نبارك لأبنائنا الطلاب والطالبات نجاحهم في الثانوية وحصولهم على اعلى الدرجات، ولكن لي ملاحظتين على النتائج:
الأولى: ان نسبة النجاح العالية لهذا العام والعام الماضي والتي بلغت 92 في المئة للعلمي لهذا العام لا تمثل مقياسا حقيقيا لمستوى كثير من الطلاب والطالبات، ونحن نلمس ذلك من مدخلات الجامعة والهيئة العامة للتعليم التطبيقي حيث يفتقد كثير من الطلاب والطالبات المبادئ الاساسية في الرياضيات والفيزياء، كما ان نسبة التسرب في التخصصات العلمية والتي تصل الى 60 في المئة في كلية الهندسة في الجامعة وقلة الذين يتخصصون في علوم الرياضيات والفيزياء في الجامعة وكذلك نسبة التسرب من الهيئة التي ذكر عميد القبول فيها بأنها خمسة آلاف طالب وطالبة سنويا، هذه النسب تدل على ان هنالك خللا حقيقيا في مخرجات الثانوية، وان تلك النسب العالية للنجاح قد لا تمثل الواقع.
ثانية: كثرة خريجي الثانوية وان كانت تمثل فرحة لذويهم، لكنها تمثل كابوسا لإدارة الجامعة وادارة الهيئة، فهما اشبه بالصندوقين اللذين يتم ملؤهما حتى القمة في كل عام ثم تأتي دفعة جديدة فنقوم بكبس من بداخل الصندوقين لإدخال المزيد من الطلاب والطالبات، وهذا يؤدي الى المزيد من التردي في الاوضاع التعليمية وكفاءة المخرجات.
لقد وصلت اعداد الطلاب والطالبات في فصول الجامعة والهيئة الى اكثر من سبعين للفصل الواحد وبدأ اعضاء هيئة التدريس يشعرون بأن المطلوب منهم هو التخلص من اكبر عدد ممكن للتخفيف على مؤسساتهم دون النظر لمدى استحقاق من ينجح منهم. لقد تابعنا الخلاف بين وزير التعليم العالي ومجلس ادارة الجامعة حول اعداد القبول في الجامعة.
بالرغم من ان تصنيف الكويت في المؤشر التعليمي هو الاعلى عربيا (0.87) وبالرغم من ان الانفاق على التعليم في الكويت من الأعلى عالميا (8 في المئة) من الدخل القومي مقارنة مع سنغافورة على سبيل المثال (4 في المئة)، ولكن لو نظرنا الى الدراسة التي اعدها (توني بلير) عن التعليم في الكويت والتي خلص منها الى ان نظام التعليم غير قادر على اعداد القوى العاملة لمواكبة تحديات المستقبل.
كما ذكرت الدراسة بأن طلبة الصف الرابع الابتدائي في الكويت قد حصلوا على المركز الثالث قبل الاخير في امتحان (TIMMS) في قياس مهارات الرياضيات والعلوم كما حل تلاميذ الصف الثامن في المركز الخامس قبل الاخير ضمن 48 بلدا.
اما امتحان (PIRLS) لاختبار مهارات القراءة والكتابة فقد حصل تلاميذ الصف الرابع ابتدائي الكويتيون على المركز 33 ضمن 35 دولة، وفي العام 2006 اي بعد مرور 5 أعوام، احتل الطلبة المركز 42 من 45.
لا اريد الاستطراد في ذكر الاحصائيات ولكن كل من يمارس مهنة التعليم يلاحظ أن هنالك انحدارا كبيرا في مستويات التعليم في الكويت ما يتطلب دراسات مستفيضة حول الاسباب وطرق العلاج.
حتى اللغة الانكليزية التي خضنا تجربة تدريسها في الابتدائي - في تصوري - لم تحسن من مستويات الطلبة خريجي الثانوية كثيرا عن السابق.
د. وائل الحساوي
[email protected]