قال إن أحداث روايته متطابقة مع وقائع الميدان

محيي إسماعيل: «المخبول»... رواية الشعب المصري وثوار «التحرير»

1 يناير 1970 02:07 م
| القاهرة - من إسلام العرابي |

أكد الناقد المصري محمد قطب... أن الفنان محيي إسماعيل رسم شخصيات روايته «المخبول» ببراعة.**

وقال ـ في الندوة التي أقامتها الهيئة المصرية العامة للكتاب لمناقشة الرواية التي صدرت طبعتها الأولى قبل 10 سنوات : فوجئت عندما قرأت الرواية، أنني تلمست أصابع فنان روائي يجيد السرد كما يجيد التمثيل، والرواية كانت من الأعمال الأدبية التي صدرت قبل الثورة بسنوات ورصدت الخلل السياسي والاجتماعي الموجود في مصر وألقت الضوء على هذا الفساد السياسي.

فقد استطاع المؤلف أن يقبض على شخصيات العمل الثلاث الرئيسية ويجسدها جيدا، وكأن معه عدسة سينمائية ترصد المشاهد، كذلك أظهرت الرواية الحس الشعبي المكبوت في العشوائيات، الذي إذا جاء ما يفجره فعل الكثير.

وأوضحت الناقدة الدكتورة عزة هيكل... أن الرواية أقرب في بنيانها إلى المسرح من حيث الفصول والمشاهد وبناء الشخصيات والتعريف بها والتقديم للشخصية، وأن البناء هنا متأثر بعمل المؤلف كالفنان، وتساءلت: هل يصح أن يسمى هذا العمل بالرواية أم هو نوع من السرد الجامع لمفاهيم متعددة، وقالت: من الممكن مجازا أن نطلق على كل نص به حدوتة اسم الرواية.

وأضافت : «المخبول» عمل سردي درامي مسرحي سينمائي، والشخصيات فيه تتجاوز حدود المنطق والواقع وتخلق عوالم جديدة، ولكن المجمل أن الخيال في العمل أكثر من الواقع، حيث نجد فيه الكثير من الفجوات المنطقية، أما أهم نقطة في نقد هذا العمل فهي نظرية المتلقي، فهذه الرواية صدرت في 2001 ونحن نناقشها في 2011 بعد ثورة يناير، ومن الطبيعي أن نناقشها من هذا المنطلق، فالقراءة هنا قراءة سياسية تنظر للفساد والسلطة والحوكمة وبطش الحاكم، فالقراءة الآن لن تكون غير ذلك، ولكنها أيضا تحتمل النظرة الفلسفية لأن العمل يتضمن الكثير من السرد والموال والاستشهاد الديني وأقوال الفلاسفة الكبار، فبها زخم وتطرح أفكارا فلسفية عن الصراع الطبقي وعن الحرية والكرامة والاستبداد والإنسانية بشكل عام.

والمؤلف يرى الكون متكاملا متناغما... لكنه أيضا متنافر وغير منطقي ومليء بالعبث والخبل، وهو يكتب من هذا المنطلق لأن الحياة غير منطقية، وعلى المتلقي أن يتلقى العمل وفق احتياجاته وموقفه من الحياة.

ومن جانبه، أوضح الفنان المصري محيي إسماعيل... أنه كتب «المخبول» عندما كان في باريس، فقد حدثت له حالة من الردة واسترجع المشهد المصري منذ حضارة مصر إلى استعمارها على مدى 2233 سنة بدءا من الفرس والروم، وقد استوقفته الشخصية المصرية التي تبعثرت وتشتتت، بعد أن أصبح حوار الخبل هو الحوار الغالب عليها.

وقال :عندما أقرأ الرواية الآن أقرأها فعلا من منظور سياسي، وأرى أن أحداثها متطابقة مع أحداث ميدان التحرير، وأنا سعيد بذلك، وفي رأيي أنها رواية الشعب المصري والثوار.