منى فهد العبدالرزاق الوهيب / رأي قلمي / التبديل للتعديل والتعمير والتطوير

1 يناير 1970 10:13 م
سأطرح وجهة نظر حصيفة راجحة مختصة بالتبديل والتغيير وبعدها نُنَظر ونفند الرأي الراجح علنا نتفق عزيزي القارئ... وإن اختلفنا فهذا مبتغانا حتى نوجد بيئة خصبة صحية قابلة للنقاش والأخذ والعطاء، سئلت كثيرا عن رأيي فيما يحدث في الشارع الكويتي من خروج المواطنين بتجمعات للمطالبة بالتغيير فكنت أتحفظ على رأيي وأحتفظ به لنفسي، لا لشيء إلا للمصلحة العامة وعدم إثارة الفتن والبلبة في البلاد، ولكن ما أثار حفيظتي ذلك المصطلح غير المقبول في بلد مثل الكويت، ألا وهو (مظاهرة) عندما يقال ويتداول خرج المواطنون بمظاهرة جمعة الغضب، ومظاهرة جمعة التغيير، وجمعة الرحيل، وجمعة الرد، وغيرها من مسميات لا تغني ولا تسمن من جوع، ومظاهرة تلو الأخرى.

برأيي عندما يتجمع الشباب بمطالبات للتغيير والإصلاح فهي ليست بمظاهرات، فنحن لا ننظر إلى الحدث بل ننظر إلى ما وراء التأييد والمعارضة للحدث ذاته، ولماذا نضخم المواقف والأحداث بإطلاق كلمات لا تليق بها ولا ترمز إليها؟ إن للمظاهرة مرادفات في اللغة العربية كثيرة وعديدة مثل تجمع، تجمهر، احتشاد، وغيرها... لماذا وضعوا المجهر على مفردة مظاهرة واختاروها لتعبر عن التجمعات؟ فنحن هنا لا نؤيد ولا نعارض الخروج السلمي الراقي المنظم المخطط له، لإبداء الرأي والإعراب عما تكن النفوس للمصلحة العامة وللتغيير لا للتصفيق والتشهير. ولا يكفينا أن نقف على القضية مؤيدين أو معارضين للتجمعات بحد ذاتها من عدمه، أو تأييداً للقضية التي هي محور الخلاف ببقاء الحكومة أو رحليها وهذا ما تجمهر من أجله المواطنون.

عندما خطط الشباب لإقامة تجمع ونظم وقرر ونفذ، سواء كان هذا التجمع في ديوان أو قاعة أو ساحة أو فناء أو في قنوات التواصل الاجتماعية من منتديات، وفيس بوك، وتويتر، وغيرها... ليس إلا للتغيير والتبديل الذي حتما سيتبعه التعديل وما بعد التعديل إلا التعمير وما بعد التعمير إلا التطوير والإصلاح والمضي إلى الأمام في كل مجال تأخرنا عنه دهراً، وسبقنا من سبقنا في إصلاح وتطوير وتنمية، ولكننا لا نفقد الأمل فما زال المضمار مفتوحاً والسباق لم ينته، فلماذا لا نلحق الركب ونواكب العالم بالتغيير والتعمير والتطوير والارتقاء بمستوى الأداء المقدم للبلاد والعباد؟

إن كل ما نرجوه من العالم الداخلي والخارجي ألا يفهم تجمع المواطنين هو خروج على النظام أو انقلاب على الشرعية الكويتية، إن قضية التجمعات هي قضية نظامية مجتمعية دستورية، وهنا يجب أن نؤكد على مسألة ضرورية ومهمة للغاية، هي ألا نعبث بأمن البلاد من أجل أن يقال، فنحن لا نريد الكلام فقد سئمنا من الأقوال وجاء دور الأفعال، نريد التقدم لا التراجع، نريد الانتصار لا الانهزام، نريد الصعود لا التدني والانحدار، التبديل والتغيير ليس بالضرورة ان يكون بالأشخاص قد يكون التغيير بمنهاج وأساليب وأنظم العمل المتبعة في سائر وزارات الدولة، وتغيير الرؤى والخطط الاستراتيجية التي عفّى عليها الدهر وأصبحت بالية ورثة، فنحن لا تعنينا الشخوص إن ما يهمنا هو التغيير والتعمير والتطوير بأنظمة وقوانين الدولة التي تدعم وتعزز من دور المواطن الكويتي ليقود دفة الدفع إلى الأمام دون تعثر وتعرقل يؤدي بنا إلى تعطيل وتأخير عجلة التنمية التي توقفت أعوام عجاف، نسأل الله ألا يعيدها علينا ويبدلنا بخير منها، أعوام قوة ومتانة وصلابة بخطوات تقدمية للتبديل والتغيير والتعمير والتطوير.



منى فهد عبدالرزاق الوهيب

[email protected]

twitter: @mona_alwohaib