن شعور الجمهور بالحب تجاهها انطلق من حنانها الجارف، لكن لم يحاسبها أحد على افساد ابنها «حمادة» وكانت وفاتها خير دليل على ذلك لأن كل الأمور عادت للأصل في الحلقة الأخيرة.
لدرجة أن أحد النقاد كتب ساخرا يقترح أن تخرج ماما نــونا من المنزل غـــضـــباً من حمادة ويـــفــــشل الكل في العـــثور عليـــها، فيعـــود حمادة الى رشده وتنصلح كل الأمور، ثم يكتــــشفـــون أن مـــاما نـــونا مقـــيـــمة في بيت للمسنين وتوافق على العودة للقصر مرة أخرى في مـــشهد النهاية السعيدة رحمة بالمشاهدين الذين حزنوا على وفاتها بشدة.
لكن الموقف الأكثر احراجا لماما نونا تمثل في اتصال هاتفي تلقته المذيعة لميس الحديدي على الهواء أثناء حلقة تكريمية لكريمة مختار في برنامج «اتكلم» حيث هاجم المشاهد المجهول المسلسل ووصفه بأنه محاولة لابعاد الناس عن الدين بسبب اقبال الجمهور المتزايد عليه بعد الافطار وقبيل صلاة التراويح.
ورغم أن مشاهدين آخرين ردوا بعنف على المتفرج المجهول، لكن المكالمة عكست فكراً منتشرا ضد المسلسلات الجماهيرية مثل «يتربى في عزو» و«باب الحارة» واللذين تعرضا لاتهامات من هذا النوع بعيداً عن المحاكم والنقابات التي هاجمت مسلسلات يسرا ونور الشريف.