عندما نكتب كلمة (هوشة) بالعكس ستكون (تشوه) قد يقول أحدهم هوشة تنتهي بالتاء المربوطة وتشوه تبدأ بالتاء المفتوحة فلا يوجد تناسب بينهما، فنقول له لا توجد كلمة في قواميس اللغة العربية الموجودة في العالم العربي والإسلامي تبدأ بتاء مربوطة، لهذا تتحول التاء المربوطة عندما تكون في آخر الكلمة إلى تاء مفتوحة عند عكس الكلمة أي كتابتها بالعكس.
نعم إنه تشوه وهي كلمة أصلها (شوه) رجل أَشْوَهُ: أي قبيح الوجه. يقال: شاهَ وجْهُه يَشُوه، وقد شوَّهَه الله عزوجل،فهو مُشَوَّه؛ وقُبِّحَ حامِلُهْ شاهَت الوجوهُ (تَشُوهُ) شَوْهاً: قَبُحَت. وفيه قال لابن صَيّادٍ: شَاهَ الوَجْهُ (وتَشَوَّه) له أي تنكَّر له.
نعم إن ما حصل في قاعة عبدالله السالم الأربعاء الماضي الموافق 2011/5/18 صباحا، إنه لتشوه وقبح لصورة البرلمان الكويتي ولممثل الأمة المنتمي لهذا الصرح الذي هو منبع ومصدر الآداب التي يجب أن يتحلى بها ممثلو الأمة، نحن نعلم أنهم بشر يخطئون ويصيبون ولكن تارة تكون الأخطاء مقبولة وفي حدود المعقول وتارة يكون الخطأ خارجا عن حدود المعقول ولا يكون مقبولا، وقد نتجاوز أحياناً عن خطأ يصدر من شخص ما أياً كان منصبه أو ثقافته العلمية والمجتمعية التي يحملها، وأكثر من هذا بل نبحث عن عذر له لطالما هو يمثل نفسه وشخصه، ولكن ما لا نتجاوز عنه ولا نقبله حاضراً ومستقبلا ذلك الخطأ الذي يصدر من أشخاص يمثلون الأمة، بل ومسؤولون عن كل ناخب كويتي أعطى صوته لهذا الممثل.
أيها النائب الفاضل أنت تعلم علم القين أنك لا تمثل شخصك وذاتك، فكل ما يصدر ويبدر منك من أقوال وأفعال غير لائقة، سوف يتهم فيها من صوّت وأعطى صوته لذلك الممثل الذي لم يصن الأمانة، فنحن سلمناكم الأمانة فصونوها، ونرجو ألا يستهان بتلك الأمانة فإنها أعظم أمانة وهي أمانة التكليف فنحن كلفناكم بالقيام عنا بتشريع كل ينفع ولا يضر المواطن الكويتي، الذين تعلمون علم القين بأنه ليس أي مواطن ليس ذلك المواطن الساذج الذي تنطلي عليه الأمور، ولا هو بالمواطن الذي يستغفل، بل هو المواطن الذكي الذي ملكه الله حصافة ورجاحة العقل، سواء اتفق أم اختلف النواب في كلتا الحالتين يجب أن يكون الاتفاق أو الاختلاف يصب في مصلحة المواطن فقط لا غير، لا للمصالح الشخصية أو المصالح الحكومية.
قد نقبل بأي ثقافة خاطئة تسود في المجتمع عندما يكون مصدرها ومنبعها أفرادا ومجاميع من عوام الناس، بل ونجتهد لتصحيحها وتغييرها، ولكن لا نقبل بثقافة خاطئة تسود وتسيد بالمجتمع ويكون مصدرها عقر دار بيت الأمة، سواء كانت هذه الثقافة سلوكية فعلية أو لفظية قولية. هل هذا الميراث الذي سوف تورثونه الأجيال؟ إن ما حصل فقد سجل في صفحات التاريخ الكويتي ولن ينساه أو يسقط من صفحاته.
فعليه نطالب للمستقبل وكلنا أسى بأن يشترط على من يرغب بترشيح نفسه لعضوية مجلس الأمة أن يكون قد اجتاز لا يقل عن خمس دورات وورش عمل في فقه وكيفية التعامل مع الآخرين وآداب الحوار والخطاب واكتساب مهارة المرونة في التعامل وتقبل الرأي الآخر بصدر رحب، وكيفية التعامل مع أنماط الشخصيات، وأصبح حتماً على مجالس الأمة المقبلة أن تشكل لجنة القيم لتكون رقيبة على تصرفات النائب، ويكون في اللائحة الداخلية لمجلس الأمة جزاءات وعقوبات لكل نائب يتجاوز حدود الأدب بالسلوك أو اللفظ، وكل ما نطالب فيه ليس إلا للإصلاح وتحرزا على أجيالنا القادمة حتى لا يقعوا في المطب نفسه.
ليس عيباً أن نخطئ ولكن العيب كل العيب أن نكرر الخطأ نفسه، فيا نواب الأمة شيءٌ قليل من الحكمة والتدبير لشؤون البلاد والعباد من أجل الكويت ومن أجل حقب من الأجيال القادمة لتطوير وتنمية البلاد بأساليب وأنظمة تخترق التعطيل ليصبح تشغيلا لعجلة التنمية البشرية أولاً وأخيراً لتدفع ببقية عجلات التنمية من صحية وتعليمية واقتصادية، وغيرها.
منى فهد العبدالرزاق الوهيب
[email protected]twitter: @mona_alwohaib< p>