العربي الصديق من المغرب!

1 يناير 1970 08:21 م
| شيماء راشد عبدالله |

لم يخطر في بال أي مشاهد لمسرحية باي باي لندن ان المشهد الذي يضم الفنانين غانم الصالح وعبدالحسين عبدالرضا واللذين يمثلان به شخصيتين من دول الخليج العربي وان الفنان داوود حسين وهو ثالث الشخصيات بأنه سوف يصبح أخا لهما في رابطة دول الخليج.

فكنا نضحك بشدة عند سؤال عبدالحسين عبدالرضا لداوود حسين عن اسمه ويجاوب عليه فيقول: «وين هذا أي شارع»، هذه هي رده الفعل الطبيعية لمجموعة من الناس تشترك معنا في أشياء وتختلف معنا في أشياء أخرى كثيرة، فهي تختلف عنا في الكثير من الأشياء، وما جعلني أتذكر هذا المقطع من المسرحية هو الحدث الأخير وذلك بانضمام دولتي المغرب والأردن الشقيقتين لدول مجلس التعاون الخليجي، وقد لاقى هذا الحدث استياء وسخرية من جميع فئات المجتمع ونقدا وذهولا، كون لا احد من الدول المنضمة يشترك معنا في الموقع الجغرافي الذي يطل على الخليج العربي وهذا هو سبب تسمية الدول المطلة عليه بدول الخليج العربي، وان كان للانضمام سبب عسكري أو اقتصادي أو سياسي، فانا اختلف معه كل الاختلاف فعلى سبيل المثال لو وضحنا ان سبب هذا الانضمام هو توحيد الأمة العربية وتقوية الجيش ضد أي أطماع خارجية ممكن أن تحدث في المستقبل، وان هذا الانضمام يجب أن يكون موقعا بالوثائق حتى لا يتعرض المجلس للمساءلة فأنا اعتبر هذا السبب ضعيفا جدا ويوجد لدي أسبابي الخاصة، أولها ما هو دور جامعة الدول العربية وبانضمام المغرب والأردن لمجلس التعاون الخليجي هذا يعني سقوط جامعة الدول العربية وعجزها عن تنفيذ اللوائح فهذه الطريقة وان سقطت هل يجب علينا الترحيب بانضمام كل الدول والتغاضي عن اذا ما كانت من دول الخليج، ثاني الأمور وأنا اعتبرها مهمة جدا لماذا كل هذا هل انضمام الدول عسكريا والتوضيح للعالم اجمع اننا نملك قوى عسكرية وجيوشاً أمر معقول، من وجهة نظري يجب حل هذه المسائل بشكل سياسي والابتعاد كل البعد عن العسكرية والاستعراض فنحن في زمن يحب علينا حل الأمور بشكل سياسي عقلاني حتى لا يحدث أضرار على الطرفين، والنقطة الأخيرة التي أحب ذكرها أن ما حدث في الغزو العراقي الغاشم اكبر دليل ويجب علينا الاعتبار منه فما حدث من دولة شقيقة وجارة لنا بحيث اخترقت كل القواعد وهاجمت دولة جارة لها أمر استنكر منه العالم اجمع، فما حدث بعد ذلك من بعض الدول والتي تشاركنا في اللوائح والميثاق وما الى ذلك من الأمر تغيير موقفها بعد ذلك بشكل كبير وهناك دول لا تشاركنا حتى في اللغة ولا يوجد بيننا أي عقود حماية الى انها وقفت معنا في هذه الأزمة وساعدتنا بشكل كبير أكثر من دول تشاركنا في الدين واللغة، وما أريد الوصول اليه ليس كل ما يكتب يطبق.

فهذه الأمور السياسية يجب النظر والتمعن بها، والابتعاد عن التفكير الشرقي خاصة في مثل هذه الأمور وهو تفكير أنا واخوي على ولد عمي وأنا وولد عمي على الغريب، يجب علينا الارتقاء أكثر من ذلك والنظر في مسألة الأردن والمغرب وهما دولتان شقيقتان ولهما الاحترام والتقدير والمقام العالي ولكن لا تعتبران من دول الخليج العربي.



جامعة الكويت - كلية التربية