نهائي الكؤوس لايخضع إلا لمنطق الإصرار... واسألوا كاظمة عن «ثلاثية الفحيحيل»

خيطان و«الكويت» لهما في 1986...«حافز وعبرة»

1 يناير 1970 12:34 م
| كتب أحمد المطيري |

ماهي إلا ساعات معدودة ويدخل خيطان اجواء حقيقة... الحلم الذي انتظره منذ تأسيسه قبل 46 سنة، عندما يكون للمرة الاولى في تاريخه طرفا في المباراة النهائية لبطولة كأس ولي العهد لكرة القدم أمام عميد الاندية «الكويت»، غد الثلاثاء.

انه واقع الامر الذي فرضه أبناء خيطان على اندية لها في انجاز البطولات صولات وجولات هي العربي والقادسية وكاظمة والسالمية عندما اصبح واحدا من طرفي القوى في ختام مسابقة من مسابقات كرة القدم الكويتية مؤكدا احقيته عنهم جميعا بل وغيرهم بحكم الوصول وافضليته بحكم التواجد.

وفي كل الاحوال ساعات وسوف يتحقق حلم السنين لخيطان وينبض بفعل الحقيقة، والحقيقة باتت له حلما بتحقيق اللقب الذي طال انتظاره ولم يعد يفصله عنه سوى 90 دقيقة قد تحسم كل الامور لصالحه ويدون اسمه بأحرف من ذهب في سجل البطولة.

من يعتقد أن «الكويت» طريقه مفروشا بالورود للفوز بالكأس بحكم التاريخ والانجازات والقدرات والامكانات يكون متجنيا على «الابيض» بل ومضللا لان تاريخ نهائيات الكؤوس في كل العالم لها منطق مختلف ولم تشذ كرة القدم الكويتية عن هذه الحقيقة عندما انتزع الفحيحيل كأس الامير 1986 بعدما فاجأ كاظمة بثلاثية نظيفة هزم بها كل التوقعات والتكهنات والترشيحات بل وحقائق الامور.

وفاجأ الفحيحيل ايضا الاوساط الرياضية كافة بهذا الانجاز الذي لم يكن يحلم به ابناء المنطقة العاشرة، لان كاظمة كان يضم في هذا الاوان والزمان عددا من نجوم كرة القدم الكويتية منهم يوسف سويد وناصر الغانم وحمود فليطح وقاسم حمزة وجمال يعقوب وصالح المسند وصالح الرفاعي.

في المقابل كان معظم عناصر الفحيحيل ليس في مثل هذا التوهج والحضور «البرتقالي» منهم ربيع سعد وعبدالعزيز الهاجري وعبدالسلام حمود وسيف زيد ومحمد سعد وحمد حربي وعايد الروضان وأمير سراج ومحمد عبيد، لكن مدربهم التشيكي بيفارنيك حول تلك العناصر المغمورة الى «كوماندوز» هبطت على الميدان الكروي، وقلبت كل الحسابات رأسا على عقب، ولقن الفحيحيل نظيره كاظمة درسا كرويا قاسيا وهزمه بثلاثية نظيفة حملت توقيع أمير سراج وعبدالعزيز الهاجري ومحمد سعد وبقت تلك النتيجة تاريخية في سجل البطولة وتحولت تلك العناصر الشابة الى نجوم كبار يشار إليهم بالبنان.

وهج نهائي العام 1986 بكل تأكيد نصب اعين الجهاز الفني لخيطان بقيادة مدربه الوطني محمد الانصاري وهو العامل والمحفز للاعبيه بان من يملك سلاح الروح والاصرار والرغبة في قلب كل المجريات لصالحه من الممكن ان يكون فحيحيلا اخر ويفوز باي كأس.

بالطبع لا احد من الممكن ان يقلل من عناصر المهارة والخبرة والتاريخ والجمهور التي ترجح كفة «الكويت» ولكن لا احد من الممكن ان يغفل ان كل هذا من الممكن ان يتلاشى ويذوب أمام التحدي والطموح والروح ولاسيما ان امام لاعبي خيطان فرصة تاريخية ربما لاتتكرر واقتناصها بتحقيق الكأس ربما ينقل النادي من حال الى حال.

ان العديد من المحفزات ستكون في صالح لاعبي خيطان ومنها المباراة ستكون منقولة في جميع الشاشات الفضائية، فمن يدري أين سيلعب مساعد الفوزان ومحمد يوسف وغيرهما بعد المباراة النهائية، حيث سيكون المجهر مسلطا عليهم من قبل المراقبين، وقد نشاهدهم في الموسم المقبل من يرتدي الفانيلة الصفراء أو الخضراء أو البيضاء.

واذا كان نهائي العام 1986 درس الحافز لخيطان حاضرا، فإنه درس العبرة لـ «الكويت» أيضا و سوف ينبه لاعبي «الابيض» كل من حضر درس الفحيحيل لكاظمة و سيقول لهم مدربهم البرتغالي ريماو «لاللتهاون ونعم للجدية»، لانه يدرك تماما أن خيطان لن يكون صيدا سهلا ومن الممكن أن يكون أفضل من القادسية نفسه في النهائي.

وعناصر «الابيض» يجب أن يدركوا أنهم أمام مجموعة من المقاتلين الشرسين لن يرضوا بالخسارة حتى النهاية، ونصيحتنا لخيطان والكويت أن يشاهدوا نهائي كأس الامير 1986 وكلاهما سيعرف أن كرة القدم... مجنونة!