مشعل الفراج الظفيري / إضاءة للمستقبل / حرية... حرية... حكومة شعبية

1 يناير 1970 10:09 م
ما أفهمه من هذا الشعار الذي ردده بعض الشباب بالقرب من ساحة الصفاة أنهم يطالبون بحكومة منتخبة من الشعب بغض النظر عن صفة الشخص الذي يرأسها سواء كان شيخاً من الأسرة أو مواطناً عادياً، المهم أنها تأتي من صناديق الاقتراع... وباعتقادي أنها بداية النهاية لمجتمع يتمتع فيه الصغير قبل الكبير بمساحة كبيرة من الحرية والترف علاوة على «العياره» وهي لغير الناطقين بالكويتية تعني «الاستهبال»، وهذا يكمن عندما صاح أحدهم «أوباما يقول ان للشعوب الحق في الاختيار»، وأقول له نحن في الكويت نتمتع بهامش حرية أكبر مما هو في أميركا والفرق بيننا وبينهم أنهم يفرقون بين الحرية والفوضى ويحرصون كثيراً على عدم قطع الشعرة الرفيعة بينهما، أما نحن فقطعناها منذ زمن طويل، فلا يوجد لدينا فرق بين الحرية والفوضى فتجاوز القانون والمطالبة بأخذ حقوق الآخرين وشتم الناس والطعن في أعراضهم وتخوينهم صار عندنا من الحرية التي يجب أن تحترم، ولا غرابة أن نغوص في مشاكلنا وكلما حاولنا الخروج رموا علينا بالمصايب حتى نعود سيرتنا الأولى، ولو استخدمنا عقولنا ونفوذنا لنافسنا سنغافورة بالنظافة وأوروبا بالتطور والنظام، واليابان بالصناعة، لكننا أصررنا على مجاراة السودان والصومال واليمن وغيرها من دول العالم الثالث في النظافة من حيث الشوارع والبنى التحتية، ومازلنا متمسكين بتجارب عربية بالية في معاداتها للحاسب الآلي والمصيبة يقولون حكومة الكترونية، وأصبحنا من أكثر الدول المصدرة للكذب والخداع والتخوين والحسد والإشاعة كوننا جزءا لا يتجزأ من النسيج العربي.

إن كانت حكومة ناصر المحمد برأيكم أسوأ حكومة في تاريخ الكويت فإنها برأيي تظل أفضل من أي حكومة منتخبة خصوصاً في وقتنا الراهن والأسباب كثيرة ويكفيني التدليل على سبب واحد فقط... انظروا لتجارب بعض الوزراء السابقين والمحسوبين على أحزابنا السياسية ماذا فعلوا في وزاراتهم عندما تولوا مهامها وهل كانت مسطرتهم واحدة مع الكل، أم أن الأقربون أولى بالمعروف؟ وحكومتنا أخفقت باستقطاب الشباب وتلمس حاجاتهم وتوظيف قدراتهم بما يخدم البلد وكل ما في الأمر دعوة على استحياء قدمها الشيخ أحمد الفهد لبعض المغردين مع عدم معرفتنا بالأسباب والدوافع، والحل هو توجيه دعوة مفتوحة من الوزراء لجميع الشباب للتعبير عن آرائهم ومقترحاتهم وحتى انتقاداتهم بدلاً من إهمالهم في الشوارع والساحات للتعبير عما في قلوبهم وهم غير ملومين في ذلك.

إضاءة: الشباب هم ثروة المجتمع... متى ما أحس بالعدل أبدع ومتى ما ظلم تقاعس عن واجبه ومتى ما أُهمل تحول إلى إنسان مخرب نتيجة الحرمان والغبن... ومنا إلى من يهمه الأمر.



مشعل الفراج الظفيري

كاتب كويتي

[email protected]