أقر بأنه نازي ووجّه انتقاداً إلى إسرائيل بالاسم
مخرج «ماليخوليا» دمّر كوكب الأرض وحظوظه أيضا للفوز في سعفة كان الذهبية
1 يناير 1970
06:10 م
كان فيلم «ماليخوليا» (Melancholia) قاب قوسين او ادنى من الانضمام امس الى قائمة الافلام المرشحة للفوز بالسعفة الذهبية لمهرجان «كان» في دورته الحالية، لكن مخرجه الدنماركي المشاكس لارسن فون تريير تسبب في جعل ذلك الاحتمال مستبعدا بعض الشيء بعد أن أطلق تصريحات مثيرة للجدل من المتوقع لها أن تثير ضده حملة شعواء بتهمة معاداة السامية، وهو الامر الذي سيقلص بطبيعة الحال حظوظ الفيلم في الفوز بجائزة المهرجان.
فبعد انتهاء عرض الفيلم الذي اثار اعجاب واستحسان الجميع أمس في اطار فعاليات اليوم الثامن من أيام المهرجان، اطلق فون تريير تصريحات من العيار الثقيل، وذلك عندما أقر بأنه نازي وأنه يتعاطف مع هتلر، كما وجه انتقاداً إلى إسرائيل بالاسم.
كلام فون تريير المثير للجدل جاء في سياق المؤتمر الصحافي الذي عقد في اعقاب عرض فيلمه «ماليخوليا» الذي تتقاسم بطولته الممثلتان كريستين دانست وتشارلوت غينسبورغ اللتان بدت عليهما علامات الصدمة والاندهاش لدى سماعهما تصريحاته بينما كانتا جالستين على جانبيه خلال المؤتمر.
فلدى سؤاله عن حقيقة أن اصوله ألمانية، فاجأ فون تريير الجميع عندما قال: «طوال فترة طويلة من حياتي اعتقدت انني من اصول يهودية وكنت سعيدا بذلك، لكن تلك السعادة تلاشت تماما بعد ان التقيت المخرجة الدنماركية اليهودية سوزان باير، وبعد ذلك اكتشفت انني نازي واتحدر في واقع الامر من اصول ألمانية، ولقد اسعدني ذلك الاكتشاف... واستطيع القول انني اتفهم هتلر وانني اتعاطف معه بعض الشيء».
وتابع: «لا اقصد انني ضد اليهود، بل انا اتعاطف معهم الى حد كبير على الرغم من ان كون المرء اسرائيليا هو شيء سيئ». وعند ذلك راحت بطلتا الفيلم ترمقانه بنظرات استنكار وذهول فاستدرك قائلا: «حسنا لا ادري كيف اتراجع عن هذه الجملة عموما، انا شخص نازي».
وبهذا يمكن القول ان فون تريير ربما يكون قد سدد دونما قصد ضربة قاضية الى حظوظ فيلمه «ماليخوليا» في الفوز بالسعفة الذهبية، وذلك على الرغم من ان تلك الحظوظ كانت قد بدت مرتفعة جدا من خلال الانطباعات الايجابية التي سادت بين الجمهور والنقاد فور انتهاء عرض الفيلم... وحتى قبل انعقاد المؤتمر الصحافي تدور الحبكة الروائية لفيلم «ماليخوليا» في اطار درامي غير تقليدي حيث تبدأ القصة مباشرة من نقطة النهاية بدمار كوكب الارض وفناء الحياة برمتها بسبب حدوث تصادم الكوكب مع جسم سماوي عملاق آتٍ من وراء الشمس، ثم يبدأ استرجاع درامي «فلاش باك» في استعراض قصة علاقة مضطربة ومتوترة بين شقيقتين خلال الفترة القصيرة التي سبقت ذلك التصادم، حيث يستعرض الجزء الأول كيف حصل تباعد وتنافر بين الشقيقتين، ففي البداية يسترجع الفيلم أحداث حفل زفاف الشقيقة الكبرى جاستين (تلعب دورها كريستين دانست) وبعد زواجها مباشرة تصاب جاستين بحال اكتئاب حاد (ماليخوليا)، وهي الحالة التي تجعلها هادئة وغير مكترثة مطلقا بالتصادم الكوكبي الوشيك الذي يهدد كوكب الارض وفي المقابل فان شقيقتها كلير (تلعب دورها تشارلوت غينسبورغ). يسيطر عليها القلق والخوف من المصير المأسوي المحتوم الذي يؤدي الى تدمير كوكب الارض وما عليه في نهاية المطاف.
تجدر الاشارة الى ان جميع افلام فون تريير السابقة كانت ذات نهايات سعيدة، لكن فيلم «ماليخوليا » هو اول فيلم له ذي نهاية تراجيدية غير سعيدة وهي النهاية التي قد تبدو متناسبة مع موقف حظوظ الفيلم في المهرجان بعد التصريحات المثيرة للجدل التي اطلقها المخرج الدنماركي امس.
وعرض للمرة الاولى أمس على شاشة ضخمة في مهرجان كان فيلم يتناول وصول الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي للسلطة وانفصاله عن زوجته السابقة سيسليا لاحقا،
أثار فيلم «لا كونكويت» أو (انتزاع الحكم)، للمخرج كزافييه دورينجيه، ضجة كبيرة في فرنسا نظرا لأنه الفيلم الأول الذي يتناول جانبا من حياة رئيس فرنسي مازال في السلطة.
وعلى غرار فيلم «إن ذا لوب» البريطاني السياسي الساخر، فإن «لا كونكويت» - الذي يحمل عنوانا فرعيا هو «الرجل الذي فاز بالرئاسة وخسر زوجة» يتعرض لشخصية ساركوزي الطموحة المركبة وعلاقاته النسائية.
ويقوم الممثل السينمائي والمسرحي القدير دونيس بوداليس بدور ساركوزي في الفيلم الذي يبدو أنه سبب إزعاجا للرئاسة.
ووصف بعض مستشاري ساركوزي الشخصية متقلبة المزاج التي يصوره بها الفيلم بأنها «كاريكاتورية». كما أعربت كارلا بروني ساركوزي عن «قلقها» إزاء تجسيد زوجها.
وقال ساركوزي نفسه إنه لا يرغب في مشاهدة الفيلم، وصرح لمجلة فرنسية بالقول «بشكل عام لم أقرأ أبدا ما يكتب عني لأن ذلك لا يسعدني على الإطلاق». < p>< p>< p>