مبارك مزيد المعوشرجي / ولي رأي / مجاهد أم إرهابي أم عميل؟

1 يناير 1970 08:01 ص
أسامة بن لادن كان رجلا يحمل فكراً دينياً متشدداً جعلت منه أميركا زعيماً روحياً لقيادة حرب دينية لإخراج الجيش السفياتي الملحد من أفغانستان، وزودته بأحدث أسلحتها وأدقها ودعمته سياسياً ودربت جنوده وزودته بالمستشارين، وهيأت له كل السبل لنجاح مهمته، ولكنه وبعد أن نجح في مهمته المطلوبة حاولت اقصائه فتمرد عليها وشن حرباً ضدها وضد حلفائها وأعوانها، فكان العالم أجمع ساحة لهذه المعركة الشرسة كلفت البشرية عشرات الألوف من القتلى وما يقدر بـ 3 آلاف مليار دولار خسائر مادية، فأضرت هذه الحرب الإسلام والمسلمين وأوقفت انتشار الإسلام في العالم، وصورت المسلم بالإرهابي الذي يحمل الرشاش بيد والقنبلة بيد أخرى، رابطاً خصره بحزام ناسف، ولعل الميزة الوحيدة التي قدمها للإسلام هي زرع الخوف في قلوب بعض أعداء الإسلام.

وكما خدم أميركا في حربها ضد السوفيات فتح لها الطريق للسيطرة على العالم باسم محاربة الإرهاب لنتشرت القوات الأميركية في العالم أجمع من أجل ملاحقته في الأرض والجو وبالفضاء، واحتلت دولاً وأسقطت حكومات، وقد كلفت هذه الحرب الميزانية الأميركية ما قدر بـ 600 مليون دولار، وبعد أن كانت السي آي إيه تبحث عن بن لادن في كهوف جبال تورا بورا بأفغانستان كان هو يعيش في منزل كبير في أرقى أحياء مدينة باكستانية، وبعد أن هبطت شعبية أول رئيس أميركي أسود جاءت الخدمة الثالثة لبن لادن من جديد لأميركا، لترتفع مع مقتله شعبية الرئيس أوباما بنسبة 13 في المئة وتزداد فرصة نجاحه للفترة الثانية برئاسة أميركا، من خلال عملية شارك فيها عشرات الجنود كلفت ما يقارب الـ 400 مليون دولار، وتم اعدامه وهو أعزل، كما قيل، أمام أهله بطريقة بشعة، رفضت معها أميركا نشر صور ذلك خوفاً من تعاطف الناس معه، وزعمت أنها ألقت بجثته في بحر العرب، لتغلق بذلك ملفاً شائكاً قد يضر بمصلحة أميركا إذا قرأ ما فيه، وتخلت عن كنز من المعلومات الاستخباراتية المهمة لو أنها أخذت بن لادن حياً... ولكن هل سيختفي اسم بن لادن؟ لا أظن.

هل تذكرون الثائر الأرجنتيني أرنستو تشي جيفارا؟ لقد قتلته الاستخبارات الأميركية بإحدى غابات بوليفيا عام 1967، ودفنته في مكان مجهول كما فعلت مع بن لادن حديثاً، ولكن لاتزال صوره على صدور شباب العالم ويحمل فكره العديد من المنظمات الثورية اليسارية في أميركا الجنوبية حاملة الفكر اليساري نفسه الذي حمله، ونتساءل... هل كان بن لادن مجاهداً أم ارهابياًَ أم عميلا؟ الله وحده يعلم... فما خدم أميركا أحداًَ كما خدمها أسامة بن لادن.



إضاءة

مصدر الأرقام والبيانات المادية نقلاً عن موقع قناة «العربية» الفضائية.





مبارك مزيد المعوشرجي

[email protected]

mailto:[email protected]