شاكر لـ «الراي»: أي تقارب مصري - إيراني يجب أن يضع في الاعتبار الحسابات في الخليج

1 يناير 1970 10:05 ص
| القاهرة - من نعمات مجدي |
دعا رئيس المجلس المصري للشؤون الخارجية السفير محمد إبراهيم شاكر، إلى ضرورة تقييم دور الجامعة العربية للنهوض بها حتى تواكب التحولات الكبرى التي تشهدها المنطقة العربية.
وقال لـ «الراي»، ان «تقييمنا لدور الجامعة العربية سيقودنا إلى إجراء إصلاحات مهمة في أداء الجامعة وعلاقاتها بالمنظمات الإقليمية الأخرى ومع الأمم المتحدة والمنظمات الدولية». ورأى أن «الموقف الذي اتخذته الجامعة من النظام الليبي الذي حاول إجهاض الثورة العظيمة يعطي لنا الأمل بأنها لن تقف مكتوفة الأيدي أو مجرد مشاهد لمجازر واعتداءات ترتكب ضد شعوب أخرى»، واصفا موقف الجامعة بأنه «كان فريدا ويحسب لها».
وأضاف: «حلم الوحدة العربية لا يزال يراود شقا كبيرا من أمتنا العربية... الثورة التكنولوجية قاربت بين الشعوب وما كان ممكنا للثورات التي يشهدها عالمنا العربي أن تتحقق بالسرعة التي نشهدها إلا بهذه الثورة التي نحصد ثمارها كل يوم».
رئيس المجلس المصري للشؤون الخارجية دعا إلى إعادة العلاقات مع إيران، باعتبارها جارا مهمًّا في محيطنا العربي بصفة عامة وتجنب الصراع معها، موضحا أن التقدم التقني لإيران خصوصا في المجال النووي «قد لا يكون مثالا يحتذى به من جانب الدول العربية التي تسعى لاستخدام الطاقة النووية لتوليد الكهرباء».
وتابع: «أي تقارب مع إيران يجب أن يضع في الاعتبار الحسابات في منطقة الخليج العربي بحيث يكون هناك تشاور وثيق مع دول الخليج».
وحول عملية السلام، قال شاكر: «علينا إعادة النظر في استمرار احتلال إسرائيل للأراضي العربية والتنكيل بشعب فلسطين واحتلال أراضيه وإقامة المستوطنات حتى يمكننا تنشيط عملية السلام على أسس جديدة وبقوة دفع كبيرة».
وشدد على ضرورة أن تعيد مصر تقييم سياستها الخارجية وعلاقاتها الإقليمية في أفريقيا، خصوصا مع دول حوض النيل، مشيرا إلى أن ابتعاد مصر عن أفريقيا وإهمالها لهويتها الأفريقية ترتبت عليه آثار غير مرغوب فيها، أبرزها قيام 6 دول بتوقيع اتفاقية إطارية بداية من العام 2009 وإعلان إثيوبيا بناء سد الألفية، ما يهدد حصة مصر الحالية في مياه النيل.
واكد: «علينا إعادة تقييم سياستنا الخارجية مع الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي أيضا، للتخلص من سياسة التابع واتباع سياسة أكثر ندية»، مضيفا: «يجب علينا عدم إغفال دول آسيا وأميركا اللاتينية لما تمثله هذه الدول من أهمية متزايدة على الساحة الدولية، خصوصا على المستوى الاقتصادي».
وطالب شاكر، بضرورة تفعيل دور الأزهر الشريف وجامعته للتواجد في الدول الآسيوية ذات الجاليات الإسلامية لدعمها والاستفادة منها في تحقيق تواجد أعمق في إطار منظومة العلاقات بينهما.
ودعا ختاما الى «مراجعة الأطر المرجعية التقليدية للسياسة الخارجية المصرية التي ركزت على الدوائر الثلاث، العربية والأفريقية والإسلامية نحو فكر أكثر ديناميكية يستوعب التحديات التي تواجه مصر ويعكس الفرص الجديدة أمامها».