حذرنا ومثلنا حذر الكثيرون من طريقة تشكيل حكومات سمو الشيخ ناصر المحمد الـ 6 السابقة، ولكن يبدو أن سماع النصح ليس من فضائل سمو الرئيس، وعاد ليكرر الخطأ للمرة السابعة بتشكيل حكومة محاصصة وترضيات، ومن الطبيعي أن تكون النهاية كنهاية سابقاتها الـ 6... لن أتكلم عن الـ 9 وزراء السابقين فقد قيل فيهم ما قيل، وتنتظر بعضهم استجوابات ورفض لعودة البعض الآخر من نواب مجلس الأمة، ولكنني سأدلي برأيي كمتابع للشأن العام للستة وزراء الجدد.
علي الراشد وزير الدولة «بديل الغفلة» لروضان الروضان الذي هرب من المشاركة في الحكومة بذكاء... فالمنصب بالنسبة للراشد مكافأة نهاية خدمة لا أكثر ولا أقل.
د. أماني بورسلي أكاديمية عديمة الخبرة السياسية وتوليها للمنصب مجازفة قد تنجح وقد تفشل. محمد النومس... رجل عمل في بنك التسليف والادخار لأكثر من عقدين، وأصبح طرفاً في صراع مع أركان البنك، وتم ابعاده عن منصبه بطريقة ديبلوماسية من خلال اعطائه وزارة الأوقاف، وهي غبة عميقة لن يعرف السباحة فيها أو ما فيها من هوام... أبداً. سالم الأذينة... هو الوحيد الذي قد ينجح بعمله، فهو الرجل المناسب في المكان المناسب. أحمد المليفي... يملك جميع مميزات الرجل السياسي، وله خبرات سابقة، ولديه الخبرة والحجة والقدرة على كيفية التعامل مع نواب المجلس، كنت أتمنى أن يكون وزيراً للدولة لشؤون مجلس الوزراء ولكن وزارة التربية تحد كبير له، آمل أن يتعاون مع أبناء المجال ويتصالح كوزير مع جمعية المعلمين الكويتية ليحقق بعض النجاح أو على الأقل أن يوقف التراجع في المجال التربوي ويعيد الثقة في التعليم الحكومي. الكابتن سامي النصف... قبل أن يحمل أكبر همين في الحكومة لا مجرد وزارتين، فالإعلام اليوم صناعة وفن وسلاح، ويحتاج إلى وزير متفرغ ومتخصص يعيد الحياة لإعلامنا الكويتي الذي يعاني من موت سريري، وتناوب عليه العديد من الوزراء دون علاج شاف، فالكلام والكتابة شيء... والعمل شيء آخر، ولكن إن ما في وزارة المواصلات هموم أكبر وأخطر مما في وزارة الإعلام... فالموانئ هم كبير والمطار وخصخصة الخطوط الكويتية صداع دائم، أما البريد والبرق والهاتف فهي هموم فوق البيعة، نتمنى للكابتن سامي النجاح بقيادة طائرتي الإعلام والمواصلات بنجاح.
مع هذا التشكيل الذي تم بالطريقة القديمة نفسها، أتوقع أن يكون عمر حكومتنا الجديدة بعمر الزهور، ولن يستطيع القادمون الجدد من وضع أي بصمة في تاريخهم السياسي. ولكنني أتمنى أن يخيب ظني وتنجح هذه الحكومة وتتجاوز ما ينتظرها من ألغام ومشاكل ويعود الاستقرار للساحة السياسية، فلي فيها أكثر من صديق وكاتب طالما تابعت كتاباته... وأتمنى لهم النجاح جميعاً.
مبارك مزيد المعوشرجي
[email protected]