وضحة أحمد جاسم المضف / الرسم بالكلمات / سمو الأمير... أبشر بالفزعة
1 يناير 1970
02:24 ص
استوقفتني جملة في الخطاب السامي لسمو الأمير هي الآتي «أتوجه اليوم إليكم بحديث الأب إلى أبنائه، أتقاسم معكم هواجسي ومشاعري إزاء ما تشهده ساحتنا المحلية من أحداث وتطورات». آه يا سمو الأمير عندما وجدت في نفسك الرغبة في أن يقاسم سموك شخص آخر هواجسك وهمومك ما وجدت خيراً من شعبك، فكم أنت شامخ وكبير وأنت تعلمنا مبدأ الاتحاد والمشاركة... نعم فكرة الاقتسام والمشاركة كشعب واحد هي الفكرة الأكبر والأهم للكويت نفسها من فكرة الانتساب إلى شيء أكبر من غرورنا الذاتي وملأ الأرصدة المصرفية بشغف. نعم الكويت أهم من أولئك النواب الذين يجرفون المال السياسي الذي يعشقون رائحته النتنة بحيوية بالغة... وآآآخ لو راقبناهم بفضول سنراهم يراقصون معارضيهم «الحكومة» ليلاً ويبيعوننا شعارات المحافظة على المال العام نهاراً لتحويل الأنظار عن سرقة مموليهم والمقابل على سبيل المثال المضاربة بالوول ستريت بأريحية لم يسبق لها مثيل.
اعذروني على جرأتي وكأنني أسمع البعض يتمتم أخرجوها من الحسبة كاتبة انبطاحية! وليكن... فإن لم أكن على دينهم لن يرضوا عني حتى لو كان أجدادي من سبط المسيح، والخطيئة غير المغتفرة أن الجموع تصفق ببلاهة لاستعراض عضلاتهم السياسية الغبية وليس لذلك خلقنا! فلو أمعن المؤزمون النظر في الشعب المشمئز من ممارساتهم لأدركوا خسارتهم في السباق الانتخابي المقبل. سأحكي قصة الغُراب... حين فشل الغُراب في أن يكون له مشية حمامة فتاريخه يشفع له فهو أول من علّم قابيل كيف يواري سوءة أخيه... أما الغربان التي نتحدث عنها فما أرادوا إلا كشف عورات الخلق وحين سألناهم عن غاياتهم فأجابوا، نريد لكم سبيل الرشاد وبحق ما هو إلا سبيل الهلاك.
يا سمو الأمير بعد أن تبين الرشد من الغي لم نعد نملك إلا مخرجاً واحداً للطوارئ لننقذ الكويت من الطوفان المقبل وتبدو لي الصورة الآن وكأن خبراء الإنقاذ من أبنائك المخلصين منتشرون في الأرجاء ملبين دعوة سموك لفزعة وطنية جامعة تحمي الكويت «دعوني أسبقكم لأحيي تلك الفزعة»... ومن الإنصاف لو نظرنا للضفة الأخرى نجد الحكومة مذنبة وغالباً ما تطوف خلسة وتقارير ديوان المحاسبة تفيض بتجاوزات المؤسسات الحكومية التي خطتها أيادي باقة من الشرفاء لذا لم تعد تنطلي علينا المسرحيات البرلمانية الحكومية... ولكن إن استمر نواب الموهبة الفذة بالتأزيم وصمموا على تنفيذ أجنداتهم وبعلانية صارخة قالوا ان المواءمة السياسية نكتة لنهزم التأزيم يا سمو الأمير ولنعود إلى قلب الكويت قبل أن نضل السبيل... والسبيل هو البيان رقم واحد.
***
تلقيت من الأخ الفاضل خالد صالح النصرلله كتاباً بعنوان «الطيور في محمية صباح الأحمد الطبيعية» أنصح المهتمين باقتنائه... خالد النصرلله شكراً مضاعفة على الإهداء.
وضحة أحمد جاسم المضف
walmudhafpen@hotmail.com
twitter@wadhaAalmudhaf