الصالون الإعلامي كرّم الصحافيين العرب الأوائل في الكويت
النصف: الكلمة أمانة ... لنحرص عليها
1 يناير 1970
11:49 م
| كتب باسم عبدالرحمن |
احتفى الصالون الاعلامي، مساء أول من أمس، بكوكبة من الإعلاميين والصحافيين العرب، الذين عملوا في الكويت، وأثروا الساحة الإعلامية الكويتية، وقدموا لها خبرات ومساهمات جليلة، ساعدت على تحقيق ريادة الإعلام الكويتي في المنطقة لسنوات عدة.
وقال وزير الاعلام وزير المواصلات سامي النصف، ان «الصحافة الكويتية نشأت على فترات مختلفة، ثم توقفت خلال عقود العشرينات والاربعينات والخمسينات من القرن الماضي، إلى ان حضر الينا مجموعة من الصحافيين العرب في بداية الستينات، ليساهموا في انطلاقة الصحافة الكويتية ونهضتها».
واضاف النصف، ان «الكلمة امانة... لنحرص عليها، وأن كنا نفخر بصحافتنا الكويتية، فعلينا ان نفخر باخواننا الصحافيين العرب الذين كان لهم دور كبير في تكوين هذه الصحافة منذ نشأتها الاولى»، مشيدا بدور القطاع الخاص السباق دائما الى المبادرات المختلفة، ومنها الصالون الاعلامي، الذي حرص على اقامة العديد من المنتديات الاعلامية المختلفة.
واعتبر النصف الصحافيين العرب الذين ساهموا في صناعة صحافة الكويت، بالمراجع التي يمكن الرجوع اليها في ما يمكن ان يقال وينشر، وما لا يقال ولا ينشر، في اشارة منه الى المهنية الصحفية، خاصة فيما يخص الوحدة الوطنية والحرص عليها، مشددا على اهمية الامانة في نقل الكلمة.
وطالب النصف، بضرورة تسجيل ما قدمه الاشقاء الصحافيون العرب المساهمون في الحياة الصحفية المحلية في تاريخ الصحافة الكويتية.
من جهته رحب الأمين العام لهيئة الملتقى الإعلامي العربي، ماضي الخميس، بالوزير النصف، باعتباره «احد مؤسسي الصالون الاعلامي»، مهنئا اياه بمناسبة توليه حقيبتي الاعلام والمواصلات، داعيا له بدوام التوفيق.
وفيما يخص تكريم الصالون الاعلامي لعدد من الصحافيين العرب الذين ساهموا في اثراء الصحافة الكويتية، قال الخميس ان «فكرة تكريمهم راودتنا منذ وقت بعيد، والصالون سيقوم بين فترة واخرى بتكريم عدد من رواد الصحافة الكويتية، لقاء جهودهم التي بذلوها من اجل نهضة صحافة الكويت».
من جهته سرد الكاتب الصحافي احمد البوظ، بدايته مع الصحافة الكويتية، وقال «حضرت الى الكويت عام 1961، وعملت في جريدة اخبار الكويت، الانباء حاليا، ثم انتقلت الى جريدة السياسة، ومنها الى مجلة الحوادث اللبنانية لمدة 37 عاما، الى ان توقفت المجلة الشهر الفائت».
واعرب عن شكره للكويت واهلها، لقاء الحفاوة والتكريم المتميز على جهود كل من ساهم في نهضة الصحافة الكويتية، مؤكدا انه سيسرد ذكرياته مع شارع الصحافة الكويتية في كتاب، داعيا وزير الاعلام الى دعم هذا الكتاب.
بدوره اكد الصحافي اسعد الصابونجي، على اعتزاز العالم العربي بالصحف الكويتية، لافتا الى ان بدايته في الكويت كانت عام 1961، وكان يتنقل بواسطة الدراجة، في الوقت الذي كانت لا توجد في الكويت لا سيارات ولا دوائر حكومية بالشكل المتعارف عليه اليوم.
واعرب الصابونجي، عن فخره بثقة صاحب السمو امير البلاد، فيه واصطحابه خلال سفراته الخارجية، كما افشى سرا للمرة الاولى، مضمونه انه اذاع اول خبر عن احداث الصامتة عام 1973، من خلال المعلومات التي حصل عليها من سمو الامير الشيخ صباح الاحمد وقتها، مع عدم ذكر اسمه في الخبر، لدرجة ان وزارة الاعلام وقتها كانت تريد ابعاده عن البلاد.
وقال الصحافي امين المؤذن، «جئت الى الكويت في فبراير 1958، وافتتحت محلا لتصاميم الاعلانات والخطوط في سوق المباركية، وكنت اول من صنع اعلانات الشوارع في الكويت».
واضاف المؤذن، «في عام 1960 انتقلت للعمل في مجلة حماة الوطن التابعة للجيش الكويتي، ثم انتقلت الى مجلة الكويت التابعة لوزارة الاعلام بعد ان اوقفت الوزارة المجلة»، لافتا الى ان الكويت كان التعامل فيها في الماضي بموجب عهد الكلمة لا العقود.
ولفت المؤذن، الى انه كان يحظى بثقة الامير الوالد الراحل الشيخ سعد العبدالله، رحمه الله، الذي كان يرسل في طلبه، لتنفيذ بعض الامور التي كان يطلبها وتتعلق بالعمل الصحافي والطباعة، مشيدا باخلاق الشيخ الراحل سعد العبدالله، من حيث الطيبة وحسن التعامل مع الغير.
اما الصحافي عبداللطيف الاشمر، فقد اعرب عن مفاجأته بمبادرة الصالون الاعلامي، لتكريم باقة من الصحافيين العرب الاوائل الذين عملوا في الكويت بعد مرور 40 سنة، «والتي كدنا ان ننسى فيها انفسنا».
وقال الاشمر، «بدأت عملي من جريدة السياسة، بواسطة احد معارف رئيس تحرير السياسة احمد الجارالله».
ولفت الاشمر، الى قيامه باعطاء دورات تدريبية لعناصر كويتية تم ادخالهم الى سوق الصحافة الكويتية، ثم ارتقت هذه العناصر الى مراكز مرموقة في قطاعات الدولة المختلفة، لافتا الى ان الكويت استقبلت كافة الجنسيات التي عملت بصحافتها، وهو الامر المختلف عن العمل بالصحافة في اي دولة عربية أخرى، حيث ان هذه المهنة تقتصر على مواطنيها فقط.
ولفت الاشمر الى ان الصحافة الورقية التقليدية اليوم يدور بينها وبين الصحافة الالكترونية صراعا، غير انه شدد على ان للقراءة الورقية طعمها المميز.
بدوره أشار الكاتب الصحافي، مدير تحرير مجلة اسرتي محمد مرعي، الى أنه حضر الى الكويت عام 1962 موفدا من جريدة اخبار اليوم المصرية، لتغطية احداث ازمة عبدالكريم قاسم، الا انه بقي في الكويت حتى يومنا هذا.
ووصف محمد مرعي سفير الكويت السابق لدى القاهرة، حمد الرجيب، بالاسطورة الاثيني «برومسيوس»، لما كان له من جهد طيب في نهضة الكويت من خلال علاقاته الديبلوماسية.
وأعرب مرعي عن اعتزازه، بالراحل الشيخ عبدالله السالم، والذي كان يسير عقب صلاة الفجر بسيارته قادما من الشويخ باتجاه الكويت، من دون حراسة او تعطيل للمرور، لافتا الى انه مع اصدقائه قاموا بالتهليل للراحل في احدى مرات مروره فتوقف بسيارته، وطالعهم بوجهه الملائكي، وخاطبهم وبدأ في السؤال عنهم، وعن ما يحتاجونه من خدمات، ما كان له الاثر الطيب في نفوسنا لقاء تواضعه رحمه الله.
اما الزميل الصحافي احمد ابوسيدو، فقد اعرب بدوره عن سعادته بتجمع شمل الصحافيين الاوائل، لتكريمهم على جهودهم المبذولة للنهوض بالصحافة الكويتية.
ولفت ابوسيدو، الى انه بدأ العمل بمهنة الصحافة منذ ان كان طالبا بالثانوية العامة، وعمل مراسلا لجريدة «الراي العام»، من القاهرة اثناء دراسته الجامعية.
وتحدث ابوسيدو، عن اهم محطات حياته، وفيها لقائه مع رئيس تحرير جريدة اخبار اليوم المصرية الكاتب الصحافي الراحل مصطفى امين، والذي تفاجأ وصدم حينما وجد من يحاوره شخصا لم يتجاوز العشرين من عمره، إلا انه غير فكره بعدما وجد اسئلة حوارية صريحة لم يكن يتوقعها الراحل من شاب في هذا العمر، وقام على اثر ذلك باهدائي 3 كتب من اصداراته.
وتحدث ابوسيدو، عن نشره لوثائق سرية خاصة بنسبة تأثير اشعاعات انفجار مفاعل تشرنوبل عام 1986 الشهيرة، والتي وصلت نسبتها في الكويت الى 30 في المئة وقتها، مشددا على اهمية الشجاعة والجرأة في نشر الحقائق رغم عتب وكيل وزارة الصحة وقتها عليه، بسبب نشر هذه الوثائق، مؤكدا انه تمسك برأيه في نشر هذه الحقائق رغم عتاب وكيل وزارة الصحة وقتها.
كما سرد قصة نشره للقائه مع الشيخ الاميركي احمد ديدات وقت حضوره الى الكويت، بدعوة من الهيئة الخيرية الاسلامية العالمية، فقام بمرافقته في السيارة وكان الامن يظن وقتها انه تابعا لديدات اما رجال امن ديدات فكانوا يظنوه من التابعين للهيئة الخيرية، وانتهى من لقائه طوال طريق ديدات من المطار وحتى مقر اقامته في الفندق.
وقال الصحافي يوسف العلاونة، ان «صحف الكويت كانت مؤثرة جدا في الشأن العربي في السابق، وكان لها تأثيرها البالغ على سياسة العرب».
وفي ختام الحفل قام كل من وزير الاعلام سامي النصف، والأمين العام لهيئة الملتقى الإعلامي العربي ماضي الخميس، بتكريم الصحافيين العرب الاوائل الذين ساهموا في نهضة الصحافة الكويتية، واهدائهم الدروع التذكارية.
وشملت قائمة المكرمين كلا من: اسعد الصابونجي، ويوسف العلاونة، واحمد البوظ، وامين المؤذن، وعبداللطيف الاشمر، ومحمد مرعي، واحمد ابوسيدو.