ضواحي / أهازيج الجمر والمطر
1 يناير 1970
03:36 م
| تسنيم الحبيب |
جمر أول
تلك الأهازيج
تنادح وأنفاس فجرك
لـ تغسل المدينة بماء الجمر الأول
علميها...
أي أكسير لديك!
مطر
مُذ كنتِ...
درة في رؤيا أبيكِ
ومديات روحك تتسع في لجة الصحو
كنتُ هناك
مخبوء كسرِّك في أحداق الغيم اللهيف
أرقب تقلبك في كفيه
وفي كفيَّ
أزرع سنابل السَّرو
يا من...
جشمت ذرف المطر
المزاجه من بياض
و روح ريحك...
مذ كنتِ
خفقة...
ترتلك أجنحة اليمام
ليلقط من عوالمك حب الومق
وتمشط أمك في شعرك البشارات
والأحلام...
المشغولة بندى الريحان
والأقمار الـ تسّاقط من عنق السماء
لتُزرع في روض حجرك...
مذ كنت...
أنتِ...
أهزوجة...
تلون المدن الجديبة
بأخضر ديمها
وترش في وجناتها
حُمرة «الكبريت الأحمر...!
تكشط عن إهابها نقطتي التاء
لتومض نقطة الباء بنهر مديد
ألقيت فيه قمرا
وثلاثة نجوم
تنظرهم كل يوم بعين «كلثم»...
مذ كنتِ...
وطنا...
تتسع مع الأيام رقاعه
وتشسع حدوده
لترابه...
تسعى قلوب كزبر الحديد
تؤثث الأسحار
بقصتك...
حين تلقين اسمك على أعتاب الدار
ليذوب و دمع الأيتام
تخيطين جلباب «فضة»
يرتديك
وتبزغ شمس «الكُنى» في نحر الليل!
ومذ كنت...
كنت معك
أجهلك
بقدر ما أعرفك!
جمر
يا فضتها
يا تبر...
يا ماء الروح الصادية...
يا شجو اليقين
اطرحي ثمارك
قمرا...
وراية
ونصلا يبرق في عين الشمس
وأكفا تنبت أعين كوثر
حدثيني عن خمسة أجداث ناضبة إلا من شِعرك
أي سيدة القوافي المشعة...
أي سيدتي!
أعوذ بطهرك
من دنس المدن التنام على التنائي
وببحة صوتك
من إرنان لا فيض فيه
وجمرك
اليستحيل لنثار حياة
في ربوعك
حيث لا سقف للعطايا
فذي كفي...
وذي أهزوجتي...
ومنك الجمر والمطر.