عائشة عبدالمجيد العوضي / في العمق / ميلادٌ جديد... وانعكاساتٌ حياتية!

1 يناير 1970 04:33 ص
لا أعلم كيف ومن أين أبدأ، فالموضوع عندما يتعلق بأشياء على نفسي عزيزة، وفي قلبي حبيبة، ولروحي قريبة، تصبح الحروف قليلة والكلمات جداً شحيحة، وما ذلك إلا لشعوري أنني مهما قلت ومهما كتبت لن أوصل بدقة ما وددت!

ما دعاني للكتابة هنا شيئان، الأول أن ما سأكتب عنه له فضل علي وأنا أعشق إرجاع الفضل لأصحابه، أما الثاني فهو لإيماني التام بأن ما سأطرحه جديرا بالذكر وبالإخبار عنه فهو تجربة نخط بها للرقي عنوانا، ونرسم من خلالها للنجاحات لوحة زاهية إطارها الثبات والاستمرار وألوانها الاخلاص والاستعانة بالله.

هي قصة ميلاد... ليست تلك التي نولد بها على الدنيا، لا... لا، بل هي أعمق من ذلك بأضعاف، إنه ميلاد العقل، نعم... لِمَ الاستغراب فللعقل ميلادٌ مختلفا، ميلادٌ ينتشله من ظلمات الجهل إلى نور العلم ومن قيود التحجُّر إلى إنطلاقات المرونة، ميلادٌ يتقن العقل من خلاله وظيفته ويفهم أهميته وأسباب وجوده، هو ميلادٌ له انعكاساته المترامية الأطراف على جميع جوانب الحياة الشخصية والاجتماعية، داخلياً كوجدانٍ وعقلٍ وروح وخارجياً كتعاملاتٍ وعلاقاتٍ وطرق اتصالٍ وتواصل.

لن أطيل أكثر، فمهما كتبت وأسهبت لن أوفي حقاً. ما أتحدث عنه هنا هو «منتدى قلم المرأة الفكري» ماهو هذا المنتدى؟ هو تجمّع يتم مرتين في الأسبوع بتمويل ذاتي شهري من العضوات، في اليوم الأول يتم استضافة أحد المحاضرين من المختصين وأصحاب الخبرات والأساتذة والنواب والوزراء والشيوخ وما إلى هنالك لننهل من فيض خبراتهم، أما اليوم الثاني فهو يوم للعضوات يتم فيه عمل جلسات حوارية نقاشية بمختلف المجالات، معتمدين في ذلك على أساليب متعددة من الاستراتيجيات التي تنمي التفكير، منها استراتيجية العصف الذهني واستراتيجية القبعات الست وخلافه من برامج تنمية التفكير المختلفة. عندما أقول منتدى قلم المرأة الفكري تنهال على ذهني صورٌ عديدة لعطاءاته، ماذا أعطاني هذا المنتدى؟ للأمانة هو سؤال إجابته تحتاج شرحاً وتفصيلاً، لكنني سأكتفي بالإشارة وسيكون حديثي مجملاً، علمني هذا المنتدى أن لوجودي في هذه الدنيا معنىً مختلف، علمني أن هناك فرقاً بين تبسيط العلم وتسطيحه، علمني كيف تكون لي نظرة ما ورائية تخترق السطح لتغوص في عمق العمق، علمني أن أتقبل الجميع بلا استثناء على اختلاف توجهاتهم، أتقبلهم سواء مؤيدون أم معارضون، علمني أن أقتنص الفرص وأتأمل وأستفيد من كل المجريات، علمني أن أحمل هم أمتي، أثقلني بمهمة إصلاحها، أقنعني بأن هناك ثغرات إن لم أسدها أنا لن يسدها أحدٌ غيري، باختصار... هو منحني رصيداً معرفياً خبراتياً كنت سأمضي أعواماً لتحصيله لو كنت بمفردي!

بعد أيّام سيختم المنتدى عامه الثالث دخولاً بالرابع، عندما ألقي نظرة تأملية فاحصة أبتسم، وأقول لاشعورياً... «إنجاز» هو حقاً إنجاز لا تكفيه الحروف ولا تشبعه الكلمات، فلا أملك لك يا منتداي الغالي إلا أربعة حروف تتشكّل منها كلمة شكراً لأرفقها بعطاءاتك، ووعداً مني لك بالمكافحة لاستمرارك.





عائشة عبدالمجيد العوضي

[email protected]

Twitter: 3ysha_85