«قمة» الرئيس العراقي السياسية غاب عنها بارزاني وعلاوي والنجيفي
طالباني لوقف الحملات الإعلامية المضادة ولاجتماع آخر تنفّذ فيه بقية بنود «اتفاق أربيل»
1 يناير 1970
05:09 ص
| بغداد - من حيدر الحاج |
أخذت فصول الآزمة السياسية بين الفرقاء العراقيين تتعقد شيئا فشيئا منذ نشوبها قبل أكثر من عام ولغاية الآن، رغم توالي مبادرات ودعوات التهدئة التي اطلقها على فترات متلاحقة قادة البلاد وزعمائها البارزين.
هذ التعقيد تجسد على ارض الواقع امس في غياب شخصيات سياسية بارزة عن اجتماع دعا اليه رئيس الجمهورية جلال طالباني الذي كان دعا قادة الكتل النيابية والوجوه السياسية الفاعلة على الساحة منذ 2003، لحضور أجتماع «قمة» من اجل مناقشة الأزمة الخانقة والعمل على حلحلتها.
لكن أجتماع الأمس الذي استمر لثلاث ساعات كاملة، لم يجد صداه على مستوى الحضور الشخصي للقيادات المدعوة، فقد غاب عنه أربعة قادة بارزين هم مسعود بارزاني زعيم اقليم كردستان وصاحب مبادرة تقاسم السلطة التي انشأت على اساسها الحكومة الحالية، وابراهيم الجعفري رئيس كتلة «التحالف الوطني» البرلمانية، واياد علاوي زعيم «ائتلاف العراقية»، ورئيس البرلمان اسامة النجيفي.
مصدر في مكتب طالباني كان توقع أن يحضر الاجتماع فضلا عن الزعماء انفي الذكر، كل من زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، ورئيس الحكومة نوري المالكي، وزعيم «المجلس الأعلى الإسلامي» عمار الحكيم، ونائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي، ونائب رئيس الوزراء روز نوري شاويس.
أسباب هذا الغياب المتوقع سلفا، تنوعت. فبارزاني وحسب مصادر نيابية منشغل بترتيب أوضاع إقليمه الداخلية، وعلاوي يعالج من وعكة صحية في لندن، بينما غادر النجيفي الى واشنطن قبل ساعات من عقد الاجتماع، من اجل التباحث حول قضايا عدة من بينها مسألة التمديد للقوات الاميركية، في حين ظلت أسباب غياب الجعفري مجهولة.
هذه الغيابات القت بظلالها السلبية على نتائج الاجتماع، فصدرت بعض التفسيرات لهذه الغيابات وتحديدا غياب علاوي الذي وصف من قبل النائب حسن العلوي بـ«الهروب»، بينما أكد النائب الكردي المستقل محمود عثمان ان «الخلاف بين الطرفين (علاوي والمالكي) كبير جدا وليس من السهل حله».
لكن وفور انتهاء الاجتماع الذي انتهى في الساعة الثالثة من ظهر امس، خرج طالباني ليعلن في ايجاز صحافي انه «كان اجتماعا ناجحا وساده جو من الودية»، مؤكدا ان هذا الاجتماع كان مهما لانهاء القطيعة والجفاء بين مختلف الاطراف. وقال طالباني: «تقرر بالاجماع ايقاف الحملات الاعلامية فورا والالتزام بالاتفاقات المسبقة بما فيها مبادرة الرئيس بارزاني». وأضاف: «لقد جرى البحث بصورة مستفيضة للاوضاع الامنية.. كما نوقشت القضايا المتعلقة بجاهزية القوات المسلحة العراقية ومسألة تجهيزها بالمعدات».
وأوضح رئيس الجمهورية بانه «تم الاتفاق على عقد اجتماع آخر نأمل ان يتمكن الاخ إياد علاوي حضوره.. من اجل الشروع بتنفيذ ما تبقى من بنود اتفاق اربيل».
وقبل هذا الاجتماع بيوم واحد، عقدت بعض الكتل النيابية والقوى السياسية اجتماعات داخلية لمكوناتها، لترتيب اوراقها الداخلية والاتفاق على مواقف موحدة حيال ما سيتم طرحه على طاولة النقاشات.
ومع مساعي حلحلة الازمة التي خنقت البلاد بعموم قطاعاتها، تبقى المشكلة قائمة بين ائتلافي المالكي وعلاوي، لأن مثل هذه «المبادرات تعمل على التهدئة وتأجيل الازمة وليس إنهائها»، كما يقول عثمان.
ميدانياً(ا ف ب)، اعلن مصدر في وزارة الداخلية العراقية، أمس، اصابة سبعة عراقيين بانفجار عبوة ناسفة استهدف موكبا تابعا للسفارة الفرنسية في منطقة المسبح (جنوب بغداد).
من جانبه، قال السفير الفرنسي في بغداد (قدم اوراق اعتماده الخميس الماضي) دوني غوير ان «سيارة مدرعة تابعة للسفارة تعرضت لاضرار جراء الانفجار، وكانت تقل اربعة حراس فرنسيين لم يصب اي منهم».
واشار الى «عدم وجود اي دليل على ان الانفجار كان يستهدف هذه السيارة». ووقع الانفجار في حي المسبح، حيث مقر اقامة السفير الفرنسي في بغداد.
في غضون ذلك، قتل، أمس، ثلاثة اشخاص واصيب تسعة اخرون في هجمات متفرقة في العراق.
ففي ديالى، اعلن عقيد في الجيش طلب عدم كشف اسمه «اغتيال مزهر المعموري مدير ناحية جديدة الشط (غرب بعقوبة) بعد اقتحام منزله وسط الناحية».
وفي بغداد، قتل شخص واصيب اربعة اخرون بينهم اثنان من الشرطة بانفجار سيارة مفخخة استهدف دورية للشرطة عند تقاطع عدن في منطقة الشعب.
وقتل مجهولون مزودون باسلحة كاتمة للصوت صباحا احد عناصر الشرطة في حي العامل غرب بغداد.
الى ذلك، اعلنت مصادر في شرطة كركوك، اختطاف رجل الاعمال ليث يوسف (37 عاما)، على يد مجهولين من امام منزله في قرية الخان في قضاء الحويجة.
كما خطف مجهولون الطبيب ادول علي محمود تركماني (81 عاما)، اشهر اطباء العيون في كركوك من منزله في حي المعلمين.
الصدر: لن نسمح بأن يكون العراق قاعدة أميركية لقصف إيران
بغداد - ا ف ب، د ب ا - أعلن رجل الدين الشيعي العراقي مقتدى الصدر امس، رفضه أن تكون بلاده قاعدة للقوات الاميركية لقصف ايران.
جاء ذلك ردا على تصريحات لسفير ايران في العراق حسن دانائي، ذكر فيها أنه في حال تعرض ايران لقصف أميركي من العراق سيكون هناك رد إيراني على العراق.
وقال الصدر، في تصريح صحافي، «لن نسمح بأن يكون العراق قاعدة لقصف ايران كما اننا لن نسمح بذلك (قصف إيراني للعراق) ولو كان المستهدف المحتل (الاميركي)».